الشيخ محمد نعمان حبوش - محدث عصامي
الشيخ محمد نعمان حبوش

( محدث ، قيم )

(1338ــ 1416 هـ / 1919 ــ 1996 م )

بقلم: فياض العبسو

نسبه ومولده:



هو الشيخ أبو محمد عدنان محمد نعمان بن إبراهيم حبوش الريحاوي ثم الحلبي العمري الشافعي .

ولد في أريحا التابعة لمدينة إدلب ، في عام ( 1919 م ) ، ثم انتقل إلى إدلب مع عائلته .

دراسته وشيوخه:

تعلم القرآن الكريم وتجويده ، في الكتاتيب ، وعمره سبع سنين .

ثم درس المرحلة الابتدائية في إدلب ، حتى الصف الخامس الابتدائي .

ثم تلقى العلم على العلامة الكبير الشيخ محمد طاهر ملا الكيالي الرفاعي ، مفتي إدلب ونقيب أشرافها ،

ولازمه مدة أربعة عشر عاماً ، واستفاد منه الكثير من العلوم العربية والإسلامية .

ثم رحل إلى حلب ، سنة ( 1366 هـ )، ولازم عالمها الكبير العلامة الشيخ محمد نجيب سراج الدين ، والشيخ الفقيه الورع محمد سعيد الإدلبي ، وولده الشيخ الفاضل أحمد الإدلبي ، والشيخ المحدث محمد راغب الطباخ ، مؤرخ حلب ، والشيخ الصالح المحب الفاني عيسى البيانوني ، والعالم الصالح الجليل محمد أبو الخير زين العابدين ، والعلامة الشيخ محمد ناجي أبو صالح ، والشيخ محمد بلنكو ، مفتي حلب سابقا ، والشيخ العلامة الأديب أحمد القلاش ، والعلامة الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين ، كما لازم دروس العلامة الفقيه الشيخ المحامي أستاذنا أحمد مهدي خضر ،

كما حضر دروس بعض علماء دمشق ، و لبنان والحجاز.

ومن شيوخه أيضا: العلامة الشيخ المحدث عبد الفتاح أبو غدة ، والشيخ محمد نمر الخطيب الفلسطيني المدني. وكان شديد الحب والتقدير والإجلال للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى.

طريقته ومشربه:

أخذ الطريقة الرفاعية عن الشيخ الصالح ياسين سريو المؤقت الحلبي ، والنقشبندية عن الشيخ العالم المربي محمد أبي النصر الحمصي ، والشاذلية عن الشيخ محمد الهاشمي .. رحمهم الله تعالى .

رحلاته وزياراته:

وكان يزور دمشق للقاء شيخه الشيخ الصالح محمد الهاشمي ، كما زار لبنان والعراق ، وزار فلسطين قبل احتلالها من قبل الصهاينة المعتدين .

وزار السعودية كثيراً ، لأداء فريضة الحج والعمرة ، وكان يلتقي هناك بالعلماء والمحدثين ، فيجيزونه بمروياتهم .

إجازاته:

أجازه الشيخ محمد العربي التباني الجزائري، والشيخ السيد محمد أمين الكتبي المكي ، والشيخ السيد علوي عباس المالكي المكي ، وولده العلامة الشيخ السيد الدكتور محمد بن علوي المالكي ، والشيخ محمد نور سيف، والشيخ محمد ياسين الفاداني ، والمشايخ الغمارية المغاربة: الشيخ عبد الله الصديق الغماري، وأخوه الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الله التليدي ، والشيخ محمد عبد الرشيد النعماني الباكستاني، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي الهندي ، والشيخ حسن ابن محمد المشاط المكي، والشيخ محمد علي الأنسي البيروتي ، والشيخ السيد محمد صادق الجبالي الحسني التونسي ثم البيروتي اللبناني، والشيخ السيد إبراهيم بن عمر بن عقيل الحسني اليمني، كما أجازه شيخه الأول العلامة الشيخ محمد طاهر الكيالي الإدلبي .. وغيرهم .

كما أجاز بعض طلاب العلم ، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الله آل رشيد الطائي النجدي، و الشيخ مجد مكي الحلبي ، وغيرهم .

أقرانه:

من أصدقائه ، العلامة الشيخ المحدث محمد عوامة الحلبي قرأ عليه (شرح المنظومة البيقونية) في مصطلح الحديث، كما قرأ معه كتاب (الشفا) للقاضي عياض مع الدكتور: محمود ناظم النسيمي، والأستاذ المربي الشاعر أحمد الجسري ، والشيخ الشاعر محمد الحربلي الصيادي ، والعلامة المحدث الشيخ الدكتور خليل ملا خاطر الشافعي الدير رزوري ثم المدني ، والشيخ العالم الخطيب الأستاذ محمد مجاهد شعبان.

عمله:

عمل في البداية في النسيج مع والده ، ثم امتهن الحلاقة ، ثم عمل قيِّماً ( مستخدماً ) في إحدى مدارس مدينة الباب ، بحلب ، ثم تنقل قيِّماً( مستخدماً)بين عدة مدارس في حلب ، مدرسة أبي عبيدة ، ومدرسة عمرو بن العاص ، والهاشمية .

ثم اتَّجه إلى العمل الديني ، واشتغل بعلم الحديث ، وكان يتردَّد على بيته بعض طلاب العلم ، ليستفيدوا من علمه ، ومكتبته النفيسة .ثم عين إماما ومدرسا دينيا .

وكان له درس في جامع النور ، بحلب ، يوم الجمعة بعد صلاة العصر ، وكان يقرأ فيه كتاب "حياة الصحابة" للكاندهلوي، و له أيضاً:درس حديث في جامع العادلية ، يوم الخميس بعد صلاة العشاء ، ويقرأ فيه موطأ الإمام مالك بن أنس ، رحمه الله .ودرس حديث أيضا ، كل أسبوعين ، يقرأ فيه كتاب "بهجة النفوس" لابن أبي جمرة الأندلسي ، وهو شرح لمختصر البخاري، في أحد المساجد ، بحلب .

مؤلفاته:

عمل الشيخ في جمع الأحاديث القدسية ، لمدة عشر سنوات ، وجمع ثلاثة آلاف حديثاً ، ووضع لها عنوان:

1ـ الإفاضات الوهبية لجامع الأحاديث القدسية .

2ـ الإيمان الخالص بما ثبت للنبي صلى الله عليه وسلم من الخصائص .

3ـ ذيل على خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، للإمام النسائي .

4ـ حياة الإمام الشافعي العلمية والأدبية .

5ـ ترجمة العلامة الشيخ محمد طاهر الكيالي الإدلبي ، رحمه الله تعالى .

كما ساعد الدكتور العالم اللغوي بكري شيخ أمين ، في تحقيق كتاب ، بهجة النفوس ، لابن أبي جمرة الأندلسي وخرج له أحاديثه .

وكذلك خرج أحاديث كتاب ، الطب النبوي والعلم الحديث ، للدكتور العالم محمود ناظم النسيمي ، رحمه الله .

عبادته:

كان يقرأ في كل يوم بعد صلاة الصبح ، جزءاً من القرآن الكريم ، وكان يحفظ كثيراً منه ، عن ظهر قلب .

كما كانت له أوراد وأذكار يومية .

وقد حج ( 18 ) حجة ، واعتمر ( 19 ) عمرة ،وكان يزور المكتبات ويحضر معارض الكتب، ويحرص على لقاء العلماء واستجازتهم< SPAN> وصحبه تلميذه الشيخ مجد مكي في يكثير من الزيارات العلمية عند قدومه للحج والعمرة، وكانت بينهما مراسلات علمية.

أوصافه وأخلاقه:

كان الشيخ أسمر البشرة ، معتدل القامة والبدن ، ذا لحية خفيفة ، متواضعاً ، لا يدع أحداً يقبل يده ،

وكان يقول: من مد يده للتقبيل ، ولم يراقب بها الجليل ، فالقطع في حقها قليل .. وكان يجيد اللغة الفرنسية، وله شعر قليل .. ولديه مكتبة ضخمة ، ولا سيما كتب الحديث والتفسير ..

كما رزقه الله من الأولاد ، خمسة ذكور ، وبنتاً .

وكان الشيخ محبوباً لدى شيوخه ، ولاسيما العلامة الشيخ محمد طاهر الكيالي ، الذي قبَّله من فمه ، عندما قال له: أسأل الله أن يرفع من عمري ، ويضع في عمرك ، فقبله الشيخ طاهر ، وكان يدعو له ، ويقول:

الله يرضى عنك يا نعمان ، رضاء لا سخط بعده .

وتأثر بالشيخ طاهر الكيالي كثيراً ، وكتب عنه ترجمة مطولة ، وكذلك تأثر بشيخه محمد أبي النصر الحمصي النقشبندي ، والشيخ الصالح عيسى البيانوني ، والشيخ عثمان المارعي ، رحمهم الله جميعاً .

أقوال العلماء فيه:

قال عنه الشيخ المحدث محمد عدنان بن الشيخ الفقيه محمد الغشيم ، الحلبي :

الشيخ نعمان الحبوش ، شيخه الشيخ طاهر الكيالي ، وميوله أدبية وحديثية ، أكثر من فقهية ولغوية ،

ولديه مكتبة ، وكان مختار المشايخ ، رحمه الله .

ومدحه الشيخ المربي الشاعر الأديب محمد خير الدين اسبير الحلبي ، بقصيدة قال فيها:

إن رمت خلا وافر الإحسان فز بالوفي الفاضل النعمان

يرعى المودة والأخوة مخلصا ألفيته من خيرة الإخوان

متفانيا بمحبة المولى وفي أرباب أهل العلم والعرفان

هذا سلوك الأتقياء الأصفيا والنائلين سعادة الإيمان

وإن شئت فقل: والذائقين حلاوة الإيمان .

وفاته:

بعد رجوعه من آخر عمرة ، والتي أداها في شهر رمضان ، سنة ( 1416 هـ )، انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى، في الثالث والعشرين من شهر شوال ، سنة ( 1416 هـ )، الموافق 13 / آذار ( مارس ) عام 1996م

ودفن في مقبرة الشيخ جاكير ، بحلب ، رحمه الله تعالى .

مصادر الترجمة:

هذه المعلومات مستفادة من الأخ عبد الحكيم حبوش ، نجل الشيخ ، وذلك عندما زرته في بيته ، بحلب ،

يوم الخميس 1 / 10 / 1998 م .

وانظر كتاب: إعانة المجدين في تراجم أعلام المحدثين من الشيوخ الحلبيين ، للشيخ المؤرخ أحمد بن محمد السردار الحلبي ، رحمه الله .