الشيخ نايف العباس

نايف بن حامد العباس

(1331ـ1407هـ =1912ـ1987م)

العلامة الموسوعي، المربّي المحقق.

العلامة الكبير الفقيه الأصولي المحقق المؤرخ الزاهد الشيخ : محمد نايف بن حامد العباس الإنخلي الجيدوري ثم الدمشقي الشافعي. وجده والد أبيه اسمه عباس وهو من عائلة الفروان المشهورة .

ولاته ونشأته:

ولد في بلدة إنخل في حوران في سوريا، ونشأ فيها، وتعلم في الكتَّاب، ودرس على يد والده الشيخ حامد العباس بإنخل ، ثم على يد الشيخ أحمد البصراوي، ثم قدم به الشيخ علي الدقر إلى دمشق ودرس على يده الفقه والتفسير والعقائد، ثم رقّاه الشيخ علي الدقر ليحضر دروس المحدث الأكبر بدر الدين الحسني والذي أجازه بكل علوم الحديث والفقه والعربية.

وأصبح عالما يعلم الطلاب في بيته ومسجده بدون أجر... كان لا يُرى إلا وفي يده كتاب، وكأنه جزء منه.

وقد تميز عن علماء عصره ـ كما يذكر تلامذته ـ باطلاعه على ألوان الثقافة العصرية، وبمعرفته الواسعة في التاريخ العالمي، والتاريخ الإسلامي بشكل خاص، وكان يقرأ أنواع الدوريات، خلافاً لمشايخ عصره.

ومن أبرز أخلاقه: التواضع والزهد، وقد درَّس علم النفس،وكان هذا أمراً نادراً.

من تلاميذه: الدكتور محمد أديب الصالح، والأستاذ محمد علي دولة، و الأستاذ محيي الدين مستو، وقد زرته مرارا في غرفته بجامع تنكز بدمشق ، ورأيت شيخنا أحمد القلاش يزوره ويراجعه في بعض مباحث العلم، ويثني على تحقيقه وانقطاعه للعلم.

وقد أعرض الشيخ عن التأليف في الغالب، واشتغل بالتعليم( شأن أكثر مشايخه وزملائه).

كان الشيخ نايف شافعي المذهب، نبغ في علوم الفقه وخاصة الفرائض، واشتهر بين علماء عصره بالفرضي الأول، درَّس العلوم الشرعية في مساجد دمشق، ومعاهدها الشرعية، فأقبل عليه الطلاب من دمشق، وبلاد الشام عامة، ومن تركيا وشمال أفريقية، وغيرها من البلدان لتلقي العلم على يديه والأخذ عنه.

درَّس في الثانوية الشرعية، ومعهد العلوم الشرعية الذي أسسه الشيخ بدر الدين عابدين، وفي المدرسة السميساطية، ومعهد الفرقان.

ومن مساجد دمشق التي درَّس فيها: مسجد تنكز، ومسجد باب المصلَّى، وكانت غرفته الفسيحة فوق المسجد، موئلاً لطلاب العلم، واستقبال الدارسين، وطالما استفاد طلاب الجامعة في دمشق والوافدين إليها من علمه، وتواضعه، خلال دراستهم الجامعية، وزياراتهم له في سكنه.

ومن المساجد التي درس فيها أيضاً: مسجد الدقاق، ومسجد الحسين... وكان خطيباً بارعاً يؤم الناسُ مسجده من مكان بعيد.

وقد اهتم الشيخ في التحقيق وكان من أبرز كتبه التي حققها:

ـ جوامع السيرة النبويَّة لابن حزم، مراجعة وتعليق، ط2، دمشق.

ـ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين لمحمد الخضري، تحقيق وتعليق، ط6، دمشق، وبيروت.

ـ حياة الصحابة: لمحمد يوسف الكاندهلوي (تحقيق وشرح الغريب وفهارس) بالاشتراك مع تلميذه محمد علي دولة، ط2 دمشق.

ومن مؤلفاته :

ـ تهذيب شرح جوهر التوحيد، وتهذيب وتحقيق تاريخ الخلفاء للسيوطي، دمشق دار الألباب.

لقد كان ـ رحمه الله تعالى ـ عالماً محققاً ثقة، أواباً إلى الحق، عابداً متواضعاً، أثره محمود في أهل بلدته، وفي دمشق من خلال مساجدها وطلابها.

وفاته:

توفي الشيخ - رحمه الله تعالى- إثر حادث سيارة صدمته في شارع الثورة بدمشق في يوم الخميس (12رجب 1407هـ)، الموافق: (12/3/1986م).

وحُمِلَ الشيخ نايف العباس إلى مدينة إنخل في محافظة درعا، وخرج في جنازته جمع كبير من أهل العلم والفضل والجاه، ودُفِن في مقبرة مدينته بعد أن صُلِّي عليه..

المصادر:

علماء الشام في القرن العشرين وجهودهم في إيقاظ الأمة للأستاذ محمد حامد ناصر ، ص31ـ33.

ترجمة في صفحة مدينة انخل على الفيسبوك 

تم نشر هذه الترجمة بتاريخ 2009 وتم إعادة تنسيقها ونشرها اليوم