من رواد الإصلاح والوسطية العلامة الشيخ مسعود الكواكبي

 
 
- رحمه الله -
 
اشتهر العلامة الحلبي الثائر السيد عبد الرحمن الكواكبي (المتوفى بالقاهرة سنة 1320هـ = 1902 م عن سبعة وأربعين عاما )عند جمهور المثقفين ، لهجرته إلى مصر ، ولكتاباته المشهورة ، ومشاركاته السياسية ،وجرأته في مقاومة الحكام المستبدين ، وأما أخوه الأصغر السيد مسعود ( المتوفى سنة 1348هـ = 1929م عن 67 عاما )  فلا يقل مكانة عنه ، ولكنه مغمور لدى جمهرة الباحثين ، لإيثاره الخمول ، وبقائه في سوريا ، وندرة كتبه وأبحاثه المطبوعة ، وقد أحببت أن أتحف القراء بترجمة هذا العلم الكبير ، والتعريف به  في هذه الصفحة الرمضانية ، ومن حسن الحظ أن صاحبه العلامة المحدث المصلح محمد راغب الطباخ ترجم له في مجلة " الاعتصام الحلبية "سنة 1348 - 1929ولم ينشر ترجمته في كتابه الموسوعي " إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء" لأنه توقف فيه عند سنة 1345 ، وهذه ترجمته مختصرة مما كتبه عنه :
 
نسبه:
 
هو محمد مسعود أبو السعود بن الشيخ أحمد بهائي بن محمد مسعود الكواكبي.
ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين السبط، بن الإمام علي بن أبي طالب كرَّم اللهُ وَجْهَه ورضي عنهم.
 
ولادته ونشأته:
 
ولد في الثلاثين من شعبان، سنة 1281، وحفظَ نحوَ النصف من القرآن العظيم، وقرأَ العلومَ العربية والمنطق والفقه الحنفي على والده ،وعلى الشيخ محمد الكحيل والشيخ عبد القادر الحمصي، وتعلَّم مبادئ التركية والرياضيات، واللسان الفرنسوي في المدرسة الرشدية الرسميَّة بحلب، ثم استزاد من الفرنسوية قراءةً وكتابةً على مُعلِّمين مخصوصين، ثم أكبَّ على المُطالعة فأكمل اللسان التركي وحصلَ من الفنون العصريَّة مثل الطبيعيات والهندسة والجغرافيا والتاريخ والهيئة على حظٍّ وافر، وتعلَّم الخطَّ عندَ الشيخ محمد العريف في المدرسة الشرقية حينما كان يعلِّم فيها، وبَرَعَ في أنواعه الثلاث، ثم بالممارسة تعلَّم الخطَّ الفارسي والديواني، ثم سَمَت نفسُه إلى تعلُّم الخط العبراني والرومي والأرمني.
 
ما تولاه من المَنَاصب:
 
أول منصب تولاه مُعاون محرِّر السجلات الحكومية، وذلك في 4جمادى الأولى سنة 1297هـ وفي غرَّة جمادى الثانية من سنة 1301هـ، عُيِّن إلى تَرجمة محكمة التجارة، وفي 17 من المحرَّم من سنة 1308هـ، رُقي إلى رئاسة الكتاب فيها. وفي 13من ربيع الأول سنة 1312هـ، طلب إلى الآستانة وهناك كلف لإنشاء جريدة تدعى «استقامت» أمر السلطان عبد الحميد الثاني بإصدارها باللغتين العربية والتركية لتُدافع عن إدارته، فذهب واجتهد في التنصُّل من هذا التكليف، وأقام إلى 26 محرم سنة 1313هـ، وكان قد صَرَف النظر عن الجريدة فعادَ إلى حَلَب.
ثم في 25 ربيع الأول سنة 1314هـ، عُيِّن مرَّة ثانية إلى رئاسة الكتاب في محكمة التجارة، وبقي إلى 2 ربيع الأول سنة 1319هـ، ثم عُيِّن مديراً لمدرسة الصنائع فلم يُباشرها، وذهب إلى الآستانة فَعُيِّن إلى عضوية هيئة تدقيق المؤلفات في نظارة المعارف، إلى أن أُلغيت الهيئة المذكورة بإعلان المشروطية.
وفي تلك الأثناء عقدت جمعيَّة حضرها كل عربي في الآستانة، وهم مئات، وشكَّلوا حزباً سياسياً باسم «جمعية الإخاء العربي» فانتخب المترجم باسم حلب في اثنين وعشرين عضواً.
 
انتخابه لمجلس النواب العثماني:
 
لما حصلَ الانقلاب العثماني، وأعلنت المشروطيَّة في عهد السلطان عبد الحميد خان العثماني ،وذلك في سنة 1326هـ، وصدرَ الأمرُ بافتتاح مجلس النوَّاب العثماني، وأن تنتخب كل ولاية نوابها، كان المترجم في مقدمة من توجَّهت الأنظار لانتخابه، وذلك لما عُلم من مقدرته وكفاءته واستقامته ، فكان ثاني ستَّة من المُنتخبين عن حلب الشهباء، وذلك في 27 رمضان سنة 1326هـ، فتوجَّه مع بقية النواب إلى الآستانة، وهناك انتظم في لجنة الاستدعاء من المجلس النيابي، وكان من أعضاء الحزب الحرِّ المُعتدل، ثم عند إلغاء هذا الحزب وتشكُّل حزب الحريَّة والائتلاف كان من أعضائه، وصدرَ باسمه بضعة أعداد من جريدة للحزب دعيت «تقديرات» ثم ألغتها حكومة الاتحاديين وبقي السنين الأربع التي هي الدورة الأولى.
 
تعيينه لنقابة أشراف حلب:
 
وفي أثناء وجوده في الآستانة، عُيِّن لنقابة أشراف حلب، وذلك في 22 ربيع الأول سنة 1327هـ، وبقي فيها إلى غاية جُمادى الآخرة سنة 1338هـ، ومن تولَّى نقابة أشراف حلب يُسند إليه تولية الوقف المشهور بوقف بشير باشا الواقع مسجده وعَقَاراته في مكان واحدٍ من المحلَّة المعروفة بالجديدة.
ولما كان في توليته قام بأمره أحسن قيام ورمَّم عقاراته فازدادت الرغبةُ فيه، ونَمَا رَيْعُه، وتبلغ وارادت هذا الوقف 1500 ليرة عثمانية ذهباً.
ثم على إثر انسحاب الدولة التركية من حلب، وحِّدت محكمة الحقوق والجزاء فجُعلتا محكمة واحدة، وانتخب إلى رئاستها فلم يقبلها، ثم عيِّن مديراً للأوقاف بحلب في 29 محرم سنة 1337هـ، وبقي فيها عشرين يوماً، واستعفى، وكان أثناءها قد انتخب إلى رئاسة نادي العرب، فبقي فيها نحو ستة أشهر، ثم انسحبَ عن كلِّ عَمَلٍ إلى أن ألحَّ عليه بقبول رئاسة ديوان الرسائل في مديريَّة الداخليَّة عند استقلال دولة حلب فَقَبل، لكن لدى الكتابة إلى الحكومة المنتدبة بذلك لم توافقْ عليه مُتعلِّلة بأنَّ ترجمته عندها لا تسمحْ لها بقبوله فبقي مُعْتزلاً.
وفي سنة 1923م انتُخِبَ إلى عضويَّة المَجْمَع العلمي في دمشق، وكان يعهد إليه النَّظر في بعض الكتب المطبوعة التي تَرِدُ إلى المجمع، وكان يكتب عليها كتابة خبير بصير، ويُبين كثيراً مما وقع فيها من الأغلاط المطبعيَّة، ومما يدلُّ على تضلُّعه في اللغة العربيَّة.
وفي شعبان سنة 1340هـ، اجتمعت جمعيَّة من المُفكِّرين، فانتخبته في اثني عشر للمُداولة فيما يجب عملُه إصلاحاً للحالة الوطنيَّة، فقرَّروا مطالب ثلاثة وكتبوها، فوقَّع عليها أهلُ الطبقة الأولى والثانية من الحلبيين، وكان لها تأثير بتوحيد سوريا بعد تفريقها إلى دول.
وفي الشهر المذكور اجتمعَ كبارُ مُتولِّي الأوقاف وشكَّلوا نقابة للمُتولِّين، فانتخب للهيئة الإداريَّة.
 ثم في ذي الحجة من هذه السنة عندما تشكَّلت الحكومة الاتحاديَّة عُيِّن إلى كاتمية سرِّ الرئاسة فبقي إلى جُمادى الثانية من سنة 1341هـ إذ عُيِّن إلى عضوية محكمة التمييز في دمشق، فقامَ بأعبائها أحسن قيام.
وقد جمعَ إلى الاستقامة وشَرَف النَّفْس دقَّة النظر وسُرعة الخَاطر وعلوَّ الهمَّة، ولم يزلْ في هذه الوظيفة إلى أن فُصِلَ عنها في 3 ذي الحجة سنة 1347هـ و20حزيران سنة 1928م، وذلك بقرار من رئيس مجلس الوزراء القاضي بتأليف أعضاء جدد لمحكمة التمييز السورية فلزم بيته القاطن فيه بدمشق في محلة الشهداء.
 
رُتَبُه:
 
وكان له من الدولة التركيَّة وسامٌ مجيدي ومدرسية أدرنة، ثم رفع إلى باية أزمير المجردة سنة 1325هـ، ثم إلى باية المخرج في محرم سنة 1337هـ.
 
خُطَبه المنبريَّة:
 
وتولَّى خُطبة جَامع أوغلبك منذ سنة 1305هـ، ولم يكن مَسْلكُه في الخطبة مسلك الجمهور من تلاوة بعض المَوَاعظ المُدوَّنة المسجَّعة، التي حَفِظَها الناس لكثرة ترددها على أسماعهم، بل كان في كل جمعة يتكلَّم على موضوع اجتماعي له مُناسبة بما عليه الناس من عَادَةٍ سيئة، فلذلك كان المستمعون يُلقون إلى خطبته السمع، ويحصل منها بتوفيقه تعالى النفع الجزيل .
 
شعره:
 
وله كنثره شِعْرٌ لطيف مُنسجم، قَليل التكلُّف فيه، بعيداً عن الألفاظ الغريبة، يتوخَّى أن يفهمه العوام بسهولة، وهو مجموع في ديوان محفوظ عند ولديه :صلاح الدين وجميل.
وله مطلع قصيدة حكمية:
ما في زمانك من بحقٍّ ينطق
ولقد فَشَا داءُ الخيانة في الملا
أَلِفُوا الفسوقَ، فإن يَرَوا ذا عفَّة
والفخرُعندهمُلمن هو ذا غنى
والناس ما لم تَدْعُهم لملمَّة
فإذا دعوتهمُ لخَطْب لم تجدْ
من رمت منهم أن تبث بعقله
وتراه إن حدَّثته بخرافة
كم من ظلومٍ ليس يقعده سوى
فإذا تولَّى الأمرَ أظهرَ خلقه
ولرب مفساق تراه صُوَيلحاً
إن رمتَ كشفَ السرِّ فاملأ كيسه
.
 
فانظر إذا حدَّثت كيف تُصَدَّق
حتى بأورعهم غَدَا لا يُوثق
نقموا عليه أنَّه لا يفسق
إن كان ينفق منه أولا ينفق
ما فيهم إلا المحبُّ المُشفق
أحداً كأنَّ جميعهم لم يخلقوا
نور الحقيقة، قال: هذا أحمق
يهتزُّ من طربٍ لها ويُصَفِّق
عجز وما يبديه فهو تخلُّق
وهناك أخلاقُ الرجالِ تَحَقَّق
فالسرُّ في أنَّ الصويلح مملق
وانظر أيفسق فيه أم يتصدَّق
.
 وختامها :
كلا تراه يذمُّ خـــلق رفاقه        والكل من ماء السفاهة قد سُقُوا
وقال - وقد أخذ منها أخوه المرحوم السيد عبد الرحمن سبعة أبيات تمثَّل بها في مطلع كتابه «أم القرى»-:
دراك فمن يدنف لعمرك يدفن
دراك فإنَّ الدين يزداد وَهْنُه
هلمَّ إلى فرض التعاون إنه
وإن الذي الأسياف شادته قبلكم
إلام تماشي الغرب فيما يشيننا
لقد شابنا نحن الحنيفين ملة
ومهما اجتنوا منا خلالاً حميدة
وكم خصلة للبعض زين ومدحة
وقد كان عاراً نزع ثوب وعمة
هم أسرفوا لكن بمعشار ريعهم
إذا كان نبذ الدين يدعى تفننا
أنرجو وأهل العلم أحلاس بيتهم
وكان يعد العلم للصدر زينةً
فكان له أهل يوفون حقه
وما هان إلا عندما هان نيله
متى كان هذا العلم إرثاً ومنحةً
لقد ذلَّ قومٌ خدمة العلم عندهم
ألا إنَّ فضلَ المرء ميزان قدره
تساوى بنو حواء خلقاً وإنما
وكم بين من يَقْليه للهون أسرة
وهل كان يدري خامل الذكر أنَّه
ولكنه ما كلُّ نفسٍ عظيمة
خُطا الأغنياء الأغبياء قصيرة
على أن عزّ المال كالمال نافد
وما في وسامات الفتى مَفْخر له
.
 
وما نافع نوح متى قيل قد فني
وقد صارَ فَرْضاً رأب هذا التوهن
بإهماله إثم على كل مؤمن
هو اليوم لا يحتاج إلا لألسن
حنانيك إنَّ المرء عبد التمرُّن
مفاسد ما يدعونه بالتمدن
فنحن سوى سفسافهم ليس نجتني
وفي جنب بعض مطعن أي مطعن
فما القول أن نقفوهمُ بالتدين
ومن يفن رأس المال يفلس ويسجن
فيا بئسما يسري لنا من تفنن
شفاء لداء قد عرا الدّين مزمن
ومالاً به إصلاح عيش ومسكن
بهدي وتلقين وحسن تلقن
وكان عزيزاً قبل ذا غير هين
ومن لم يعانِ العلمَ يلحد ويلحن
تناطُ بذي جَهْلٍ لها غير محسن
وما كرم الإنسان إلا لحجره
تفاضلهم في خلقهم لا بغيره
ومن باسمه تمييز عصر بأسره
إذا همَّ يلقى عائقاً دون سيره
ولا كلُّ فردٍ محسن صرفَ عُمره
إذا جاوز الجوزاء حبر بحبره
وذو الفضل طمَّاح لتخليد ذكره
إذا لم تكن عنوان مكتوب صدره
.
 
بقية آثاره:
 
وله تفسيرُ القرآن الحكيم، مكتوب بخط يده على هامش المصحف الشريف الذي كان يقرأ به ، وله مولد شريف في 15 صحيفة ، سمَّاه: المولد المسعودي، طبعه في بيروت في المطبعة الأهلية، سنة 1336هـ، ووزَّعه على أصدقائه، مَطْلَعُه:
الحمد لله على آلائه
وأفضل الصَّلاة والسلام
من بعدما الكفر دَجَا في الأرض
والبغيُ سادَ في قبائل العرب
فعبدت ما صنعت من آلهة
ودفنت على الحياة اللاتي
.
 
 
 
 
 
 
وحمدنا إيَّاه من نعمائه
على الذي هدى إلى الإسلام
وعمَّها في طولها والعرض
ليس يبالي أحد بما كسب
وأصبحت بحبهنَّ والهة
ليس لها ذنب من البنات
.
 
مرضه ووفاته:
 
ابتدأ به المرض بالتهاب أمعاء بسيط لم يدم أكثر من ثلاثة أيام، وشفي منه تماماً، ولكن نوبة جديدة أصابته في الدماغ، على أثر التوعُّك والضعف الذي أصابه من التهاب المعى، وهذه النوبة تدعى في الطب «نزف دماغي» لبثَ فيها مغمى عليه، لا حسَّ به ولا حركة مدَّة أسبوع كامل، ثم توفي ليلة الجمعة، خامس عشر، ربيع الثاني، سنة 1348هـ، الموافق 19أيلول، سنة 1929م، ودفن حسب وصيته في أقرب تربة من البيت الذي يقطنه، وهي تربة نبيِّ الله ذي الكفل عليه السلام، في جبل قاسيون، في صالحيَّة دمشق.
 
صفته وأخلاقه:
 
كان رحمه الله تعالى مربوع القامة، أسمر اللون، نحيف الجسم، أزج الحاجبين، أسود العينين، تشفان عن ذكاء مُفْرط وقلب زكي، دَمِث الأخلاق، كثير البشر عند الملاقاة، مُتأنياً في أقواله وأفعاله، يأتيك بفصل الخطاب بعد تروٍّ قليل، محبوباً عند الجمهور من المسلمين وغيرهم لحُسْن سلوكه في كل عمل وَلِيَه، فلم تكن تُطلق حرية الكلام والانتخاب للناس في مرَّة إلا وكان في مقدمة من يرشح وينتخب للعمل، ولكن لما كان يعقب ذلك تسلُّط المتسلطين على حريَّة الناس وعلى المناصب كان ينسحب ولا يُزاحم.
 وكان محباً للنفع العام، لا يدعُ فرصةً يؤمِّل منها خدمة البلاد إلا انتهزها، فمن ذلك يوم إعلان المشروطية، سنة 1326، إذ كان في الآستانة، فإنَّه خاف من سُوء تفسير الحوادث التي حدثت، وعودها على الموضوع بالعكس، فأسرع إلى كتابة تفاصيل الوقائع في رسائل طويلة، يبعث بها إلى بعض أحبائه ، فكان لها أحسن وقع، لما هو معهود في المترجم من صدق الحديث، والوقوف على الحقائق، واطمأنَّ الناس بها وانتصح الكثيرون ممن لم يكونوا يعلمون ما هي الحرية، فيظنونها شيئاً من الفوضى وخلع العذار.
وكان رحمه الله تعالى مُتحلياً بالتقوى مُتمسِّكاً بالدين، الصلاح صفة ذاتية له ، وحُسن المُعَاملة أمر طبيعي فيه، حَسَن العقيدة لا ترى فيها شيئاً من العوج التي عليه، بعض ذوي المعرفة أو مدَّعيها من أهل هذا العصر، مُبغضاً لمن كان على هذه الصفة، مؤنِّباً له، وأرجوزته التي قدمناها مُشْعرة بذلك، مُعْربة عما هناك.
وبالجملة فإنَّه لم يكن فيه شيء يَشينه أو يُلام عليه، سوى أنَّه لم يكن فيه من الجرأة ما كان في أخيه المرحوم السيد عبد الرحمن.
ومختصر القول فيه: أنَّه كان حسنة من حسنات الشهباء، ودرَّة فريدة في تاجها،فرحمه الله رحمة واسعة، وأغدقَ على جدثه شآبيب المغفرة والرضوان.