من فرسان السيف والقلم في العصر الحديث!

حفل تاريخنا بالكثير من القادة العسكريين الذين خلدت أسماؤهم بأعمال عظيمة، وبما قدموا من علم وفكر وأدب ! ولعل أبرز هؤلاء في تاريخنا المعاصر ثلاث، هم: الفريق محمود سامي البارودي، واللواء محمود شيت خطاب، والفريق يحيى المعلمي يرحمهم الله تعالى

- أما البارودي فقد غلبت عليه شهرته في الشعر؛ لأنه كان ممن أعاد إليه قوته وديباجته بعد عصور الضعف. وقد خلّص الشعر من الوصمة التي لحقت به آمادا طويلة ـ كما قال الناقد عمر الدسوقي ـ فترفّع عن المديح الباطل والهجاء الشخصي:

والشعر زين المرء مالم يكن وسيلة للمدح والذام

وكان ـ رحمه الله ـ ذاهمة فلقي ما لقي من تغريب ونفي وإبعاد.......!؟

لم أقترف زلة تقضي عليّ بما=أصبحت فيه فماذا الويل والحربُ

فهل دفاعي عن ديني وعن وطني=ذنب أدان به ظلما وأغترب ؟

- ولعل أحدا لم يكتب عن العسكرية الإسلامية كما كتب اللواء محمود شيت خطاب ! يقول الدكتور يوسف إبراهيم السلوم في كتابه عنه: لقد أسهم في إيجاد العلوم العسكرية الإسلامية بأسلوب عصري يوافق تطور التسليح والعلوم العسكرية المعاصرة، ويحافظ على جوهر التراث العسكري الإسلامي والعقيدة الإسلامية. وقد بلغت مؤلفاته ما يزيد على (125) كتابا ونحو من(330) بحثا، ويقول عن نفسه: كنت أحمل وأصحب معي طوال أيام عملي في العسكرية أربعة كتب ترافقني في حِلي وترحالي وهي: القرآن الكريم، والمنتقى من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن تيمية، ووحي القلم للرافعي، والقاموس المحيط للفيروز آبادي !

- وثالث الفرسان الفريق يحيى المعلمي الذي قدم في ساحة الفكر والأدب، الكثير في المملكة العربية السعودية ! فهو إلى عمله العسكري ناقد ولغوي ومـُلمّ بالأدب وفنونه وتاريخه، وكذلك بالتاريخ الإسلامي، والشؤون السياسية العربية والعالمية. وقد كتب في شتى فنون الأدب، ودافع عن اللغة العربية إذ يقول: اللغة العربية تربط الشعوب العربية ومن واجبنا أن نرفع الناس إلى مستوى الفصحى لا أن ننزل إلى مستواهم !