وأفل نجم آخر من نجوم آل علوان الأديب الداعية غسان محمد علوان

لم تمض بضع شهور على وفاة قمر آل علوان ابني سعد –رحمه الله- هذا النجم الذي جمع الله له ذكاء الياس وجمال يوسف وعفته ولم يستكمل طلعة بزوغ نجمه حتى خطفه الموت بغتة في ريعان شبابه وعنفوانه وبه نحتسبه عند الله ذخرا لنا حتى خيمت عباءة الموت مرة أخرى وتخطف نجما آخر من نجوم آل علوان الشاعر الداعية المفكر الخطاط غسان علوان ابن عمي الحاج محمد علوان عليه رحمة الله ورضوانه عن عمر ناهز 65 في اسطنبول اثر اصابته بجائحة العصر " كوروونا" حماكم الله وايانا من فتكها. غسان محمد علوان قد تربى على يد عمه المربي الشيخ عبدالله ناصح علوان-رحمه الله وأسبغ عليه شآبيب رحمته- في مسجد الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز في حلب في حي محطة بغداد وكان والدي –رحمه الله- يرى فيه نبغة الذكاء والفصاحة والبلاغة ليعده داعية من الدعاة امثال الكثير من دعاة حلب وخطبائها الذين تخرجوا على يديه –رحمه الله-كان تخصص فقيدنا في الكيمياء الحيوية مع ذلك –رحمه الله- كان مفكرا وصاحب فصاحة وبلاغة فله مؤلف " نحو اقامة الخلافة الراشدة " وهو مؤلف مطبوع وأخبرني منذ سنوات عديدة أنه يشرع في تأليف كتاب تحت مسمى " فكر الخلافة عند ابن تيمية" لا أدرى أتم طباعة هذا الكتاب أم لا؟ وقد ظهرت عليه نبغة الشعر متأخرة بسبب كثرة الآلآم والنوازل الصوان التي نزلت عليه مع توقد ذكاء وتعثر حظ وهذا النبغة قد جاءتني على الخمسين بعد مصاب الجلل ببكرة ولدي سعد-رحمه الله- ولها أيضاً مثيلاتها في نساء آل علوان ومن بعض شعره في رثاء عمه الطبيب فارس سعيد علوان-رحمه الله-

أسموك فارس إنهم بذا صدقوا=قد عشت في زمن عانى به الأرق

يا فارساً رجلاً من بيت مكرمة=شهماً وذا شيم يزينك الخلق

ومن أديباته في رثاء عمه الشيخ المربي الداعية" لا أعرف لم تنسمت عبق ذكراه، فتنثاثرت حروفا معطرة "كان عمي –رحمه الله- "قوة أخلاقية دعوية عظمى في عصرنا" لم يسبقه أحد من معاصريه، أو يدانيه في شجاعته، نبله، رحمته ،يحب الناس ويحبونه يقف معهم ـ يشجع طلبة العلم.. فلا تتعجبوا من محبة جيلنا له..آه لو عرفه هذا الجيل كما عرفناه!.."

وله أيضاً مقولات أديبة تدل على رجاجة عقله منها "أغبى الناس من يقتل ذاته ليتقمص ذاتاً أخرى.." ومن حكمه الشعرية –رحمه الله-

إذا ما جاءت الأحداث تتعسنا=فيجدر بالنفوس تكون في حذر

فإن فعلت تدترى الحكم في=صبر والا عاشت الأيام في كدر

وقد وهبه الله –أيضاً- جمال الخط وروعته وله مخطوطات قرآنية وحكم تذهب بالألباب.

وأخيراً أختم مقالتي عنه جملاً مما قاله عنه ذهبي عصرنا في تراجم العلماء والأعلام-الشيخ الدكتور مجد مكي-حفظه الله-"للأخ الحبيب الداعية مطالعات جيدة ومشاركات علمية واهتمام بالعربية وإتقان للخط. ولكن يؤثر البعد عن الأضواء والظهور الإعلامي".

رحمك الله يا ابن عمنا العزيز وطابت هجرتك وإنا لله وإنا إليه راجعون