كلمات في رثاء العالم الداعية مربي الأجيال الشيخ محمد أمين سراج (5)

كتب الأستاذ الشيخ موفق العمر:

رحمات الله تترى على الشيخ المحدث محمد أمين سراج شيخ الفاتح

زرته في مجلسه العلمي في بيته بإصطنبول العامرة، بمعية بعض الأفاضل، فقال لي رحمه الله:

"أنا لا أقطع درس التحديث لأحد، حتى رئيس الجمهورية أراد لقائي في هذا الوقت فاعتذرت منه، لكن لأهل الشام ومجاهدي أهل الشام معزة غالية وكرامة"

فاستصغرنا أنفسنا أمام أهل الحديث، ورثة الحبيب صلى الله عليه...

اللهم احشره مع حبيبه ونبيه برحمته يا أرحم الراحمين.

وكتبه الفقير

موفق العمر

وكتب الأخ الحبيب الشيخ موفق الشيخ إبراهيم:

العلماء هم حصن الأمَّة.. وخطُّ دفاعها الأول في وجه الأعادي وفي وجه أعاصير الأفكار والمذاهب الفاسدة الهدَّامة التي تعصف بآحادها.

وبما أن العلماءَ هم أمناء الله في الأرض.. وهم الذين يسوسون العبادَ والبلادَ والممالكَ.. فموتُهم فسادٌ لنظام العالَم.. ولهذا لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدِّين.. منهم خالفاً عن سالفٍ، يحفظُ بهم دينَه وكتابَه وعبادَه.

قبل ساعتين من الآن.. أذيع خبر وفاة العالم الفاضل والشيخ الجليل محمَّد أمين سراج.. في مدينة اسطنبول عن عمر فاق التسعين قضاها في خدمة قضايا المسلمين.. وفي سبيل نشرعلوم الشريعة في وسط الشارع التركي.. عليه سحائب الرحمة والرضوان.

وكنت قد زرته في غرفته في مسجد السلطان محمد الفاتح قبل ثلاث سنوات.. فلمست فيه وقار العلماء وسمات الإخلاص.. عوَّض الله الأمَّة أمثاله.. ولذويه ومحبيه وتلامذته خالص العزاء.

وكتب الأخ الحبيب طالب صديق يحيى:

الشيخ محمد امين سراج شيخ العرب في اسطنبول تشرفت بلقائه اول مرة سنة ١٩٨١ وبعدها تتابعت اللقاءات عندما كان يزورنا اساتذتنا من خارج تركيا ويرغبون بزيارة الشيخ، زرته على سبيل المثال وليس الحصر مع الشيخ عبد الله علوان، والدكتور فتحي يكن، والشيخ عبد الفتاح أبوغدة، والأستاذ عدنان سعد الدين والشيخ مجد مكي والشيخ حسن قاطرجي وغيرهم.

كانت له علاقة مميزة مع الشيخ عبد الفتاح فعندما كان الشيخ يزور اسطنبول تجده يفرّغ نفسه تماما له، ومن حب الشيخ له جعل اهداء الترجمة التركية لكتابه (صفحات من صبر العلماء)الى الشيخ امين، كما كانت له علاقة مميزة مع الاستاذ مصطفى الطحان، كان يعتبر نفسه الأب الروحي للطلبة العرب في اسطنبول وكنا نعتبره كذلك، وكان شديد الاهتمام بوقف دار السلام يسألنا عنه باستمرار ويحرص على حضور المناسبات التي يقيمها الوقف ويحض طلابه على التواصل معنا، كما كان مهتما بالمدرسة العربية السعودية دائم السؤال عن اخبارها وعندما كان يلتقي بالقنصل السعودي في المناسبات يوصيه بها خيرا. كانت زيارته في العيد في بيته خلف جامع الفاتح احدى السنن الراتبة بالنسبة لنا.

وللشيخ اهتمام شديد بقضايا العالم الاسلامي، وكان له اهتمام خاص بالقضية السورية ويعتبرها قضيته ويتحدث عنها امام المسؤولين الذين يلتقي بهم وعلى كل المستويات وشهدت بعضها شخصيا.

لقد كان لنا بمثابة الأب نفزع اليه في أفراحنا وأتراحنا فنجد لديه الابوة الصادقة والصدر الحاني والرأي والمشورة، دعوته لعقد قرآن ابنتي فلبى الدعوة وكان مع الشيخ منير الغضبان شاهدي العقد، وحضر العرس وأهدى صهري اديب نسخة مميزة من القرآن الكريم وكتب الاهداء عليها واوصاه خيرا بأهله.

وعندما توفيت والدتي رحمها الله تعالى وصلينا عليها في جامع الفاتح طلبت منه ان يؤمّنا في صلاة الجنازة تحامل على نفسه وخرج من غرفته الى ساحة الجامع متكأ على طلبته وأمّ الصلاة.

رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة وجزاه الله عنا خير الجزاء واوفاه وحشرنا معه تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وكتب الأخ محمد أبو بكر باذيب:

إنا لله وإنا إليه راجعون..

أعزي الامة الإسلامية عامة وعلماء اسطنبول خاصة

وطلبة العلم وكافة محبي شيخنا الجليل

الشيخ محمد أمين سراج بوفاة شيخنا الجليل

الذي انتقل الى رحمة ربه وعفوه وجناته هذه الليلة

اللهم ارحمه رحمة الابرار واسكنه جنات تجري تحتها الانهار

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وكتب قبل ذلك في 25 آب 2013:

مولانا وشيخنا المبارك الصالح محمد أمين سراج. بهجة اسطنبول وبقية رجالها الاعلام.

التقطتها له في خلوته يوم الجمعة عند توديعي اياه.. حفظه الله وجمعنا به في عافية.

وفيه اقول:

ايها الناظر ذا نور السراج ** يتبدى لا ترى فيه اختلاج

فتمعن في ضياء شارق ** يشبه الفجر اوان الانبلاج

حفظ الله امينا في الورى ** شائق الوصف وصوفي المزاج

واقصد الفاتح تلقاه به ** حارسا للدين ما فيه خداج

صانه الله وابقاه لنا ** هاديا دوما يقيم الاعوجاج

محمد باذيب

وكتب الأخ إياد أحمد الغوج:

لا إله إلا الله.. شهَقَتْ بها نفسي وقد بلغني النبأ الذي طالما كنتُ أخشاه.. رحل الشيخ عن هذه الدنيا الفانية.. ورحلَتْ معه آخرُ عينٍ رأت شامةَ العصر الماضي الإمامَ الزاهد الكوثري قدَّسَ الله رُوحَه.. إنها عينُ شيخِنا العالِم المربّي، المجاهد الصابر القدوة، شيخِ جامع الفاتح ورُكْنِه الشديدِ الأنيسِ معًا.. الذي كان يأوي إليه فيه طلبة العلم وأهل الدِّين، لعقودٍ طويلة.. إنه الشيخ محمد أمين سَرَاج، رحماتُ الله تعالى تتغشّاه.. عُمِّرَ فكانت الحياةُ خيرًا له.. وفارق الدنيا طَيِّبَ الذِّكر، زكيَّ الأثر، ناصعَ الجَبِين، ثابتًا على أمر الحقِّ والدِّين، ناصحًا لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. أمسِ الجمعة، السابعِ من رجب الأصبّ، من عامنا هذا 1442 للهجرة.

أكرمني الله تعالى بلُقياه منذ نحو عَقدَين من الزمان، فضافني في منزله العامر، وأطعمني من طعامه، وأطلعني على مكتبته ورسائله، وفيها خطوطُ شيوخه الكرام، وتشرّفتُ بإعداد إجازته التي كان يُجِيزُ بها مُستجيزِيه، وخَرّجتُ بأسانيده الكوثرية السَّنِية «أربعينَ حديثًا في محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقوقه على الأنام»، قُرِئتْ عليه في إسطنبول وفي الحرمَين الشريفَين، ولم أزل أتبرَّك بزيارته من حينٍ إلى حين، حتى حقَّ الأجلُ المحتوم، فرضيَ الله عنه وأرضاه، وجعل الجنةَ متقلّبه ومثواه، وأخلف الأمةَ مَن يقوم مقامَه في العلم والدين وسَنَن السالفِين.