كلمات في رثاء العالم الداعية مربي الأجيال الشيخ محمد أمين سراج (7)

كتب الأخ الكريم الشيخ أحمد زاهر سالم:

توفي ليلة أمس شيخنا العلامة الداعية المربي المعمَّر سراج مسجد الفاتح باستنبول ومحيي دروس العلم فيه آخر تلاميذ العلامة الكبير الشيخ محمد زاهد الكوثري وشيخ الإسلام مصطفى صبري رحمهما الله مولانا المنور الشيخ محمد أمين سراج التوقادي الإستانبولي عن ثلاث وتسعين عاما قضاها في التعلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى وتخريج العلماء الأكْفاء وقادة التغيير كالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتشر له مقطع وهو يقبل يده في جنازة.

فرحمه الله وأجزل أجره وأعلى مقامه وأخلف الأمة خيرا..

سمعت عنه قديما وكنت قبل عشرين عاما أدرّس بالجامع الأزهر الأنور بأمر من شيخنا الشيخ علي جمعة حفظه الله فأقرأت شطرا من غاية الوصول شرح لب الأصول ومن المنطق والخريدة وصحيح البخاري وكان من المواظبين على درس الصحيح شاب تركي يدعى أورهان ثم استأذنني ذات يوم في السفر لبلده فلما رجع أتحفني بإجازة مكتوبة من شيخه المسند المشتغل بالحديث مولانا الشيخ أمين سراج ففرحت بها كثيرا وحمدت الله تعالى عليها..

ثم يسر الله لي زيارة لإستانبول قبل قرابة ست سنوات فزرت ببركة صحبة أخي الكبير الدكتور د. حمزة البكري

شيخنا الجليل بغرفته المباركة بجامع الفاتح التي صارت مقصد الزوار والمسترشدين وتلقينا عنه حديث الرحمة المسلسل بالأولية وأجازنا به وبأسانيده إجازة عامة وقرأت عليه طرفا من كتاب التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز لشيخه الكوثري وقد كانت نسخه المطبوعة التي كان الكوثري يهديها لمن يستجيزه قد نفِدت فنسخ شيخنا أمين الثبت بخط يده وكتب له الشيخ الكوثري الإجازة عليه قبل موته سنة ١٣٧١ هج بعشرين يوما فهو آخر أو من آخر من روى عنه رحمهما الله.

وقد سجل مولانا الشيخ حمزة قراءتنا على ظهر نسخته من التحرير ووقع عليه شيخنا الفقيد رحمه الله.

وكتبه الفقير إلى ربه

أحمدزاهر سالم

وكتب الأخ الشيخ مرهف السقا:

وفاة العلامة المحدث محمد أمين سراج، بقية السلف الصالح، وأحد أركان النهضة الإسلامية في تركيا، عرف عنه التواضع والجد، مع الابتسامة المشرقة، نفع الله به كبار العلماء والسياسيين، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وتقبله وأعلى مقامه ورفع درجته وجزاه الله خير الجزاء.

اللهم أخلف على الأمة خيرًا.

وكتب الأخ الشيخ عبد الجواد حمام:

ويتوالى فقد الكبار..

يرحلون بسكينة كما عاشوا.. سكينةِ العلم والحلم.. وسمتِ الهُدَى والإيمان..

إننا لا نفقد برحيلهم علماً يطوى.. وفكراً يذوي.. فقط..

ما نفقده حقاً برحيلهم ذلك الهَدْي..

فقد زانهم أدب جم وتربية راقية.. وعبادة واجتهاد.. وصبر وعزيمة وجهاد..

وتفان في خدمة دين الله تعالى ودعوة عباده..

مع تجرد عن الألقاب والمناصب والمنافع..

فكانوا مدارس حية.. تُقْتَبَسُ منهاجُها من قسمات وجوههم النيرة.. وتدرك فوائدها من كلماتهم الحانية الطيبة.. وتنهل مواردها من إرشادهم التربوي والعلمي والفكري..

يرحلون سريعاً وكل منهم يترك فراغاً لا يكاد يملأ..

ولا نقول كما قال الشاعر قديماً:

ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم... وبقيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأجربِ

وإنما نقول: نسأل الله أن يخلف على الأمة خيراً.. وأن يعوضها رجالاً أعلاماً.. من أهل العلم والفهم والتربية والتجرد.. ما يصلح بهم أمرها ويسدد بهم اعوجاجها..

رحم الله فقيد العالم الإسلامي الشيخ محمد أمين سراج.. وسائر من فقدنا من علماء الأمة.. وأسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا..

وكتب الأخ الكريم الشيخ محمد رحاب:

وفاة شيخنا ومجيزنا المعمر المنور محمد أمين سراج عن عمر يقارب ٩٣عاما

وهو آخر من يروي عن الشيخ الكوثري رحمهما الله وطيب ثراهما

التقيت به في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل عدة سنوات

بصحبة شيخنا الغوثاني سلمه الله، وقرأت عليه حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وأكرمنا بالإجازة الخاصة والعامة والحمد لله على هذه الصلة وهذا النسب، وهو من بقايا البقايا من العلماء المعتبرين، والأكابر المعدودين

وإنا لله وإنا إليه راجعون

وكتب

محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب القاهري ثم المدني

لطف الله به

طابة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام

٨ رجب ١٤٤٢ ه

رب اغفر لي ولوالدي ولمشايخي وللمسلمين

كتب المهندس ممدوح عرعور (صويصال):

انتقل إلى رحمة ربه تعالى قبل ساعة تقريبا مولانا ومربينا الشيخ العلامة/ محمد أمين سراج أستاذ الكل وكبير العلماء في تركيا

والذي شارك في ترجمة كتاب الظلال لسيد قطب رحمه الله وخدم علوم الشريعة طيلة عمره في سبيل الله في جامع الفاتح في إسطنبول

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

إنا لله وإنا إليه راجعون

أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة له وأن يحسن نزله ولا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده وأن يحشرنا معه تحت ظل عرشه مع النبيين والصديقين والشهداء اللهم أمين

من تلاميذه:

المهندس ممدوح عرعور (صويصال)