العلامة الدكتور محمد أمين المصري

(1333ـ1397هـ =1914ـ1977م)

ولادته ونشأته ودراسته:

ولد الدكتور المصري ـ رحمه الله تعالى ـ في دمشق، وبعد إنهاء دراسته الثانوية عمل في سلك التدريس، ونشأ مع فتية من جيله على حب الإسلام ومطالعة كتبه.

وقد أثر فيه كتاب «إحياء علوم الدين» كثيراً حتى آخر حياته، وكان يتميز بإرادة صلبة، جعلته يطبِّق كثيراً مما يمر معه في الإحياء للغزالي، مهما كان هذا الذي يطبِّقه.

وقد ساهم ـ رحمه الله تعالى ـ في الندوات العلمية إسهاماً جيداً، وكان يحضر دروس عالم الشام الشيخ: محمد بدر الدين الحسني ودروس الشيخ: أبي الخير الميداني وغيرهما.

حصل على الشهادة الجامعية في الأزهر بعد عام 1941م، ومن ثم حصل على تخصص التدريس، ثم عمل مدرساً في ثانويات دمشق.

وكان له صلة طيبة بالدعوة الإسلامية في مصر، كما كان حريصاً على حضور محاضرات الأستاذ « حسن البنا» ـ رحمه الله تعالى ـ، والعلامة محمد الخضر حسين.

وكان يركز في دروسه ومحاضراته على سورة الأنفال وتفسيرها يريد من وراء الأنفال أن يذكر بدراً، والقلة المؤمنة، القلة التي تنقذ الموقف.. وألقى محاضرات عديدة في مسجد المرابط بحي المهاجرين بدمشق، وفي مسجد الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حتى ظن الظانون أنه لا يحسن غير سورة الأنفال، وكان يمازح من يعرفه ويقول:« أنا لا أعرف إلا تفسير سورة الأنفال!».

وكان تواقاً إلى تخريج دعاة ومجاهدين، لا موظفين وأصحاب شهادات، فكان كثير الاهتمام بعلوم التربية، يرى أن المشكلة الأساسية والأولى هي: كيف نربّي؟ هل نربّي الأطفال والشباب على الخوف وحب الوظيفة أم على الجهاد؟ ويذكر دائماً السيدة عفراء التي قدَّمت للإسلام سبعة من أولادها الشباب، استشهدوا في المعارك الأولى في الإسلام.

وفي عام 1951م، عُيِّن مُلحقاً ثقافياً للسفارة السورية في باكستان، وبقي هناك خمس سنوات، وقد اضطلع خلال هذه الفترة بجهود طيبة في نشر اللغة العربية لغير أهله?سورية في باكستان، وبقي هناك خمس سنوات، وقد اضطلع خلال هذه الفترة بجهود طيبة في نشر اللغة العربية لغير أهلها.

وفي عام 1956م، سافر إلى بريطانيا للتحضير لرسالة الدكتوراه وحصل عليها عام 1959م، كان موضوعها « معايير النقد عند المحدثين» ورجع مدرساً في كليَّة الشريعة في جامعة دمشق.

ومما يذكر هنا أن المستشرقين أبوا أن يكون موضوع دراسته نقد « المستشرق شاخت» فاختار موضوعاً في الحديث. وكان له ـ رحمه الله تبمكة المكرمة، كان يحذر من ابتعاث أبناء المسلمين إلى ديار الغرب.

وفي عام 1965م، سافر إلى السعودية للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز ـ كليِّة الشريعة ـ في مكة المكرمة، وقد شارك في تأسيس قسم الدراسات العليا فيها.

قال الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته: "ولمّا أُسّس أول قسم للدراسات العليا في المملكة في مكة المكرمة كانت اللجنة التي وضعت نظام هذا القسم مؤلَّفة من عميد كلية التربية في تلك الأيام الأستاذ البغدادي، وأخي الدكتور أمين المصري رحمة الله عليه، وهو الذي سعى في إنشاء هذا القسم وألحّ في هذا السعي وصبر فيه على المتاعب".

وقبل وفاته بثلاث سنوات، انتقل إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، رئيساً للدراسات العليا فيها، وكان له دور في وضع مناهجها.

أبرز كتبه ومؤلفاته:

من كتبه الشهيرة والمطبوعة:

1ـ الطرق الخاصَّة للتربية الإسلامية.

2 ـ من هدي سورة الأنفال، دار الأرقم بالكويت 1400هـ.

3ـ لمحات في وسائل التربية الإسلامية وغاياتها، بيروت دار الفكر، 1398هـ، ط4.

4 ـ المسؤولية، طبعة(2)،الكويت دار الأرقم، 1400هـ.

5 ـ المجتمع الإسلامي: وجهة التعليم في العالم الإسلامي، ط4، الكويت، دار الأرقم 1406هـ.

6 ـ وله أيضاً: محاضرات في فقه السيرة، ومحاضرات في العقيدة لم تطبع حتى الآن.

وفاته:

توفي في سويسرا على إثر عملية جراحية في أحد مستشفياتها ونقل جثمانه إلى مكة المكرمة، حيث دفن فيها، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.كان ذلك في شهر رمضان 1397هـ([1] ).

المصادر:

علماء الشام في القرن العشرين وجهودهم في إيقاظ الأمة للأستاذ محمد حامد الناصر. ص193ـ199.

تم نشر هذه الترجمة 2009 وقد تم إعادة نشرها وتنسيقها 6/1/2019

 ====

([1] )ينظر: مقدمة كتابه « المسؤولية» ص10ـ11، دار الأرقم ـ الكويت، 1400هـ، بقلم: محمد سليمان العبدة.