محسن عثمان الندوي قلم هندي شارك في جهاد الشام

 
 
 
 
بقلم: سيد محمد عمر فاروق
 
هذه معلومات وجيزة هامة عن قضية سوريا ترسل إلى جميع المواقع الشبكية في العالم الإسلامي.
 
كان بلاد الشام في القرون الماضية دار الأمن والسلامة، ومناراً للعلوم الإسلامية والثقافة العربية، ومركزاً للعلماء والمفكرين والفقهاء البارزين، وإنها كانت على قمة الثقافة والتقدير آنذاك، وكان لها مقاماً مرموقاً بين العالم العربي وغيره. ولكن منذ ما احتل الأسرة الأسدية على بلاد الشام واستولت عليها بصورة غاشمة، فقد أصبحت بلاد الشام تتعرض الظروف القاسية والأحوال السياسية الضارية، وإنها تعاني بالمأساة والأزمات، وتواجه الشدة والدمار. ومنذ عام 2011م تتصاعدت المظاهرات السلمية ضد النظام الاستبدادي الغاشم لبشار الأسد، كما انفجرت الثورات والمظاهرات في مصر وتونس وليبيا، ولكن الجيش النظامي أطلق الرصاص على هؤلاء المتظاهرين كرد فعل، فأخذ المتظاهرون السلاح، واشتعلت الثورة السياسية في سوريا وغمرت الأرض بالدموع والدماء، وخرج الشعب السوري على بكرة أبيها ضد الحكومة والنظام ومواقفها الدنيئة، والقوات السورية تطلق الرصاصات وتقصف القنابل قصفاً عشوائياً على المواطنين العزل، مما أسفر عن تسعين ألفاً من القتلى وأصيب عشرات الآلاف بجروح، وخمسة وعشرين ألفاً من الأشخاص أصبحوا من المفقودين، لا يعرف أحد عنهم وعن مصيرهم، حتى لم توجد أسماءهم في دوائر المحفوظات والسجلات، لعل جثثهم قد قذفت في البحور والأنهار. قد أصبحت قضية سوريا قضية هامة وأهم مشكلة للعالم الإسلامي.
 
ومن الجدير بالذكر أن حزب "البعث" يضطهد الشعب السوري منذ أربعين سنة. وهو حزب شيوعي أسسه مشيل عفلق المسيحي، وكان هدفه الأساسي أن يدمر الأفكار الإسلامية ويقوض التيارات العلمية والتعليمية من أبناء العرب. وحينما نمعن النظر في عهد الأسد الأول (حافظ الأسد) قُتل فيه ثلاثون ألفا من السوريين. ولما نضم هذا العدد بالعدد الموجود فيتجاوز مأة ألف. وهي كارثة عظيمة في تاريخ العالم العربي وأكبر مأساة في العالم الإسلامي.
 
بغاية من الأسف والأسى أن حكومة إيران أيضاً هي من الأعوان والمؤيدين للنظام الأسدي كما روسيا والصين، إن الجيش الإيراني يقاتل الثوار المجاهدين جنباً لجنب مع النظام السوري، وأن حزب الله اللبناني قد نزل أيضاً في ساحة القتال ويقتل الأبرياء من الشعب السوري دعماً للنظام. وإن السفارة الإيرانية القنصلية قد بذلت أموالاً طائلةً في الهند كأنها لاشتراء الأقلام التي تكتب في الجرائد والمجلات الصادرة من الهند لكي تسجل مقالات مخالفةً لموقف الشعب السوري و تأييداً لبشار الأسد وموقفه، وأن تثبت أن الشعب السوري هو من الطغاة والمجرمين. هذه خيانة كبرى من قبل الصحافة الهندية التي لن تنسى ولن تمحى هذه البصمة من تاريخ الصحافة في الهند.
 
 ولكن هناك قلم هندي شارك في جهاد سوريا بكل إخلاص وحماس، وهو قلم سعادة البروفيسور الدكتور محسن عثماني الندوي حفظه الله، الذي كتب مقالات عديدة عن قضية سوريا ومشاكلها بأسلوب ثائر رشيق، وألقى ضوءاً بسيطاً على الأحوال السياسية وكشف الستار عن الحقائق والنظام السوري في سوريا، وقام بنقد المقالات الضالة والمضلة نقداً شديداً مع الدلائل الثابتة والبراهين القاطعة، كما أنه ترجم جميع المقالات والخطب للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله- الذي يعد رجلاً عصامياً وعالماً ربانياً ومفكراً إسلامياً كبيراً للعالم العربي والإسلامي- عن قضية سوريا، ونشرها في أشهر الجرائد والمجلات الأردية في الهند، كما اهتم بنشر هذه الترجمات كثير من الجرائد والمجلات التي تصدر من باكستان وبنغلاديش وغيرهما.
 
وبالإضافة إلى أنه كتب بضعة كتب حول قضية سوريا وظروفها السياسية والاجتماعية منها:"سوريا تحترق"، "الانفجارات والتحولات في العالم العربي"، "وسوريا شلالات دماء" وما إلى ذلك... وقد ترأس الأستاذ محسن عثماني كثيراً من المؤتمرات والندوات حول قضية سوريا التي انعقدت من قبل بعض المنظمات والجمعيات الإسلامية في شتى المناطق من بلاد الهند، وألقى خطباً فكرية بليغة ثائرة مما تعكس عن أن لديه حرقة عظيمة تجاه قضية سوريا تألم بآلامها وتعذب بعذابها، وتابع قضية سوريا بعين العناية والاهتمام، واصطلى بنارها واكتوى بأوارها.
 
فسعادة الأستاذ محسن عثماني – زاده الله علماً وفضلاً- هو صاحب مؤلفات عديدة في اللغتين العربية والأردية، وكاتب المقال الأدبي والإصلاحي والفكري والديني والتربوي والسياسي في الصحف والجرائد والمجلات العربية والأردية، ومؤسس مجلة عربية فصلية المسماة بـ "أقلام واعدة" في الشعر والأدب، ورئيس تحريرها من البداية حتى الآن، وكذا هو يرأس مجلس الإدارة لمجلة "الصحوة الإسلامية" العربية الفصلية الصادرة من الجامعة الإسلامية دار العلوم حيدرآباد الهند، ورئيس التحرير لمجلة"مطالعات" الأردية الفصلية الصادرة من دلهي، وهو رئيس الدراسات العليا بدار العلوم في حيدرآباد، وبالإضافة إلى أنه كان عميداً سابقاً لكلية الدراسات الشرق الأوسطية والأفريقية بجامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدرآباد الهند.
 
فالأستاذ العثماني-أدام الله فيوضه- قد ألف أكثر من خمسة وعشرين كتاباً حول الموضوعات المختلفة ما تتعلق بالسياسة والاجتماع والأدب والفكر، وقد نالت هذه الكتب كلها الحظوة والقبول في الأوساط العلمية والأدبية والفكرية في الهند وخارجها، وقد اقبل الناس عليها إقبالاً عظيماً. ومن الكتب العربية التي نشرت في العالم العربي، هي: "قضية البعث الإسلامي" من دار الصحوة القاهرة، و "يحدثونك عن السيد أبي الحسن الندوي" من دار ابن كثير دمشق، و"أساس اللغة العربية" في ثلاثة أجزاء من دار ابن كثير دمشق وغيرها. وأما الكتب الأردية فهناك قائمة طويلة نشرت هذه كلها من مختلف المؤسسات والجامعات والمكتبات الهندية ومجامع البحوث العلمية والفكرية ورابطة الأدب الإسلامي العالمي في الهند.      
 
الحقيقة لا تنكر أن فضيلة الأستاذ قد بذل قصارى جهوده في خدمة اللغتين العربية والأردية، ولا تزال تستمر هذه الخدمات والأعمال الجليلة في مجال الأدب والفكر، وإنه زار شتى البلاد العربية، وشارك الندوات والمؤتمرات في الهند وخارجها خاصة في العالم العربي وغيره، وقد أشاده معظم علماء العرب والعجم بأعماله الهامة السعيدة ومساعيه العلمية والفكرية المحمودة، حتى حاز على جائزة "رئيس الجمهورية" التقديرية من الحكومة الهندية تنويها بمجهوداته القيمة في الأدب العربي. وهو عربي قُح من ناحية النسب وينتمي نسبه إلى الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وله قرابة المصاهرة من بلاد الشام، وعقيلته من أسرة كريمة عشائرية من هذا البلاد.
 
 لا مرية في ذلك أن الأستاذ محسن عثماني الندوي هو رجل عصامي وشخصية فذة، له جولات وصولات في مختلف المجالات، وهو كاتب بارع، ومفكر عظيم، وعالم جليل، وأديب أريب، وهو يجمع بين الثقافيتين العربية والهندية، وإنه جلب أشطر الدهر، فلذا أسندت إليه شتى المناصب العالية والرتب الراقية في الهند؛ ومنها:
 
عضوٌ لمجلس الإدارة لدار العلوم التابعة لندوة العلماء لكناؤ
عضوٌ لمجلس النشر والتوزيع والتحقيق الإسلامي لكناؤ
عضوٌ لمعهد الدراسات الموضوعية دلهي
عضوٌ جميعة اللغة الأردية ونموها حيدر آباد
عضوٌ لرابطة الأدب الإسلامي العالمي الهند
عضوٌ سابقاً لدائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الهند
رئيساً سابقاً لقسم الأدب العربي في جامعة دلهي
أستاذٌ سابق في جامعة جواهر لعل نهرو دلهي
عضوٌ أساسي لمركز التربية الإسلامية للتعليم عن بعد حيدر آباد
عضوٌ سابق للجنة التنفيذية جامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية حيدر آباد
 
وأما المقالات التي دبجها قلمه فحدث عن البحر ولا حرج، لا يمكن ذكرها في مثل هذا المقال الوجيز. وعلى سبيل المثال نذكر بعض العناوين التي تتعلق بقضية سوريا. وهذا يدل على أن هناك أقلاماً خارج الشام شاركت في جهاد الشام وخالطت بلحمتها وسداها.