الأستاذ الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني

 
 
 
أعدها : مجد مكي
 
الأستاذ الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني ـ من مواليد سورية حلب الشهباء عام 1926 م .  
 
ونشا في بيت علم ودين وأدب. فوالده العالم الفرضي الشيخ محمد جميل الصابوني رحمه الله ... وشقيق كل من: الشيخ المفسر محمد علي الصابوني ، والشيخ محمود الصابوني ، حفظهما الله تعالى .
 أنهى دراسته الثانوية (البكالوريا) سنة 1947م، ثم التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية، وحاز على الإجازة العالية ( الليسانس ) في الأدب العربي سنة 1952م ، وحاز أيضاً على دبلوم في التربية والتعليم ، وشهادة في أصول التدريس سنة 1953م .
عمل مدرساً في ثانويات حلب ومعاهدها الشرعيَّة ، ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية فدرس في معهد العاصمة النموذجي في الرياض ، ثم انتقل بعد أحداث الثمانينيات إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ليعمل موجهاً تربوياً للغة العربية ، وقد أطلق عليه فضيلة الشيخ عبد الحميد عباس رحمه الله وهو من وجهاء المدينة في مجلسه العامر لقب ( شـاعـر طـيـبـة )، وأصبح يعرف به بد استقراره فيها.
ثم انتقل إلى المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة في مكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي ليدرس فيه الأدب والخطابة.
وقد أمضى بالتدريس في المملكة العربية السعودية أكثر من ربع قرن .
 
كان متواضعا ، ذو دعابة وروح مرحة ، محبا للعلم والعلماء ، ينظم فيهم شعرا .ولا يكاد عالم من علماء حالب توفي إلا رثاه ,وألقى القصيدة على قبره ، ورثى العديد أيضا من علماء العالم الإسلامي ، ولا تفوته مناسبة إسلامية أو اجتماعية إلا شارك فيها وألقى قصيدة .
 
وقد لقب رحمه الله بعدة ألقاب: ( شاعر الدعوة والإسلام ...شاعر النبهان ... شاعر طيبة ... شاعر آل البيت ... ) .
 
ترك عددا طيبا من المؤلفات الأدبية واللغوية ، ودواوين الشعر الملتزم .وكان كثير المشاركة في المجالس الأدبية لا سيما في غثنينية عبد المقصود خوجة في جدة، وكثير الحضور في مجالس العلم والسيرة، ويلقي قصائد في كل مناسبة تكريمية أو ذكرى نبوية.
 
تربطه صلات وثيقة بعلماء حلب والعالم الإسلامي ، وكان يتميز بالتواضع وحب الخير، والسعي في مصالح المسلمين .وله إجازات من عدد كبير من العلماء منهم شيخنا الفاداني، وألقى قصيدة في مجلس ختم سنن أبي داود، وأجازه أيضا السيد عبدالله بن الصديق، وعبدالقدر السقاف، وأحمد مشهور الحداد، ومحمد علوي المالكي ن وغيرهم كثير.
 
أهم عضوياته :
• عضو رابـطـة الأدب الإسـلامي العـالميـة .
• عضو نادي المـديـنـة المنورة الثقافي الأدبـي .
• عضو نادي مـكـة المـكرمة الثقافي الأدبـي .
نشاطاته :
شارك في عدة مؤتمرات ومهرجانات وأمسيات شعرية في الشام والسعودية والكويت ولبنان ومصر وتركيا وبنغلادش ، وله مؤلفات عديدة في اللغة والأدب ودواوين شعرية ( قدم لها علماء ورجال أفاضل وشعراء كبار ) .
نُشرَ شعره في الصحف والمجلات العربية و الإذاعة .
 
بعض مما قيل عنه :
• قال عنه أديب العربية الكبير فضيلة الأستاذ الشيخ : علي الطنطاوي رحمه الله :ما وددت أن أكون شاعراً إلا في هذه الليلة ، لأردّ على الأستاذ الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني، وأنا أشهد له بالارتجال وأنه يقول الشعر عفوا، وينظم القصيدة في أقل من نصف ساعة .
• وقال عنه الدكتور شكري فيصل ( رحمه الله ) : لقد أصبح الشعر مطواعا لشـاعـر طـيـبـة ، ينساب في عفوية ويسر ، لا يتكلفه وإنما يأتيه عفو البديهة والخاطر .
• وكتب عنه الدكتور عبد المنعم خفاجي :شاعرنا محمد ضياء الدين الصابوني الشاعر الإسلامي الكبير مفخرتنا ومفخرة جيلنا .
• وكتب عنه الأستاذ حفني عبد الله حفني في أحد الكتب المقررة بوزارة المعارف في المملكة العربية السعودية :الأستاذ محمد ضياء الدين الصابوني : أديب سوري معاصر ، وشاعر مطبوع ، عمل بالتدريس في مدارس المملكة العربية السعودية عدة سنوات ، في شعره رقة وجزالة ، وتبدو فيه الروح الإسلامية .
 
وهو القائل رحمه الله تعالى :
قسما بمن خلق الحبيب وزانه = جدَّدت في تلك الرحاب شبابي
 
والقائل:
حسبي افتحارا بمديح المصطفى = أني مشيت على رؤوس الحسد
 
أنا ما مدحت محمدا بقصائدي = لكن مدحت قصائدي بمحمد
 
والقائل أيضا رحمه الله:
إن كان حسّـن قد غناه أروعـه *** فإن لي نسباً والدهر ذاكره
زيَّنت صـفـوة أشعاري بمدحتـه *** حسبي من الفخر أني اليوم شاعره
صلى الله عليه وسلم .
 
ويقول أيضا في ديوانه: مدح آل البيت الكرام عليهم السلام:
 
قصرتُ مديحــي فـي النبي وآلهِ ** هُم العترةُ الأطهار أهل الفضائلِ
فآلُ رسولِ اللهِ بيـضٌ وجوهُهــم ** وآلُ رسـولِ اللهِ زينُ المحافلِ
وآلُ رسولِ اللهِ عالٍ مقامهـم ** وليس الأعالي في الورى كالأسافلِ
إذا شُعراءُ العصرِ خصوا مديحهم ** بأسيادهـم عادوا على غير طائلِ
جعلتُ مديحي فـي النبي وآلهِ ** فمدحُهُـمُ لا ريب أنجـى الوسائلِ
 
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وأحسن الله عزاءنا بفقده ، وعوضنا خيراً
 توفي بعد ظهر اليوم الجمعة 22 رجب 1434هـ / الموافق 31 أيار 2013 م .وصلي عليه بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام ووري الثرى في المعلاة .