الشيخ عبد الوهاب عقاد

هذه نبذة عن عمي الشيخ عبد الوهاب عقاد.

هو عبد الوهاب بن الشيخ جدي الشيخ محمد ياسين العقاد، وهو الشقيق الأكبر لوالدي الشيخ جميل عقاد ويكبره بأحد عشر عاما.

فقد ولد في عام ( ١٣٠٠) هجري (١٨٨٢) ميلادي وتوفي عام (١٣٦٣ هجري و١٩٤٥ ميلادي) وعليه فيكون قد بلغ من العمرثلاثا وستين سنة.

تعلم من والده المبادىء الاولية والاساسية، ثم درس في المدرسة (الاسدية) في محلة (باب قنسرين ) بحلب، وتخرج فيها، فتعين مدرسا في المدرسة (الخسرفيه) كما يذكر ذلك الشيخ زين العابدين الجذبه (جد صهري الدكتور حسن خبازه) إذ يقول :

"عندما دخلت المدرسة الخسرفية عام ١٩٢٥ كان الشيخ عبد الوهاب عقاد احد اعضاء اللجنة الثلاثية التي تفحص المتقدمين للمدرسة، فسألني عن اسمي، ثم سألني عن صلة قرابتي بالشيخ (عطا الجذبه) فأجبته بأنه والدي فتبسم الشيخ عبد الوهاب وقال لي :

لقد قبلناك ياولدي في المدرسة الخسرفية دون فحص"رحمهما الله.

لقدعمل عمي الشّيخ عبد الوهاب إماما في جامع (ابو موسى)في مدخل محلة (السويقه)، وفي المدرسة (الشعبانية)براتب شهري قدره عشر ليرات سورية.

كماعمل مدرسا للغة العربية في مدرسة (الإليانز) للطائفة اليهودية.

وعندما دخلت القوات الفرنسية حلب قاد مظاهرة منددة بالاستعمار الفرنسي، والقى خطابا في الجماهير من شرفة مبنى (السراي) القديمة خلف القلعة.

فلاحقته القوات الفرنسية بغية اعتقاله، فتشاور مع الاهل والاصدقاء فنصحوه بالتوجه الى تركيا الجديدة والحصول على الجنسية التركية فتجنس فإذا به يلاحق من قِبل تركيا لخلع الجبة والعمامة وارتداء البنطال والبرنيطة والكتابة بالاحرف الاتينية بدل الاحرف العربية، والغاء الاذان باللغة العربية واستبداله بالاذان باللغة التركية .

ثم صدر عفو في سوريا عمن تجنس فعاد الى سوريا، واصبح يتنقل بين العديد من المدن والقرى السورية امثال (كفر حمره) و (سرمين) و (سقاط) المدينة الجبلية بجانب (سلقين) تاركا ولديه (محمد فاتح) و (احمد اسعد) عند اخيه الشيخ جميل واختهما العازبه (عدويه).

وقد كان له رحمه الله أثر كبير في ارشاد وهداية واصلاح اهالي المناطق التي أقام بها ولا يزال كثير من أهلها يذكرون الشيخ عبد الوهاب بكل خير ومحبة وتقدير ويترحمون عليه كلما رأو اولاد الشيخ عبد الوهاب او اولاد الشيخ جميل .

واثناء اقامته في كفر حمره وجد ان اهلها مقسومان الى مجموعتين وكل منهما تكيد للاخرى، وتريد لها الضرر فقام بإصلاح البين بين المجموعتين، والف بينهما بعد ان اعانه الله على جمعهم وهدايتهم وإصلاحهم بما يرضي الله ورسوله

وقد ذكر لي ابناه محمد فاتح وأحمد اسعد انهما قد ذهبا بسيارتيهما الخاصتين الى مدينة (سقاط) ولما علم سكان سقاط بوجودهما خرج كل من في المدينة للترحيب بهما والسلام عليهما، ثم بدأوا بالترحم على والديهما الشيخ عبد الوهاب.

وقد ذكر لي احد اصدقائي بأن الشيخ عبد الوهاب هو الذي علّم واشرف على تحفيظ الشيخ (عبد القادر الهلالي الدرعزيني)شيخ الزاوية الهلالية تحفيظه للقرآن الكريم، وانه قد باع منزله ثم انتقل الى محلة الجلوم ليكون منزله قريبا من منزل شيخه عبد الوهاب رحمهما الله .

وعندما تزوج والدي الشيخ جميل من السيدة مفيده علاف والدتي نظم له قصيدة يهنؤه بزواجه ويوصيه بها خيرا وبأخته العزباء عدويه و بولديه محمد فاتح واحمد اسعد .

وقد توفي رحمه الله في اليوم التالي لولادة اخي الكبير فضل الله.

وقد دفن في مقبرة (السنابله) في حلب.

رحمه اللَّه تعالى.