عبد الله سلطان (الحفيد)

1328 ـ 1403 هـ

1910 ـ 1983 م

هو الشيخ عبد الله بن الشيخ محي الدين سلطان بن الشيخ المفتي

عبد القادر سلطان.

عالم فاضل، وواعظ صوفي مرشد، ورع.

ولد في حلب، سنة: ثمان وعشرين وتسعمئة وألف للهجرة، في حي (البياضة)، من أسرة عرفت بالعلم والتقى، وكان من آبائه القضاة والمفتون وكانوا شيوخ المدرسة (الإسماعيلية) (1) ومدرسيها وخطبائها.

قرأ القرآن الكريم على والده، وتلقى مبادئ العلوم في كتّاب الحي، ثم لازم حلقات العلماء في المساجد، لينهل من علومهم، ولما افتتحت المدرسة (الخسروية) أبوابها بنظامها الجديد لطلاب العلم، انتسب إليها وانتظم في قراءة علومها، قرأ علم التلاوة والتجويد على الشيخ نور المصري، وقرأ علم التفسير على الشيخ أحمد الشمّاع، وأخذ الفقه الحنفي على الشيخ أحمد الزرقا، كما قرأ علم الأصول على الشيخ أحمد الكردي، وتلقى علوم التوحيد على الشيخ فيض الله الأيوبي، وأخذ علم الفرائض عن الشيخ عبد الله المعطي، أما النحو والصرف والبلاغة، فقد أخذها على الشيخ محمد الناشد، وتخرج فيها مع الدفعة الرابعة، سنة: ثمان وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة(2).

لم يكتف الشيخ بما حصّل من العلوم على شيوخه في المدرسة (الخسروية)، بل شد الرحال إلى مصر، لينتسب إلى أزهرها، ويتابع تعليمه العالي فيه، وما أن تخرج فيه حتى عاد إلى موطنه حلب، مشمراً عن ساعد الجد في نشر العلم والدعوة إلى الله، فكانت له دروس في المدرسة (الخسروية)، ثم تولى إدارتها.

كما كانت له دروس وحلقات ذكر في المدرسة (الإسماعيلية)، ثم عُينَ مدرساً عاماً في ملاك دائرة الإفتاء والتدريس الديني، فكانت دروسه في الجامع الأموي الكبير بحلب تغص بالعامة والخاصة، ملتمسين علمه وفضله، كما كان قائماً بخطابة جامع المدرسة (الإسماعيلية).

كان رحمه الله ورعاً، زاهداً في الدنيا وحطامها، عرض عليه أحد رؤساء الجمهورية منصب المفتي العام للجمهورية العربية السورية فرفضه قائلاً: " لا أريد أن أحاسب يوم القيامة "، وانصرف إلى دروسه ومجالس ذكره التي كان يقيمها في زاويته في المدرسة (الإسماعيلية)، وكان يحضرها عدد كبير من المريدين وطلاب العلم.

طيب القلب، كريم النفس، سخي اليد، وزع كل ما يملك من ثروة قبل وفاته.

ألقيت محبته في قلب كل من يراه، آلف مألوف، وقاف عند حدود الله جريء، لا يخاف في الله لومة لائم.

جميل الطلعة، مهاب، جميل المحيا، منير الوجه، متأنق في مظهره وملبسه، مربوع القامة، أقرب إلى الطول مع صحة.

بقي الشيخ على صفاته الكريمة هذه إلى أن أدركته الوفاة، فجر يوم الأحد في الثامن عشر من شهر ربيع الأول، سنة: ثلاث وأربعمئة وألف للهجرة، الموافق للثاني من كانون الثاني، عام ثلاث وثمانين وتسعمئة وألف للميلاد، وحزنت عليه مدينة حلب، وكانت له جنازة حافلة شهدها جمهور غفير من العلماء وطلاب العلم وعامة الناس، ودفن بمقبرة (الصالحين).

المصادر والمراجع

1- ترجمة خطية تفضل بها الاستاذ محيي الدين ابن الدكتور وجيه سلطان مشكوراً، وهو ابن أخ المترجم.

2- ترجمة خطية تفضل بها الأستاذ أحمد منير الجذبة مشكوراً.

3- دليل الشهباء للأستاذ أمين الله عيروض.

4- سجلات المدرسة الخسروية.

(1) انظر حديثنا عن هذه المدرسة في كتاب (التعليم الشرعي ومدارسه في حلب في القرن الرابع عشر).

(2) تخرج مع المترجم في هذه الدفعة كل من: الشيخ أحمد القلاش، برهان الدين الداغستاني، محمد الناصر

سعيد المسعود، محمد السلقيني، مصطفى مزراب، محمد التادفي، مصطفى المارعي،

حمام النعساني، عبد الرحمن حوت، عبد الله الأسود، محمد نور البلاط، عبد الله سلطان (المترجم)، عمر محو، حسن الحموي. (سجلات المدرسة الخسروية).