سطور من حياة أخي الشيخ محمود المسعود

فقد الأحبة:

في كل يوم نودّع مسافراً للدار الآخرة، واليوم موعدنا مع أخي الحبيب الشيخ محمود ابن العالم الرباني الشيخ محمد على المسعود.

فُجعنا به وبأمثاله من العلماء الذين نحن والأمة بأمس الحاجة لوجودهم بيننا، ولكن قدر الله نافد ولا رادّ له، ورضينا مارضيه الله لنا، ولكن مصاب الأمة بعلمائها ليس بالأمر السهل، بل هو خطب جلل، وثلمة لا تسد إلا بمثلها، وإذا علمنا أن العالم أمة في رجل، وفقد قبيلة أهون عند الله من موت عالم، تصورنا عظم الرزء، وفداحة الخطب.!

وهانا سأقدم سطور عجلى على استحياء من حياة هذا العالم الذي فقدناه اليوم؛ ألا وهو أخي وحبيبي: الشيخ محمود المسعود.

ولد في مدينة الباب 1944م ونال الشهادة الابتدائية منها

وانتسب الى المدرسة الخسروية الشرعية وتخرج فيها 1966

بعد أن أخذ من شيوخها الأعلام.

والتحق بالأزهر الشريف ونال شهادته الجامعية.

عمل في الدعوة والتعليم مدة تزيد على خمسين عاماً

التعليم:

عين مدرساً للتربية الاسلامية في مدينة دير الزور.

عمل مدرساً في مدارس حلب الشرعية،

-الثانوية الشرعية الخسروية.

-وفي مدرسة دار نهضة العلوم الشرعية(الكلتاوية).

ثم مدرساً في الثانوية الشرعية في مدينة الباب.

كانت له دروس خاصة لطلبة العلم،

تميز بمحبة طلابه له لصبره عليهم، وأسلوبه في إيصال المعلومة الصحيحة الى الطلبة.

دوام العلم والتعليم:

لعهد قريب قبل أن ينهكه المرض: كانت له حلقة في قراءة ومدارسة صحيح الامام البخاري.

في مجال الإمامة والخطابة:

-الخطيب الأول في مدينة الباب حيث أنه الخطيب في الجامع الكبير في المدينة

على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

-الدروس العامة في مساجد حلب والباب.

من آثاره المباركة:

-بناء جامع الصحابي: وابصة بن معبد في حي كرم السلطان في حلب.

-والعمل في جمعية النهضة الإسلامية في مدينة الباب.

آثارة العلمية:

1- دون في كتاب سيرة ومسيرة والده وجده وعمه، وجده لأمه الشيخ عبد الرحمن الحوت في كتاب أسماه: طوالع السعود فيما أدركته من حياة الشيخ محمد علي المسعود.

2- له كتب كثيرة معدة للطبع يسرّ الله إخراجها منها..

أ-المنهج الرباني في السلوك والتربية: في ثلاثة أجزاء

ب- القراءات والقراء في بلاد الشام

متميز في الفقه الحنفي: لأنه درّسة سنوات عديدة لطلاب العلم،

له إلمام بالطب النفسي والمعالجة به.

له حضور ومشاركة في الفتوى.

طلابه كثيرون جداً، أخذوا مناصب عالية في الجامعات والمؤسسات العلمية، يدينون له بالمحبة والتقدير.

كريم الأخلاق، باسم الثغر، محب للخير،

يحب أن يعمل ولا يكسل، ويكسب الرزق الحلال-كجده الشيخ محمد المسعود رحمه الله-

اللهم تقبله في الصالحين، واجبر مصاب الأمة في فقد علمائها وصالحيها