العلامة عزت عبيد الدعاس

كنتُ في أيام خلت طالبا في الثانوية الشرعية في مدينة حمص السوريّة، في جامع النخلة العمري، وقد أرفقتُ صورة للمسجد.

وكانت هذه الثانوية المباركة تضم نُخبا من العلماء الذين يفخر الطالب بالجلوس إليهم

كان منهم سيدي الشيخ الفقيه المحقق العلامة عزت عبيد الدعاس

كان فقيها شافعيا كما كان محققا مدققا واسع العلم

ولد الشبخ سنة 1928 م

وإن مما يُعرف عن الشيخ إضافة إلى سعة العلم، التواضع

وأزعم أنني ما رأيت مثله في تواضعه رحمه الله تعالى ممن عرفتُ وسمعتُ

كان قريبا من الطلاب في تعامله مع كبر سنه، يلاطفهم ويحببهم بنفسه ودرسه

كان يُحضر السكاكر إلى الصف الدراسي ويقول: من يجيب جوابا صحيحا أعطيه

فكان كلما سأل طالبا وأجاب يعطيه

والطالب الذي لا يجيب يعطيه ويقول له: هذه لك حتى تأتي في الدرس القادم وتجيب

والطالب الذي يشعر أنه حضر جسدا وغاب ذهنا يعطيه تشجيعا له

كما كان -رحمه الله- يأتي أحيانا بثوبه -الجلابية- دون كيّ، وأحيانا يحضر وثوبه عليه آثار الطعام -زيت وزعتر-، فكان لا يأبه لذلك رحمه الله

كان يأتي إلى المدرسة راكبا دراجته الهوائية -البسكليت-، وكانت من نوع -صينية-، وهذا مصطلح يعرفه أهل حمص

وفي أثناء سيره بدراجته يمر بالأسواق، كسوق الخضار وغيره، ومما رأيته بعيني حين مروره بسوق الخضار وهو مسرع على دراجته، سقطت عن رأسه /الغترة، أو الشماغ، أو الحطة/ كما يسميها الناس بحسب ما تعارف عندهم، طارت فسقطت على صندوق بندورة /طماطم/، فعاد إليها فنزل وأعاد وضعها على رأسه ثم ركب دراجته وأكمل طريقه!

مرة ونحن في الحصة الدراسية أخذ ينادي أسماء الطلاب ليُسمع لهم ما حفظوه في الدرس الماضي، مرّ اسم عائلة طالب من أصدقائنا وأحبابنا، فلفظه خطأ، وهو: (بهلوان) أخطأ فلفظها (بهلول)، فضحك الطلاب!

لمّا ضحك الطلاب وسمع من الطالب اللفظ الصحيح تأثر بذلك وكاد يبكي وهو يقول للطالب: أنا آسف يا بني اعذرني سامحني!

وفي بعض الأحايين كان رحمه الله يمازح الطلاب فيدعوهم للمصارعة، فيضم الطالبَ على أنه يصارعه، تلطفا مع الطلاب، وترغيبا لهم بالعلم الشرعي!

وكان مما عُرِف به -رحمه الله تعالى- أنه كثيراً ما يوزع على طلابه من أجرته في التعليم.

فكان رحمه الله تعالى مثالا للمدرس المثالي، بسعة علمه، وتمكنه مما يعلمه، وأسلوبه الذي يجذب الطالب لمحبة التعلم

من مؤلفاته:

كتيب في فن التجويد

كتيب نافع في القواعد الفقهية

كتاب الواضح في شرح المقدمة الجزرية

ومن تحقيقاته:

تحقيق سنن أبي داوود

تحقيق سنن الترمذي

تحقيق سنن ابن ماجه

تحقيق الشمائل المحمدية للترمذي

توفي الشيخ بتاريخ 19 / 7 / 2001 م، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عنا وعن المسلمين خيراً