الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (17)

المفتون في القرن العاشر

50- محمد بن حلفا

956هـ 1549م

الشيخ عفيف الدين، أبو اليُمن، محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن فضل بن عميرة المغربي الأصل، الحلبي المولد والدار، الحنفي المعروف ابن حلفا.

عالم فقيه مفت، ولد بحلب، وتفقه على شيوخها، منهم: الشمس ابن بلال والشمس ابن هلال، وغيرهم.

درّس وأفتى وكان لا يردّ مستفتياً، كفّ بصره في آخر عمره، فكان يأمر بالكتابة على صورة الفتوى.

توفي بحلب سنة: ست وخمسين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة [27].

51 - الشيخ محمد بن بلال

887-957هـ

1482-1550م

الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن بلال الشمسي العيني الأصل الحلبي الحنفي.

ولد بحلب، وأخذ عن علمائها، فقرأ على العلّامة مثلاً دراز ومظفر الدين الشيرازي والبرهان القرصلي والبدر السيوفي وغيرهم، ونبغ وتصدر للإفتاء والتدريس في المدرسة الحلاوية، والشاذبختيه[28]، والجامع الكبير، ثم ترك التدريس في المدارس، وظل يدرس ويؤلف ويفتي في الجامع الكبير، ولما أسنّ انقطع في بيته، وأكبّ على التأليف في مختلف العلوم، إلا أن تآليفه لم تر النور، لأنه لم يكن يسمح بها فضاعفت بعده. وكان سيّئ الخط، لا يستطيع قراءة ما يكتبه إلا أفراد قلائل، ولذا تفرقت مؤلفاته ومسوداته شذر مذر بعد موته. وضاعت بعده ولم يبق منها سوى

رسالة في المسائل الاعتقادية ورسالة في الكلام على آية الوضوء[29]

كريم النفس، سخي اليد، كثير العبادة والصيام، مهيب الطلعة وقور، نير الشيبة، قوي الذكاء مع الحفظ، ورسوخ القدم في العقليات والعربية.

حج وزار القاهرة ثم مات بحلب سنة سبع وخمسين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة، ودفن في مقابر الحجاج [30].

52 - الشيخ عبد الوهاب العرضي

967هـ 1559م

الشيخ تاج الدين، عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمد بن محمد بن الحسين العرضي [31] الأصل الحلبي الشافعي.

فقيه شافعي، وعالم بالعربية، تفقه بحلب على البرهان العمادي، والزين عمر الشماع وغيرهما من علماء حلب، ونبغ وأفتى ودرّس في الجامع الأموي الكبير، وأم به، ونص الدكتور محمد التونجي في تحقيقه لكتاب معادن الذهب على أنه كان المفتي بحلب فقال "كما كان مفتي حلب" والظاهر أنه كان مفتي الشافعية.

ولم يزل يدرّس ويفتي ويفيد الطلاب في الفقه الشافعي إلى أن أدركته الوفاة سنة: سبع وستين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة [32].

له كتاب (فتح الفتاح بقوت الأرواح) شرح فيه كتاب المراح [33]، ومصباح المشكاة، في عدم الحرج في الزكاة [34].

 

[27] در الحبب الجزء الثاني القسم الأول وإعلام النبلاء 5/533.

[28] المدرسة الشاذنختية: أنشأها الأمير شاذبجت نائب الملك العادل نور الدين سنة 589 ومحلها وسط سوق الزرب (الضرب) وتعرف الآن بجامع الشيخ معروف، وكان بظاهر حلب مدرسة أخرى بهذا الاسم درست ولم يبق لها أثر الآن. يُنْظَر: إعلام النبلاء، 2/354، ونهر الذهب، 2/63، وأحياء حلب وأسواقها، ص231. والتعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر للمؤلف

[29] ذكرهما الزركلي في أعلامه

[30] ذر الحبب الجزء الثاني القسم الأول، وإعلام النبلاء 5/538. والأعلام 7/58

[31] نسبة إلى عرض: بليد في برية الشام، تدخل في أعمال حلب الآن، وهي بين تدمر والرصافة. يُنْظَر: معجم البلدان، 4/115.

[32] در الحبب الجزء الأول القسم الثاني الترجمة رقم 285 ص 868. وإعلام النبلاء 6/45 ومعادن الذهب ص23.

[33] ذكره الرضي الحنبلي في در الحبب ص867 والدكتور محمد التونجي في معادن الذهب ص23.

[34] ذكره البغدادي في هدية العارفين، 1/640.