البطل الشهيد علي العبدالله

كم من قصة فيك ياشام البطل علي العبدالله الذي عرفته عن قرب بسبب المصاهرة اديب خجول قنوع صادق قمة في التواضع لايعرف الرياء الى قلبه سبيلا.....تعجزالكلمات عن اعطاءه حقه...........قضى شهيدا.....وليس عنده من متاع الدنيا شيئ....هذه قصته:: قصة استشهاد الشهيد علي العبد الله :

الشهيد علي محمد خير العبدالله

يستيقظ علي قبل الفجر بقليل يتوضأ ويشرب قليلا من الماء فقد نوى صيام يوم غد.. يصلي الفجر ويقرأ سورة ياسين.. ثم يعاود النوم.. بعد ساعات يحين موعد المسير.. يلتقط بنطاله العسكري وجعبته ..يضاحك زوجته مازحاً ويخرج إلى "الصالون" تستقبله "فاطمة" ذات الخمس سنوات.. تقف بين رجليه وترفع وجهها بإتجاه وجهه المتعب قائلةً: بابا عطيني خرجية.. يضرب يده على جيبه فلا يجد نقودا..يجيبها بكل حزن: حبيبتي ما عندي فراطة بس ارجع بكون صرفت بعطيكي.. يرفع أبنه الصغير احمد ذو السنتين بيديه المتعبتين نحو السقف، وينظر إلى وجهه قائلا: إيمتى بدك تكبر يا بطل وتشيل معي هالبيت..
يخرج "علي" من بيته الكائن في حي "مساكن هنانو" في القسم المحرر من حلب حاملا رشاش الكلاشنكوف على كتفه ينظر حوله.. لا يجد إلا رجلا في الستينات يحمل ربطتي خبز بيده اليسرى ويمسك عكازه بيده اليمنى ..
يبادئه علي الحديث بصوت قوي: السلام عليكم وين بيتك يا عم..؟
يجاوبه الرجل بكل تعب: والله يا ابني بعيد بيتي.. صاير آخر شارع السوق.. 
يقول علي: امشي عمي طلاع وصلك بالسيارة هي هية ع الطرف التاني من الشارع.. 
لا يملك "علي" الوقت اللازم لإيصال الرجل، فهو مضطر للإسراع من اجل الوصول إلى خط الجبهة في حي "الجْدَيْدة" فالساعة أصبحت التاسعة والنصف.. ونوبة الحرس المكلف بها تبدأ في العاشرة.. يوصل العجوز على عجل إلى بيته ويعود مسرعا إلى مقر كتيبته في حي باب النصر بحلب القديمة..
يصافح الشباب المتعبين من المرابطة طوال الليل.. ويستقبل أصدقائه المقاتلين الذين وصلوا لاستلام النقطة هذا النهار.. ما يزال يشغل بال "علي" موضوع تأمين النقود.. فقد وصل إلى الافلاس الكامل منذ فترة ليست بقصيرة.. واستدان كثيرا.. يخطر في باله أن يطلب النقود من قائد الكتيبة.. لكنه يتردد لأنه يعلم أن مشكلة التمويل هية المشكلة الكبرى التي تعاني منها كتيبته، فحالها لا يختلف كثيرا عن حاله..
يحتسب ربه قائلا:الله يفرج علينا..حسبنا الله ونعم الوكيل..
يذهب لاستلام نقطة المرابطة قرب ساحة الحطب.. لم تمضي دقيقتان بعد.. يبدأ إطلاق النار.. يبدو أن الحفلة اليومية بدأت باكرا اليوم.. في العادة يمر النهار بتبادل المناطحة بين القناصين.. فقناصي الطرفين هم من يُعول عليهم أثناء النهار يوميا.. بدأت قذائف الهاون بالسقوط وبدأ الثوار بطلب المؤازرات.. بعد خمس دقائق يصل رشاش 14,5 مركب على بيك اب تبدأ التغطية النارية مع اطلاق عدة قذائف هاون من نقطة الثوار الخلفية..
يسمع في القبضات طلب مؤازرات من جهة "عوجة الكيالي".. يبدو أن الجيش النظامي المتمركز في فندق الشيراتون يحاول التقدم.. عدد الثوار الموجودين في نقطة علي قرب ساحة الحطب اصبح كبيرا.. والشوارع هنا ضيقة جدا كما أن التحصينات التي جهزها الثوار كافية لمنع تقدم جنود الاسد... يفكر علي بالذهاب إلى عوجة الكيالي لأن عرض الشارع هناك يناهز الأربعين مترا.. ويمكن أن تتقدم الدبابات فيه.. يأخذ اثنين من أصدقائه وينتقل إلى هناك مسرعا... يسأل الثوار الموجودين عن الوضع.. يخبرونه بأن الأمور جيدة ولكن توجد نقطة متقدمة لنا انسحبنا منها بسبب إشراف القناص التابع لجيش النظام عليها.. النقطة هي عبارة عن مبنى يطل على فندق الشيراتون.. وعلى مبنى النفوس وعلى قسم شرطة باب الفرج.. يقرر علي بسرعة التوجه إلى هذا المبنى.. يسير هو وصديقاه خلف "المرشد" من مبنى إلى مبنى ومن غرفة إلى غرفة عبر الفتحات التي فتحها الثوار في الحيطان .. يصل إلى الغرفة التي فتحت منها "طلاقة" على الشارع يرى جنود الاسد المتمركزين على زاوية الشارع يوجه بندقيته ويطلق الطلقة الأولى.. يسحبها فورا.. بعد برهة.. بقوم بنفس الحركة... لقد أصاب اثنين من جنود الاسد.. يهرب الجنود من النقطة وتتقدم مدرعة "الشيلكا" تطلق النار من سبطاناتها الأربع بشكل جنوني.. بعد أن تتوقف يقترب علي من "الطلاقة".. يبسط عينه عليها تفاجئه طلقة تخترق وجهه الجميل.. يبدو أن قناص النظام الذي يراقب استطاع تحديد الطلاقة التي خرج منها الرصاص.. يستشهد علي صائما خالي المعدة.. لا يملك في جيبه ليرة سورية واحدة.. يحمل معه هموم الوطن والامة والاسلام