الشيخ حجي الاسماعيل

 

في صباح يوم الجمعة الموافق لـ 28 /2/2014 تمَّ اعتقال الشيخ حجي اسماعيل من قبل عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام وقاموا بإطلاق الرصاص والاعتداء عليه وعلى والده  وصادروا جهاز الكمبيوتر وأوراقه التي كان يكتب عليها، وإلى تاريخه مازال معتقلا ولم يعرف أي شيء عنه.

والشيخ حجي ولد في بلدة الشيوخ قرب جرابلس 1980 م وكان يقيم في مدينة منبج ريف حلب وقد درس في كلية الشريعة في جامعة دمشق وحصل على شهادة الماجستير في الحديث النبوي وعنوان رسالته "تحقيق في كتاب الكاشف عن حقائق السنن لشرف الدين الطيبي تحقيق كتابي الإيمان والعلم" وهو من الأعضاء المؤسسين لرابطة العلم الشرعي في منبج، ويعد من أبرز العلماء والدعاة فيها ومن أكثر طلاب العلم خدمة للثورة والثوار.

وقد عرف عن الشيخ حجي أنه كان خطيبا متميزا في لغته وفصاحته وقدرته على معالجة الموضوعات وطرح القضايا الإسلامية والمشكلات المعاصرة ومعالجتها معالجة إسلامية وفق منهج وسطي يراعي فيه شرع الله تعالى ويحرص على تبليغه للناس، وقد كان خطيبا في المسجد الأقصى في منبج ثم في مسجد خالد بن الوليد ، وكانت له جهود في الدعوة والوعظ لم تعرف لغيره في منبج فكان حريصا على الحضور إلى مجالس العزاء والأفراح ليلقي فيها المواعظ وليرشد الناس ويعلمهم أمور دينهم ويرشدهم إلى فضل الإسلام وأثره في حياة المسلمين وكان يسعى من خلال كلماته ومواعظه إلى محاربة البدع والمخالفات الشرعية والعادات السيئة ويصحح الأفكار الخاطئة، ولم يكن مجرد واعظ بل كان عالما جريئاً ومتابعا لكل المستجدات، فكان يقرأ في كتب الفقه والحديث والتفسير ثم يقرأ في الكتب المعاصرة ويتابع الإعلام من خلال المجلات والكتب الثقافية والجرائد ووسائل الإعلام ثم يدقق ويحقق في كل ذلك ويخرج إلى مجلسه أو مسجده وهو مزود بكل المعلومات والأفكار التي يتكلم عنها وقد ساعده على ذلك حرصه على الكتاب والموسوعات العلمية فمكتبته كبيرة جدا وتضم من الكتب والمجلات والموسوعات العلمية والثقافية العدد الكبير والمتنوع.

يعد الشيخ حجي من أوائل الثوار الذين قاموا في وجه النظام فعندما قامت الثورة فرغ نفسه لذلك وترك وظيفته في التدريس ليشغل وقته كله، فكان يعمل في مجالات عدة تخدم الثورة والثوار من أهمها العمل على تسليح الثوار ضد بشار وعصابته المجرمة والمشاركة في كل النشاطات الثورية ومتابعة المجاهدين وإرشادهم والمرابطة معهم في الجبهات والإصلاح بينهم، فعرف بهمته العالية ومثابرته فكل من كان يعمل لخدمة الثورة والثوار في منبج يعرف صلته بالثورة وجهوده التي بذلها في مرحلة السرية قبل أن يخرج النظام من منبج  وكان مرجعا في الفتوى ، وعندما تم تحرير منبج وخرجت الأجهزة الأمنية منها بتاريخ 19/7/2012 ظهرت جهوده للعلن فكان يحض الناس على الجهاد بالقول وبالفعل وكان يتداول في دروسه ومحاضراته التي كان يلقيها في المساجد كل موضوعات الجهاد والتحريض عليه والخروج على الحاكم الظالم بالإضافة إلى الموضوعات الفقهية التي ترتبط بالجهاد والغنائم ولم يكن يقتصر عمله على المساجد بل كان يشارك في القضاء وفصل المنازعات ويعمل مع الكتائب المجاهدة ويرشد المجاهدين ويرابط معهم على الجبهات ويصلي بهم ويدعو لهم ويبين لهم فضل الجهاد والمجاهدين وأخلاق المجاهدين ويذكرهم بالآيات والأحاديث وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مما ينمي فيهم الإخلاص لله تعالى في جهادهم والثقة بنصر الله تعالى وتأييده .