كلمات في رثاء العالم الداعية مربي الأجيال الشيخ محمد أمين سراج (2)

كتب الأستاذ الداعية راشد الغنوشي:

رحم الله اخانا وشيخنا محمد امين سراج الدين أحد آخر كبار علماء الاسلام في تركيا وأب لأجيال من الدعاة وحفظة القران. درس في مسجد الفاتح لحوالي ثلاث ارباع قرن اجيالا من الدعاة والعلماء.

واجه بجسارة عجيبة طغيان العسكر التركي في أوج جبروت علمانيته.

هو سليل بيت قراني علمائي عريق، فقد ذكر لي ان والده كان أحد الخمسة المتبقين من حملة الكتاب في الامةً التركية بعد انقلاب اتاتورك على الخلافة المصابة بالشيخوخة، مستهدفة الاسلام استهدافا بلغ حد حظر القران والآذان.. حتى ما بقي من حملة الكتاب غير خمسة كان والد سراج الدين أحدهم، فكانوا يلتقون طلبتهم سرا في البيوت والغابات المهجورة لتعليمهم القران.

ولقد مد الله في عمر الشيخ محمد سراح، فكان أحد كبار مؤسسي الحركة الاسلامية المعاصرة بقيادة أحد تلاميذه البروفسور المهندس نجم الدين أربكان وعلى يد تلاميذ هذا الأخير، منهم رجب الطيب وعبد الله غل وإخوانهم.

كان الشيخ سراج يتابع عن كثب وبإعجاب وحدب مسيرة الحركة الاسلامية في تونس، يواسينا في غربتنا ويشد من أزرنا ويبشرنا بان النصر قريب. رحم الله رحمة واسعة شيخنا وأخانا الكبير واسكنه أعالي الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا وجمعنا به في الفردوس الاعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر

راشد الغنوشي

وكتب الأخ الحبيب الشيخ حمدي أرسلان:

انتقل إلى رحمة ربه تعالى قبل ساعة تقريبا

مولانا دستكيرنا الشيخ / محمد أمين سراج

أستاذ الكل وكبير العلماء في تركيا

بقية السلف الصالح

والذي خدم لعلوم الشريعة الغراء 62 سنة في سبيل الله

في جامع الفاتح في إسطنبول

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

إنا لله وإنا إليه راجعون

من تلاميذه

حمدي أرسلان

وكتبت على صفحتي لما بلغني نبأ نعيه:

وفاة كبير علماء تركيا ودعاتها شيخنا العالم المربي #محمد_أمين_سراج:

بلغني قبيل قليل مساء الجمعة 7 من رجب 1442 هـ الموافق 19 شباط "فبراير" 2021م نبأ وفاة شيخنا العالم الكبير والداعية الجليل المجاهد الصامت معلم الأجيال ومربيهم أستاذنا وشيخنا ومجيزنا الشيخ محمد أمين سراج عن عمر مبارك ناهز الثالثة والتسعين.

وهو آخر تلاميذ الإمام الكوثري، وقد تشرفت بلقائه في مطلع القرن الخامس عشر الهجري في الثمانينيات ميلادي عندما كان يزور تلاميذه في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهم من خيرة الشباب المسلم الواعي الذين صحبتهم في جامعة أم القرى بمكة، وكان الشيخ دائم التعهد والرعاية لهم.

وما يكاد يمر عام إلا ويحضر الشيخ للعمرة أو الحج، ثم أكرمني الله بلقائه مجددا في أول زيارة لي إلى إصطنبول سنة1427هـ - 2007م، وزرته في جامع محمد الفاتح بغرفته، وأجازني كتابة وشفاها أكثر من مرة، وتشرفت بزيارته في بيته، وفي كل زيارة لإصطنبول أقصده للسلام والدعاء، وأهديته بعض مؤلفاتي ومنها تفسيري " المعين" وقد طالع فيه وقرره في بعض دروسه وكان يثني على عملي فيه تشجيعا لي.

وما عقد مؤتمر علمي أو دعوي إلا وكان الشيخ في مقدمة الحاضرين والمشاركين.

ثم أوردت له ترجمة مختصرة.

كتب الأخ المؤرخ المسند الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد:

الله أكبر. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

في مساء هذا اليوم، يوم الجمعة المبارك السابع من رجب الخير سنة ١٤٤٢هـ، فاضت الروح الطاهرة الزكية من جسد العالم الرباني بقية السلف الصالح عن ٩٠ سنة، الذي قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين والدين الحنيف والتدريس والإرشاد، سيدنا ومولانا وشيخنا ومجيزنا محمد أمين سراج التوقادي الإسطنبولي الحنفي الأزهري عليه الرحمة والرضوان. فقد أحيا الله به العلم الشريف من فقه وحديث ودعوة لعقود من الزمن تاركاً خلفه الكم الغفير المبارك من العلماء والدعاة الذين قضى عمره في تدريسهم وتعليمهم مع الزهد في المظاهر والمناصب والإقبال على الله في العبادة حتى أصبح علم الأعلام في تلك البلاد.

وكانت تربطه صلة وثيقة ومحبة وتتلمذ على صديقه ورفيق دربه شيخنا العلامة المحدث المحقق عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى.

وكلاهما كان لهما الشرف في بالإجازة والملازمة للإمام محمد زاهد الكوثري قدس الله روحه الطاهرة.

وتربطني به صلة قوية، وقد أجازني بلفظه وخطه سنة ١٤١٠ هـ، أي قبل ٣٢ سنة، وتكرم وقرظ كتابي (الإمام محمد زاهد الكوثري وإسهاماته في على الرواية والإسناد). وقد تشرفت بمعرفته سنة ١٤٠٧ هـ عن طريق أحد الكتبية في إستانبول. رحم الله الجميع.

وبوفاته تغيب شمس أشرقت لعقود ولكنها تبقى منيرة بعطائه وتلامذته، يضيء من خلالها الطريق للأجيال القادمة والمتوالية.

رحمه الله تعالى وغفر له.

وكتب الأخ الشيخ يحيى غوثاني:

إنا لله وإنا إليه راجعون

بلغنا قبل قليل خبر وفاة علامة تركيا المعمر الفقيه الداعية الشهير الشيخ أمين سراج هذه الليلة يوم الجمعة 7 رجب 1442 هـ رحمه الله رحمة واسعة

وتعرفت عليه أول ما تعرفت عليه سنة 1408 في مكة المكرمة بصحبة شيخنا الشيخ سعيد العبد الله المحمد ثم لقيته مرات ومرات في المدينة المنورة وفي استامبول وقرأت بحضوره شيئا من القرآن قديما على شيخ القراء في استامبول الشيخ عبد الرحمن قورسس أفندي وأجازاني كلاهما ، ثم حضرت بعض مجالسه في غرفته في مسجد الفاتح وكان كلما لقيني هش وبش وسر سرورا بالغاً لأنه يحب أهل القرآن ، ومرة زرته بصحبة ولدي حمزة فقلت له هذا ولدي حافظ القرآن فهجم علي يده فقبلها وقال ما شاء الله حافظ ودعا له ووجه إليه بعض النصائح أسأل الله ان ينفعنا بالصالحين.