الشيخ الداعية عبد المجيد الجمعة

(١٩٤٣ - ٢٠٢١م)

هو الشيخ العالم الداعية الحافظ عبد المجيد الحاج علي الجمعة الذي غادر هذه الدنيا الفانية صباح اليوم الأربعاء ٣ تشرين الثاني عام ٢٠٢١م بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والعلم والتعليم وتأليف الرجال والكتب النافعة.

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ أبو ياسر عبد المجيد الحاج علي الجمعة في حي العزيزية في مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي عام ١٩٤٣م...ونشأ في أسرة عربية مسلمة محافظة على تعاليم دينها وسنة نبيها، فهو شقيق الأستاذ الداعية المعروف مصطفى الجمعة، وتعود الأسرة الى قبيلة البوشعبان، وهي احدى فروع زبيد اليمنية.

الدراسة، والتكوين:

حصل الشيخ عبد المجيد الجمعة على الشهادة الابتدائية في مدرسة السفيرة عام ١٩٥٥م.

ثم دخل الثانوية الشرعية (الخسروية) في حلب، وحصل على شهادتها مع الشهادة الثانوية العامة عام ١٩٦١م.

ثم حصل على أهلية التعليم الابتدائي من دار المعلمين بحلب عام ١٩٦٢م.

ثم تابع دراسته الجامعية، فحصل على الليسانس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة دمشق عام ١٩٦٦م.

ثم حصل على دبلوم في التربية العامة وعلم النفس من كلية التربية في جامعة دمشق عام ١٩٦٧م.

يحمل اجازة في التجويد وقراءة عاصم برواية شعبة وحفص، وقد أخذها عن شيخ القراء في حماة الشيخ سعيد العبد الله وولده.

شيوخه، وأساتذته:

تلقى الشيخ عبد المجيد الجمعة العلوم الدينية والعربية عن ثلة مباركة من العلماء الأبرار، وكان من أبرزهم:

الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

الشيخ عبد الله سراج الدين.

الشيخ عبد الرحمن زين العابدين.

الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين.

الشيخ طاهر خير الله.

الشيخ محمد أديب حسون.

الشيخ سعيد العبد الله.

الشيخ د. محمد أديب الصالح.

الشيخ د. وهبة الزحيلي.

الشيخ د. فتحي الدريني.

الشيخ د. نور الدين عتر.

رحمة الله عليهم أجمعين.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل الشيخ عبد المجيد الجمعة مدرسا لمادة التربية الإسلامية في مدارس مدينة السفيرة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية من عام ١٩٦٣ إلى عام ١٩٧٩م.

وكان خطيبا مفوها محبوبا له تأثير كبير على الشباب، وكان يخطب في العديد من مساجد السفيرة وريفها.

وكان يخرج للدعوة والإرشاد إلى قرى الحص في ريف السفيرة في صحبة الشيخ د. عبد الوهاب طويلة، ود. حسين قاسم محمد النعيمي، وكان يساعده الشيخ حسين دحدوح أحيانا.

هجرة إلى الله:

غادر شيخنا الحبيب سورية عام ١٩٨٠م هربا من بطش طاغية الشام حافظ أسد الذي طارد الاسلاميين، ونكل بهم.

عمل مدرسا للتربية الإسلامية في السعودية من عام ١٣٩٩ إلى عام ١٤١٤ للهجرة.

ثم عاد الى سورية؛ ليعمل في التجارة، وبيع الذهب، وكان متفرغا يكتب المؤلفات التربوية والدينية والأبحاث والمقالات النافعة.

دخل سجن الطاغية لمدة ثلاثة أشهر، ثم خرج من السجن، فعاد إلى السعودية.

وبعد قيام الثورة وقف الى جانب شعبنا وقدم النصح والارشاد، وعندما تكثف القصف على المدينة هاجر الشيخ الى مدينة منبج، وبقي فيها حوالي سنتين، ثم غادر سورية الى تركيا، واستقر في مدينة الريحانية.

مؤلفاته:

ترك الشيخ - رحمه الله - العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة نذكر منها:

١- الوسائل العملية في تربية الأولاد الخلقية.

٢- التحفة في رواية شعبة.

٣- المختار من غرر القصص ونفائس الأخبار.

٣- التجويد فرض فرط فيه المسلمون.

٤- فتح الرحمن في تجويد القرأن.

٥- المرشد في تربية الأولاد.

٦- خمسون قاعدة لنجاحك في الحياة - القسم الأول.

٧- يا قوم الحوار أولا- مخطوط.

٨- يا قوم المرأة هي الأهم- مخطوط.

٩- الوسائل المفيدة في تربية الأولاد الجنسية.

...وغيرها، وقد بلغت كتبه حوالي ٣٠ كتابا.

حياته الأسرية:

وفضيلة الشيخ متزوج من السيدة الفاضلة (أم ياسر) التي كانت وفية له، وقفت الى جانبه في السراء والضراء والمنشط والمكره، وتوفيت قبله بثلاثة أيام في الريحانية، ولم يعلم بموتها لأنه كان في غرفة العناية المركزة.

ولديه منها العديد من الأولاد والبنات، أكبرهم ياسر وبه كنيته، وله العديد من الأحفاد.

أخلاقه، وصفاته:

أثنى عليه كل من عرفه، وتتلمذ على يديه.

فهو طيب القلب لطيف المعشر يألف ويؤلف، وكان متواضعا لا يحب الأضواء...يمتاز برحابة الصدر وسعة الثقافة ورجاحة العقل...يدخل قلوب الناس بلا استئذان...

أبرز تلاميذه:

المهندس محمود العبسو.

المهندس هاشم عبود الهاشم.

الأستاذ محمد فؤاد اسماعيل.

الأستاذ أحمد ياسين

الشيخ نصر الله دحدوح.

الشيخ جلال دحدوح.

والشيخ لامع حركوش.

والمعلم بشار عزيز.

والأخ عبد القادر اسماعيل حركوش...وغيرهم كثير.

وقد سعدت بسماع خطبه ودروسه في المساجد والتعازي والمجالس الخاصة، وقد شرفت بزيارته في بيته بصحبة الشيخ د. عبد العزيز الخطيب، والأخ المهندس أبو جهاد محمد الصالح..والشيخ مصطفى الهاشم..

فكان معنا كريما مضيافا كعادته، بشوشا مرحا، وكنت أتواصل معه على الهاتف، فكان مثالا في اللطف والتواضع والود والمحبة والوفاء بحق الأخوة...

وفاته:

توفي الشيخ عبد المجيد الجمعة في صباح يوم الأربعاء...في ٢١ ربيع الأول عام ١٤٤٣ / الموافق ٣ تشرين الثاني ٢٠٢١م في مدينة الريحانية في تركيا، ودفن فيها.

أصداء الرحيل:

وكان لرحيل الشيخ أصداء واسعة، فقد حزن عليه أهله و أحبابه وتلاميذه...

كتب الشيخ د. عبد العزيز الخطيب يقول:

لقد عرفت الأخ الراحل الشيخ عبد المجيد منذ ستين سنة، وصحبته في السفر والحضر والغربة، لقد كان رحمه الله دقيق الفهم، دقيق العبارة، كثيرا ما كنا نمضي قبل مرضه في مناقشة الأحكام ساعة أو تزيد.

انه معتدل الاعتقاد يقبل الآخر، ويضمر له الحب والتقدير وان خالفه.

يسأل عن كل صغيرة وكبيرة وعن كل دقيقة وعظيمة، وناقشني بكل ادب واحترام ليطمئن وكثيرا ما كنت أفتح له صفحات من الكتاب، فيزداد يقينا بالجواب.

وأنا بدوري أستفيد كثيرا من مناقشاته فلا ندع المسالة حتى تنضج وان عدنا اليها مرات أخرى.

أخيرا أقول: أنا الذي حرمت صحبته ورجائي كبير أن يجمعنا الله به في جنته.

وأخيرا لساني كليل عن التعبير عن صحبة بل أخوة عمرها ستون سنة.

وكتب صديقه الشيخ د. محمد جميل مصطفى (أبو طلحة) يقول:

انتقل الى رحمة الله الشيخ الأستاذ الداعية؛ عبد المجيد الجمعة ؛ ابو ياسر، وكان ذلك في تركيا اليوم ٢٨ ربيع الأول متأثرا بكورونا، وقد توفيت زوجته ايضا قبل ثلاثة أيام !!!!

* نسأل الله الكريم؛ الرحمن الرحيم؛ ان يغفر لهما، ويرحمهما، ويتجاوز عنهما بفضله وكرمه !!!

والشيخ عبد المجيد الجمعة من أعلام السفيرة وأعيانها؛ تعرفت عليه منذ أن كنا في سوريا، وتعرفنا عليه اكثر لما سكنا في المدينة المنورة!!

إنه خطيب مفوه، وداعية بارز وناجح؛ صاحب أخلاق عالية آسِرة؛ طيبةً وسماحةَ واتزانَا؛ كاتب مبدع، صاحب قلم سيال؛ وله عدة مؤلفات منها: التحفة في رواية شعبة عن عاصم، والوسائل العملية في تربية الأولاد الخلقية، وكتب أخرى !!

رحم الله اخانا ابا ياسر وأحسن وفادته، وغفر له ولزوجته ولأولاده، ومحبيه!!

وكتب الشيخ د. محمود الطباخ يقول:

إنا لله وإنا إليه راجعون لقد انتقل إلى جوار ربه ورحمته أمس ٢٨ ربيع الأغر ١٤٤٣هجرية الأخ الحبيب والصديق الوفي الأستاذ الشيخ عبد المجيد الجمعة أبو ياسر مواليد السفيرة عام ١٩٤٣م في مهجره الريحانية بتركيا وبفقده لعلي أكون قد ودعت آخر العنقود ممن تبقى من أحبابي الذين ودعت منهم الكثير، ولم يبق إلا أقل القليل.

وقد عرفته منذ حوالي خمسة وستين عاماً في الثانوية الشرعية، وتوطدت الصلة في المدينة المنورة فكان نعم الأخ الحبيب الوفي الصدوق الذي قل نظيره بين من عرفت....

وله جهوده التعليمية والتربوية، وله في ذلك مؤلفات نافعة.

أسأل الله أن يتغمده بواسع مغفرته، ويسدل عليه شآبيب رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويقر عينه بكرة وعشياً حين يعرض عليه مقامه في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله.

وأتوجه بأحر تعازيّ إلى أولاده ياسر ومحمد وكل آل بيته وآل الجمعة سائلاً المولى سبحانه أن يجعلهم خير خلف لخير سلف.

وأن يحسن ختامنا جميعاً يوم نفد عليه.

وأقول عظم الله أجرنا وأجركم، وأحسن عزاءنا وعزاءكم، وألهمكم الصبر والسلوان.

وكتب الشيخ الداعية محمد عبد الله رجو يقول:

...ونحن إذْ نستقبل بالرِّضا والتسليم نبأ وفاة الأخ الحبيب والأستاذ الجليل سيدي فضيلة الشيخ عبد المجيد علي الجمعة، رقيق القلب سريع الدمْعة، الذي أُوتي حظاً من اسْمه (عبد المجيد) حيث كان كثيرَ التمجيد لله تعالى ولكتابهِ جلّ وعلا ولرسولهِ وحبيبهِ المصطفى صلى الله عليه وسلم وللإسلام وجمالِه.. شفوقاً على المسلمين جميعاً بل على البشرية جمعاء رحمه الله تعالى..

فإننا نسأل الله تبارك وتعالى أنْ يتغمّده بالرحمة وأن يُكرمه، وأن يُكرم الأمّة الإسلامية بسدّ هذه الثلمة بمنّه وكرمه جلَّ وعلا، وأن يحفظ علماء المسلمين وعباد الله الصالحين، وأن يصلح أحوالنا أجمعين، فإنه جلّ وعلا هو المتفضّل على هذه الأمّة بدوام الخير فيها إلى يوم الدّين.

وعزاؤنا لأهله وإخوانه وأحبابه ولأنفسنا وللمسلمين، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

وكتب الشيخ نصر الله دحدوح يقول:

كان رحمه الله تعالى يقول في جلساته مع الناس يجب الإهتمام بسلم الأولويات في حياة الإنسان وبتربية الأولاد، وكان يفاجئني كل فترة باتصال هاتفي وحقا كنت أدهش من تواضعه وبنفس الوقت أسر كثيرا لكلامه ونصائحه لي ومرة أوصاني بولدي الصغير قتادة، وكان عمره عشر سنوات لما سألته كيف أتعامل معه فشرح لي ثم قال: أعطني قتادة فأعطيته الهاتف وسلم عليه أستاذنا رحمه وكلمه كلام الدين والإيمان فتعجبت من أخلاقه وأسلوبه في التربية والتعليم..

رحم الله الأستاذ المربي الشيخ عبد المجيد الجمعة.

وكتب تلميذه عمر محمد العبسو يقول:

انا لله وانا اليه راجعون

انتقل الى رحمة الله وعفوه الشيخ الداعية الحافظ لكتاب الله بالقراءات أبو ياسر عبد المجيد الحاج علي الجمعة...

الذي أفنى حياته في خدمة الدين والدعوة...وألف العديد من الكتب النافعة....

رحل رجل التسامح والحوار...الذي كان طيب القلب لطيف المعشر..رحب المعرفة، واسع الصدر...

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح الجنان....

ونرجو الله أن يتقبله في الشهداء، وأن يكتب أجره لأنه عاش غريبا، و مات غريبا.... فطوبى للغرباء...

هو عالم رباني ورجل هادئ وقور، ترك أثرا حسنا في تلاميذه، وكان الناس يتابعون خطبه، وينتقلون معه من مسجد إلى آخر....أسلوبه جذاب، ولغته فصيحة واضحة...شجاع في قول الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم...

وكان على قدر كبير من الوعي والاستيعاب يبتعد عن مواطن الخلاف، يجمع ولا يفرق ويحرص على وحدة المسلمين له علاقات طيبة مع شيوخ التصوف من أمثال الشيخ محمد رجو يحضر مجالسه ويأنسه بحديثه وله علاقات طيبة بدعاة السلفية في سوريا والسعودية...وكان محترما هناك...

وكان شديد التعلق بأخيه الأستاذ مصطفى تحسبهم توأما من كثرة ملازمتهم لبعضهم البعض..

ومن أقرانه الشيخ جمعة عبيد الصالح، ود. حسين قاسم محمد النعيمي، وأخيه الشيخ حسن عدول...والأستاذ محمود الحاج صطوف...ومن زملائه في حلب الشيخ محمد عوامة، والشيخ الشهيد محمد عثمان جمال...والشيخ د. عبد الوهاب طويلة، ود. عبد الستار أبو غدة.

وجاء في رسالة التعزية التي أرسلها تلميذه الأستاذ أحمد قناعة (أبو الحسن):

درسني الأخ ابو ياسر في المرحلة الثانوية أعوام ٧٧ ٧٨ ٧٩، وكان من عادته أن يدخل الصف، وبعد إلقاء السلام يتوجه إلى السبورة، ويبدأ الكتابة بخط جميل وواضح...البسملة ....عنوان الدرس....ثم عناوين الفقرات.

ثم يلتفت إلينا، ويسأل: من لديه سؤال؟

وغالبا ما يمضي وقت الحصة ونحن في حوار ونقاش مفيد..

هذا من عادته أثناء التدريس في المدرسة...

أما عن خطبته في جامع الشيخ عبد الله يوم الجمعة فحدث ولا حرج إذ كان الشباب يتجهون إلى المسجد باكرا ليتسنى لهم حضور خطبته، ويغص الجامع بالمصلين من جميع الأعمار إذ كان لديه أسلوب جذاب..

وبعد سفره عام ١٩٨٠ غاب عنا، وافتقدناه وبعد عودته إلى السفيرة كنا نلتقي لكن على عجل..

في تركيا زارنا أكثر من مرة، وكان آخر اتصال هاتفي بيننا في 13 آب 2021، وكان رحمه الله يعبر في كل اتصال عن سروره، ويعبر عن محبته، وهذا من طيبه وحسن أخلاقه، وكان في ختام الاتصال يطلب منا- نحن المساكين - الدعاء له...

وكتب تلميذه مرعي حسن الطونة:

رحمه كان يدرسنا مادة التربية الاسلامية في المرحلة الإعدادية عام ١٩٧٦ - ١٩٧٧م.

وفي بعض الدروس كان يغلق الكتاب، ويغلق باب الصف، ويبدأ يعطينا الدرس بالعقيدة وتجويدالقرآن، ويختم آخر الحصة بالحديث والشرح عن الجهاد في سبيل الله.

وعندما ذهبت الى الحج زرته في محله كان مقابل الحرم النبوي من الشرق، وذكرته بدروس الجهاد، فدمعت عيناه.

وكتب الأخ الشيخ الداعية لامع حركوش يقول:

عرفت شيخنا الحبيب أبا ياسر في المرحلة الإعدادية حيث كان مدرس التربية الإسلامية، وكان - رحمه الله - معلما هادفا رقيق الطبع، سمحا طيب الكلام، محبوبا بين طلابه، وكان خطيبا مفوها نترقبه يوم الجمعة، ونصغي لكلامه بشغف، يمتلك الدليل، ويدعم قوله بالشواهد الصحيحة، تصدر الدعوة على مستوى المنطقة، ونال احترام الجميع على اختلاف المشارب.

وكان له طلاب كثيرون، ويعتبر صاحب الأثر الأول لرواد الحركة الإسلامية في منطقة السفيرة.

وكان معنا من طلابه الأخ بشار عزيز..والأخ عبد القادر اسماعيل الحركوش...وغيرهم كثير.

وكتب الشيخ فياض العبسو يقول:

الأستاذ الشيخ عبد المجيد الحاج علي الجمعة السفيري

(1943 - 2021م) رحمه الله تعالى

سمعت عن فضيلة الشيخ الأستاذ عبد المجيد الجمعة الحاج علي رحمه الله تعالى وعن أخيه الأستاذ مصطفى الجمعة أبو عصام حفظه الله ورعاه الكثير من الكلام الطيب وذلك من قبل عدد من تلاميذهما في مدينة السفيرة وبلدة تلعرن.

وهو من مواليد مدينة السفيرة عام 1943م. وقد تخرج في الثانوية الشرعية بحلب، ثم في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

وكان من زملائه: العلامة الفقيه الاقتصادي المصرفي الشيخ د. عبد الستار أبو غدة الحلبي رحمه الله، وقد سألني مرة عنه.

ومن زملائه أيضا العلامة الشيخ المحدث المحقق محمد عوامة الحلبي حفظه الله تعالى.

ومن زملائه أيضا الشيخ الدكتور حسين قاسم النعيمي السفيري رحمه الله تعالى.

ومن أصدقائه العلامة الفقيه اللغوي الأستاذ الشيخ عبد الوهاب طويلة الحلبي رحمه الله تعالى الذي أخبرني أنه كان يأتي إلى السفيرة، ويخرج مع الشيخ الدكتور حسين قاسم، والشيخ عبد المجيد، والشيخ حسين الناصر إلى القرى في الدعوة إلى الله تعالى.

كان الشيخ عبد المجيد يدرس التربية الإسلامية ويخطب الجمعة في بعض المساجد بينما كان الأستاذ مصطفى يدرس الفلسفة.

وكان هو والشيخ حسين قاسم يأخذون الطلاب إلى المسجد لصلاة الجماعة.

وكان الشيخ عبد المجيد رحمه الله يحفظ القرآن الكريم ولديه عددا من الإجازات.

كما أن له عددا من المؤلفات.

وقد تواصلت معه وكلمته وعرفته بنفسي.

وسألني الأديب الشاعر محمد منلا غزيل رحمه الله تعالى عن الأستاذ مصطفى الجمعة، فأخبرته بأنه يقيم من مدة طويلة في المدينة المنورة، فأثنى عليه خيرا ثم قرأ الآية الكريمة: (وتلك الأيام نداولها بين الناس).

ولما رجع الأستاذ مصطفى إلى سورية قمنا بزيارته مع عدد من الإخوة الكرام وتعرفنا عليه عن قرب وأخبرته بسؤال الأستاذ غزيل عنه، فذكره هو أيضا بخير، وسألني عنه فأخبرته عنه.

وفي عام 2014م. ذهبت لأداء العمرة، ولما تشرفت بزيارة المدينة المنورة دعاني الأستاذ أبو عصام لزيارته والإفطار عنده فلبيت الدعوة فرحب بي كثيرا، وتكلمنا عما تمر به بلادنا من أحداث فركز في كلامه على موضوع إصلاح ذات البين.

توفي الشيخ عبد المجيد مأسوفا عليه في يوم الأربعاء الواقع في 28 ربيع الأول 1443.الموافق 3/11/2021

رحم الله الشيخ الفاضل الأستاذ عبد المجيد أبو ياسر رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

وكتب الشيخ د. عبدالله ابراهيم الموسى يقول:

الشيخ المرحوم ليس ممن درسنا في مراحل الدراسة وإن كنت اعتبره من أساتذتنا واخاطبه دائما: بأستاذنا الكريم؛ لأننا كنا نحضر خطبه منذ عام ١٩٦٦ عندما كان يخطب بجامع النقشية الكائن في وسط سوق السفيرة.

وأما في هذه السنوات الثلاث الأخيرة من حين مجيئي الى تركيا، فقد كنت على تواصل دائم معه، وقد زرته في بيته في الريحانية منذ ثلاثة شهور، وكانت زيارة متميزة، واهديته بعض مؤلفاتي، وكانت صحته جيدة - رحمه الله تعالى -.

وأما سابقا فقد التقيت به عدة مرات في السعودية:

أولاها ببيت أخي المرحوم حسن قاسم محمد النعيمي في المدينة المنورة عام ١٩٩٠ م.

والثانية عام ١٩٩٢ في تبوك في بيت أستاذنا الدكتور عبد العزيز الخطيب.

ثم تتالت الزيارات في المدينة المنورة بعد تقاعده في محل صياغة الذهب بجوار الحرم الشريف.

كان -رحمه الله تعالى - متواضعا هادئا يناقش بهدوء يحترم الصغير والكبير، العالم والجاهل، يحفظ الود يتفقد إخوانه إذا هم تأخروا في التواصل معه،

يميل في دراساته وكتاباته الى الجوانب الدعوية والتربوية وخاصة ما يخص الشباب..

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

مصادر الترجمة:

١- غلاف كتابه الوسائل العملية في تربية الأولاد الخلقية.

٢- موقع رابطة أدباء الشام.

٣- معلومات أخذت منه بتاريخ ٢٠١٩م.

٤- معلومات أخذت من تلاميذه وأحبابه بتاريخ ٣ تشرين الثاني عام ٢٠٢١م.