الإعلام عمن تولى إفتاء حلب من الأعلام (14)

المفتون في القرن العاشر

41- خليل الله اليزدي

908 هـ 1502م

خليل الله بن نور الله اليزدي الشافعي.

عالم فقيه شافعي، نزل حلب، وتصدر للتدريس والإفتاء، فأفاد منه جماعة من علمائها وطلاب العلم فيها، منهم الشمس السفيري، وكتب على الفتوى، وكان يختمها بخاتم له على طريقة الأعاجم، وكان يُخَطِّئُ البدر السيوفي في فتواه، ويفتي من الرافعي الكبير بقوة المطالعة، وكانت له مجالس حسنة أمام محراب الحنابلة في الجامع الاموي الكبير، ترك عدداً من الرسائل والمؤلفات، أهمها:

1- رسالة في المحبة.

2- رسالة في نكتة التثنية في قوله تعالى: )رَبُّ المَشْرِقَيْنِ ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ ( [الرحمن: 17]، والإفراد في قوله: ) رَّبُّ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ( [المزمل: 9] والجمع في قوله: )بِرَبِّ المَشَارِقِ والْمَغَارِبِ( [المعارج: 40].

3- رسالة (الفتوح في ماهية النفس والروح) [1].

توفي بحلب، سنة: ثمان وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة، ودفن في تربة السفيري خارج باب المقام[2].

42- عبد القادر الأبّار

829 – 914هـ

1425-1508م

الشيخ محيي الدين، عبد القادر بن محمد بن عثمان المادريني [3] الأصل، الحلبي المولد والدار، الشافعي المعروف بالأبّار لأنه كان يصنع الإبر.

فقيه حلب ومفتيها، سمع عليه الكثير من طلاب العلم والعلماء فيها، كالبرهان العمادي، والزين الشماع وغيرهما.

كان مع براعته في الفقه حسن العبادة، شديد التحري في الطهارة، طارحاً للتكلف، ظاهر التقشف، حسن المحادثة، حلو المذاكرة، طليق الوجه، كثير البِشر، مقبول الظاهر، وكان له مجلس وعظ أمام المحراب في الجامع الأموي الكبير بحلب.

توفي في ذي القعدة، من سنة: أربع عشرة وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة [4].

43- عبد البر ابن الشحنة

851 – 921هـ

1447 -1515م

عبد البر بن محمد بن محمد بن محب الدين الحلبي، ثم القاهري، الحنفي المشهور بابن الشحنة.

ولد بحلب، ثم انتقل إلى القاهرة، وأخذ على علمائها إلى أن نبغ، ودرّس وأفتى، وتولى القضاء بحلب، ثم بالقاهرة.

وكان ينظم بعض أسئلة فتاويه وإجابته عليها، وهذا نموذج لبعض هذه الفتاوى كما نظمها.

أيا علماء الشرع يا من بفضلهم=يضيء لنا وجهُ الزمان ويزهرُ

أبينوا لنا عن سارق لدراهم=من الحرز عن ألف تزيدُ وتكثرُ

وقد ثبتت في الشرع سرقته لها=ولا شبهة في أخذه المال تظهرُ

ولا ذاك مال للزكاة مميَّز=ولا مال ذي غصب ولا جهل يذكرُ

ويوصف بالتكليف هذا وأخذه=لها دفعه قد كان والقطع يهدرُ

وفي الجواب يقول:

ألا خذ جواباً وجهه لك مسفر=وأسراره تبدو لديك وتظهرُ

لئن كان هذا سارقاً مال غيره=ولا شبهة في الأخذ فالقطع يهدرُ

بناء على أن اثنتين وواحداً=أُقيموا شهوداً عندما صار يُنكرُ

وباتت لدى تلك الشهادة شبهة=بها الحد أضحى بعد لا يتقررُ

فخذه جواباً هيناً ليناً حكَتْ=معانيه حتى إنما هي سكرُ

وكان بليغاً مهيباً، شهماً سخياً، متوسعاً في لذات الدنيا، محباً للافتخار، وعدِّ المناقب، درّس وأفتى ونظم ونثر وألّف وصنّف، ونظم الشعر،

ومن تأليفه:

1- عقود اللآلي والمرجان بما يتعلق بفوائد القرآن.

2- الإشارة والرمز إلى تحقيق الوقاية وشرح الكنز.

3- تفصيل عقد الفرائد بتكميل قيد الشرائد (وهو شرح لمنظومة ابن وهبان المعروفة بالوهبانية) في الفقه الحنفي.

4- الذخائر الأشرفية في ألغاز الحنفية.

5- شرح كنز الدقائق، في فروع الفقه الحنفي.

6- شرح جمع الجوامع للسبكي، في الأصول.

7- شرح الماية البديعة والعشرين (وهي منظومة نظمها جده أبو الوليد ابن الشحنة في عشرة علوم)، وغيرها من المؤلفات [5].

ومن شعره في الفخر بنفسه وأهله ونسبه، وتسلمه لمنصب الإفتاء، قوله:

أُضارُ، وها مناقبيَ الكبار=وبي والله للدنيا الفخار

علا في سؤدد وعلوم شرع=لها في سائر الدنيا انتشار

ومجد شامخ في بيت علم=مفاخرهم بها الركبان ساروا

وهمة لوذع شهم تسامت=بفرق الفرقدين لها قرار

وفكر صائب في كل فن=إلى تحقيقه أبداً يُصار

سموتُ لمنصب الإفتاء طفلاً=وكان له إلى قربي اقتدار

وكم قررت في الكشاف درساً=عظيماً قبل ما دار العذار

في أبيات أخرى [6].

توفي في القاهرة في الخامس عشر من شهر شعبان سنة: إحدى وعشرين وتسعمائة للهجرة النبوية الشريفة، وصلي عليه صلاة الغائب في جامع بني مية الكبير في دمشق [7].

[1] ذكر مؤلفاته هذه الرضى الحنبلي في در الحبب في الجزء الأول، ترجمة رقم 176 وعنه نقل الطباخ في إعلامه 5/342.

[2] درر الحبب الجزء الأول، القسم الثاني، ترجمة رقم 176، وإعلام النبلاء 5/341.

[3] نسبة إلى ماردين، وهي بلدة مشهورة في تركية اليوم، وكان لها قلعة حصينة. يُنْظَر: فتوح البلدان، 2/208، ومعجم البلدان، 5/46.

[4] در الحبب الجزء الأول، القسم الثاني ترجمة رقم /2/ والضوء اللامع 4/90 وإعلام النبلاء 5/346 – كما ترجمه الغزي في الكواكب السائرة والزين الشماع في القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي وغيرهما.

([5]) ذكر مؤلفاته هذه الرضي الحنبلي في درر الحبب، ترجمة رقم 210، والبغدادي في هدية العارفين، 1/498، والطباخ في إعلام النبلاء، 5/358.

([6]) ذكرها السخاوي في الضوء اللامع، 4/35.

([7]) الضوء اللامع 4/33، ودرر الحبب الجزء الأول القسم الثاني ترجمة رقم 210، وهدية العارفين، 1/498، وذكر أن وفاته كانت في حلب وليست في القاهرة، والمكتبة الأزهرية 1/153، وإعلام النبلاء 5/358، والأعلام 3/273.