الأخ عبد الكريم حمودي في الراحلين! عام على رحيله

رحل أبو حسن، وقد ترك الذكر الحسن، والاقتداء الحسن!!

الأخ عبد الكريم من شباب منطقتنا جسر الشغور، ومن بلدة بداما التي عرفت السابقين في الدعوة والجهاد، لينضم إلى الكوكبة التي تخرجت في مدرسة كان على رأسها أساتذتنا وقدواتنا في الصبر والمجاهدة ابراهيم عاصي ومحمد الحسناوي ومحمد بشير حلوي وعبد الباسط حلي..... رحل أبو حسن وهو في مغتربه القديم الجديد عمّان! ليلتحق بالحبيب الأثير عبد الغني يونسو، والمهندس عبد اللطيف يونسو، والأستاذ المربي أحمد عبد الله، والحقوقي العصامي فطين يونسو، وغيرهم ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه!

رحل أبو حسن في صمت، وقد كان يؤثر الصمت، ويعشق العمل! حتى إنني عندما رأيته أول مرة، تذكرت ما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: كلما سمع هيعة طار لها، وماقاله الشاعر:

إذا القوم قالوا: مٓن فتى خِلتُ =أنني عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلّدِ!

رحل أبو حسن، وطالما ندبه أستاذنا عبد الله الطنطاوي الذي جمعته به الأخوة والمصاهرة لكثير من المهام في وقت واحد!

رحل الجندي الصامت وقد ترك عشرات المواقف التي يعتٓزُّ بها، والكتابات الاقتصادية والسياسية التي يعتٓدُّ بها! وماأكثر الصامتين في دعوة الصادقين! وماشهدنا - يعلم الله - إلا بما نعرف، ولم نسمح للقلم أن يجري في ساح الهوى والمحبة!؟

فسلامّ عليك أبا حسن وعلى إخوانك الذين تلقاهم اليوم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألّا خوف عليهم ولاهم يحزنون! عظم الله الأجر فيك وبمن فقدنا من إخواننا وأحبابنا! وإنا لله وإنا إليه راجعون!