المجاهد عدنان الدبس

الشيخ محمد بن لطفي الصباغ

 تُوفِّي الأستاذُ المجاهد عدنان الدبس في يوم الاثنين 18 رجب سنة 1432هـ (20 حزيران سنة 2011م) في دمشق.
والأخ عدنان أبو سليمان صديقٌ عزيز، وأخٌ كريم، ينحَدِرُ من أسرة كريمة من أُسَرِ حيِّ الميدان في دمشق.
شارَك في الجهاد في فلسطين سنة 1947، فكان في الكَتِيبة التي فيها الشيخ مصطفى السباعي - رحمه الله - وقد أبلى البَلاء الحسَن.
وكانت لدى الفقيد معلوماتٌ عسكريَّة جيِّدة؛ إذ كان يعمَلُ في الجيش الأردني.
ذهب إلى الجهاد في فلسطين مع مجموعةٍ من أبناء دمشق، وظلَّ هناك مجاهدًا حتى جاءت الجيوش العربيَّة، وعاد المجاهدون إلى بلادهم، وما زالت الرُّوح العسكريَّة باديةً في تعامُله مع الآخَرين، وانخرَطَ في صُفوف الحركة الإسلاميَّة عُضوًا نشيطًا، وكان المدرِّب للشباب في مُعَسكراتهم التي كانوا يُقِيمونها؛ استِعدادًا لتلبية نِداء الجهاد - رحمه الله.
كان مَرِحًا وَدُودًا لإخوانه، يسعَى في مصالحهم، ويُقدِّم لها ما يستَطِيعُ من الخدمات.
وكان كريمًا، وأذكُر أنَّه فتَح بيته الكبير لإقامة حفلٍ انتخابيٍّ للشيخ مصطفى السباعي، وبيته من البيوت الواسعة، وفيه قاعة أثريَّة رائعة.
وكان يعمل في التجارة، وذهب إلى نيجيريا وعمل فيها سنوات، والتَقَى فيها بالجالية العربيَّة هناك، وعمل معها في نشر العربيَّة والفكرة الإسلاميَّة، وقد حدَّثني صَدِيقي الأستاذ الشيخ محمد الراوي عن نَشاط الدبس هُناك، وكذلك فقد كان الدكتور محمد سليم العوا يَذكُره بخيرٍ كبير.
ثم عاد إلى دمشق وبنى بيتًا في دمشق الجديدة، منطقة المزة، وكان حمامة المسجد المجاور لبيته فيها، وكان له نَشاطٌ طيِّب في المسجد، وصبر على ما كان يَلقَى من إيذاء بعضِ الناس فيه، الذين كانوا يَصُدُّون الشباب عن بيت الله، هؤلاء الشباب الذين كانوا يَتلقَّوْن دُروسًا في تفسير القُرآن، وكانوا يحفَظُون كتاب الله.
وكان يَقضِي مُعظَم وقتِه في الدعوة إلى الله، ولَمَّا رأى إقبالَ الشباب على الانتِساب إلى النَّوادي الرياضيَّة عمل على إنشاء نادٍ رياضيٍّ إسلاميٍّ، وشارَكَه في ذلك بعضُ الشباب، وكان هو المدرِّب في هذا النادي مع آخَرين، وكان لذلك أكبرُ النتائج الطيِّبة.
وكان النادي يقومُ بتوجيه الشباب مع الأمور الرياضيَّة، وقد أُقِيمَتْ في النادي محاضراتٌ إسلاميَّة لعددٍ من العلماء.
عاشَ عدنان الدبس بضعًا وثمانين سنة، رحمه الله رحمةً واسعةً، وغفر لنا وله، والحمد لله ربِّ العالمين.
المصدر : موقع الألوكة.