الشيخ زكريا الرحال

مولده:

ولد الشيخ زكريا في قرية دير بعلبة قرب حمص عام 1972م من أبوين صالحين.

أسرته:

متزوج وله خمسة أولاد:يحيى وبه يكنى، حمزة، محمد نور، أسماء، براءة.

دراسته العلمية:

درس العلوم الشرعية في كلية الشريعة جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1994م.

عكف على دراسة كتب الإمامين الغزالي والنووي رحمهما الله وتأثر بهما تأثراً ملحوظاً، وكان يلقي دروسه من كتبهما.

كما انكبَّ على سماع دروس شيخه محمد سعيد رمضان البوطي، وقراءة كتبه، وحضور مجالسه أحياناً.

نشاطه الدعوي:

إمام وخطيب جامع الحسن بن علي رضي الله عنهما منذ عام 1992م إلى أن توفَّاه الله تعالى.

مدرس في الثانوية الشرعية في حمص ودير بعلبة.

مدرس ديني في المساجد التالية: (البر، عمر بن عبد العزيز، أبو بكر الصديق).

مشاركاته الشعرية:

نال المركز الأول في مسابقة مهرجان تدمر لشعر الناشئين عام 1988م.

شارك في العديد من الندوات العلمية والأمسيات الشعرية على مستوى المحافظة والقطر.

نشر العديد من قصائده في بعض الصحف السورية: ( المسيرة، حمص، العروبة).

صدر له بعد وفاته ديوان: «نبضات حب» قال في تقديمه الدكتور نور الدين عتر:«فإن نفحات القلب الصادقة تنفذ من الآذان إلى أعماق القلوب، وتتجاوز الأشباح لتخامر دخيلة الأرواح، فتسبك النفس بصبغة الصفاء، وتسلك باللسان طريق الصدق والوفاء.

وهذا الديوان للأخ الشاعر الشيخ زكريا الرحَّال فقيد الشعر والأدب، وفقيد العلم والفضل هو من هذا اللون الذي تفيض به الشاعرية الصادقة من أعماق قلب مرهف الحس، وروح نفّاذة في خطاب القلوب والأرواح، تحمل معاني الحب الإلهي، وشعار الحب في الله تعالى الذي يرفع صاحبه أن تجب له محبة الله تعالى بفضله سبحانه وامتنانه».

وقدم له أيضاً فضيلة الشيخ عدنان السقا،وقال:« شاء الله تعالى وقدر أن يظهر هذا الديوان بعد وفاة صاحبه بأيام، وكم كان يود أن يراه متداولاً ينتفع به الناس.

هذا الشعر الرطب يعبِّر عن العاطفة الصادقة الطاهرة التي لم تتلوث بالهبوط إلى عالم الشهوات المرذولة، ولكنها احتفظت بنقائها وسموِّها، وزادت رفعة وتألقاً لأنها عرفت ربها وأحبته وتذلَّلت له، وعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشقته، فكانت نبضات حُب خرجت من قلب محب.

إذا قرأت يا أخي هذه القصائد، وجدت فيها طُهر الكلمة وسموّ الفكرة وخفقة القلب، وشعرت أن قائلها لم يتكلَّف فيها وإنما ترك روحه على سجيتها تنبض بهذه المعاني وتنساب لحناً شعرياً بحروف مفعمة بالنور».

خصاله وسجاياه:

كان ـ رحمه الله تعالى ـ وسيماً قسيماً، نقياً تقياً، حليماً واسع الصدر، مَنْ رآه أحبه، ومَنْ خالطه عشقه، ومَنْ تذوَّق شعره طرب، يحبُّ الفقراء والمساكين، يحترم الكبير، ويعطف على الصغير، ويحسن إلى جيرانه، ويكرم ضيوفه، يُعظِّم العلم، ويحترم العلماء، ويتأدب مع الصالحين والأولياء، ويُحسن الظنَّ بالمؤمنين.

تخلَّلت محبة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذرَّاته، ترى ذلك واضحاً في قصائده، دائم الحنين إلى قرب مولاه، يحسُّ أنه غريب في الدنيا، يأمل أن تزول غربته بمجاورة الحبيب، ولقياه. صدق مع الله فأناله الله مُبتغاه.

وما أحسن ما قال في ديوانه «نبضات حب » تحت عنوان «غريب »:

غريبٌ والحنينُ لدار خلد وقد زاد الحنين إلى الديــــــــار

تشبُّ بخافقي نار اشتياقي وأعياني عن الشوق اصطباري

أنا يا أيها الحادي غريــــب وقد خلَّفت في بلدي صغـاري

وهل أشكو لغير الله بـــثي وحزني والتياعي وافتقـــــــاري

متى يا غربتي عني تــزولي وأنعم بالنبيِّ المختار جــــــاري

وأنعم بالرضا عند الـتداني وأهنأ في محبته عـــــــــــــــذاري

متى نلقى الأحبة في جنان فلا ليلي أنام ولا نهــــــــــــــاري

وأنظر وجه بارينا يقيــــــنا ويا طيب اللقا بعد انتظـــــاري

وفاته ـ رحمه الله تعالى ـ:

وافته المنية في ريعان شبابه في الخامسة والثلاثين من عمره، وهو في طريقه إلى الحج إثر حادث سير أليم بـ «تبوك» مع مجموعة من إخوانه وأدخل المستشفى، وفاضت روحه الطاهرة ليلة الاثنين 21/12/1428هـ الموافق 30/12/2007، ثم نقل إلى المدينة المنورة فصلي عليه فجر الأربعاء 2/1/2008، وشيع إلى مثواه في مقبرة البقيع، بين آل البيت الأطهار والصحابة الأبرار رضي الله عنهم أجمعين.