الشيخ إبراهيم الحافظ

هو إبراهيم بن أحمد بن حافظ ، وينتهي نسبه إلى قضيب البان الحسني الحسيني من أبيه وأمه ، ولد في حماة /1237/ هـ وتوفي بالطاعون سنة /1308هـ/.
تلقى العلم عن والده ، وعن الشيخ عبد الرحمن الكزبري ، والشيخ عبد الغني السادات الدمشقيين ، وعن الشيخ عبد القادر الكيالي الإدلبي ، وعن الشيخ محمد حسن مفتي مكة المكرمة ، حيث جاور الشيخ إبراهيم هناك ثلاث سنوات ، كما تلقى العلم في حماة عن الشيخ إبراهيم المراد ، وعن الشيخ محمد الدباغ، وعن الشيخ ياسين زكية.
كان دمث الأخلاق ، زاهداً متعبِّداَ منفرداً في زاويته ، مُعْتَقداً بين الناس ، وكان ينفق على نفسه وأهله من ريع وَقْفٍ عليهم.
كان يقرأ في التراويح كل ليلة ثلاثة أجزاء من القرآن فينتهي وقت السحر ، كان يحب الفقراء والمساكين ويجالسهم ، ويصنع لهم وليمة كل جمعة ، وكان له درس عام بعد صلاة الجمعة يحضره خلق كثير.
كان شديداً في دين الله ، عُمَري المَشْرب ، يجلب بيده حوائج بيته من السوق ، وتهابه الناس ، ولاسيما أصحاب الحوانيت ، لئلا يرى منهما ما يغاير الصدق وحسن المعاملة ، ولما فشا الغش والخديعة بين الناس لزم بيته ، لا يخرج منه إلا لصلاة الجمعة والعيدين ، وكان يأكل السعتر والزيت ، وله نحو خمسين مؤلفاً في الفتاوى والحديث والتوحيد والأدب والتاريخ والسيرة النبوية ، والتصوف والمنطق ، ومما رُقِمَ على قبره:
زر ولياً من بني الهادي لـه    لقضيب البان عرق قد تسامى
فحديث المصطفى من بعده    بحماة الشام قد أرخى اللثاما
فارو عنه ما تشا أرّخ فقد      حاز إبراهيم في الخلد مقاما
كتاب الأنيس في الوحدة
للشيخ : محمد أديب كلكل