الشيخ فؤاد طباخ

-١٩١٩-١٩٩٧

عالم جليل وحافظ متقن اسمر اللون بين الطويل والقصير تتوج رأسه عمامة بيضاء لطيف المعشر قليل الكلام في أمور الدنيا شديد الورع وقاف عند حدود الله

ولد في حي قاضي عسكر في أسرة تحب العلم والعلماء فوالده الحاج محمد بن عبد القادر رفيق درب الشيخ نجيب سراج.

كان ملازما له كنت أراه وأنا طفل يجلس بجواره في جامع بانقوسا أثناء إلقاء درسه يوم الجمعة بعد العصر وهو الذي يحمل كتاب الشيخ، ولا يتخلف عن دروسه.

واما والدته فهي عائشة منادي من أسرة معروفة بالصلاح فنشأ الفتى في هذه البيئة دفعه والده لتعلم القرآن الكريم في أحد كتاتيب الحي ثم دخل ميدان العمل التجاري في دكان والده في سوق الحراج المختص في بيع الشالات العجمية والشراويل والصداري التقليدية، ثم انفصل عن والده واستأجر دكانا في سوق الجيج (الدجاج) ولكن شغفه للعلم دفعه لدخول مدرسة خير الدين إسبير حيث تعلم التجويد وعلم المحاسبة ومسك السجلات التجارية في المدرسة السلطانية وبعد ذلك التحق بالمدرسة الشعبانية لكنه لم يكملها لضيق ذات اليد فعمل إماما في عدد من مساجد حلب، ثم اختير خطيبا بعد اجتيازه مسابقة لذلك، وتنقل بين عدة مساجد إلى أن استقر خطيبا في جامع الابن في زقاق الطويل في قسطل الحرامي إلى وفاته رحمه الله، وكان له درس قبل الخطبة.

كان محبوبا أينما حل محبا للفقراء والضعفاء، يسأل عنهم ويواسيهم، وكنت رفيق دربه عملت مساعدا له في دكانه في باب الحديد بعد انصرافي من الكلية الشرعية حتى غروب الشمس فقد كنت أكبر أولاده.

رحم الله الشيخ وأجزل مثوبته واكرم نزله، وكانت وفاته عام ١٩٩٧ ودفن في مقبرة الشيخ سعود.