لقاءات علماء ومشايخ حمص (10)

كانت لمشايخ حمص لقاءات رتيبة وغير رتيبة، يتدارسون فيها ما يردهم من أسئلة فقهية او لغوية أو أو الخ

ولن أذكر إلا ما عايشته منها معهم ومنذ خمسة وستين عاما تقريبا 

فلقاءاتهم اليومية عدا يوم الجمعة في المعهد العلمي الشرعي في مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه ثرية جدًّا.

ما أجمل تلك الصباحات التي كنت ترى فيها المشايخ يحضرون إلى ذلك المعهد العامر حيث ينتظرهم طلابهم وخلال الفسح بين الدروس يتدارس المشايخ ما يعرض لهم من مسائل يومية تردهم من أبناء بلدهم، وبهذه المدارسة تصدر الفتوى واحدة فلا تناقض ولا تضارب حتى إن بعض من لهم سؤال من الناس يتقصدون المجيء إلى المعهد وقت الفسحة بين الحصص ليسمعوا جوابا لأسئلتهم.

والذي كان يلفت نظري وأنا بينهم ووحدا منهم أن مدارستهم تلك تتم بروح طيِّبة ممزوجة بالفكاهة أحيانا وبالحب فيما بينهم وان مدارسهم الفقهية المختلفة شافعي حنفي غيره لم تحدث أي خلاف بينهم. رحمكم الله مشايخنا 

وسأذكر لكم يا سادة أسماء أولئك الأعلام:

والمشايخ عبد الفتاح المسدي، وصفي المسدي، عبد الغفار الدروبي، جميل مدور، أحمد الكعكة، حسن شمس الدين، محمد جندل الرفاعي. 

راتب السيد، تقي البيطار، ياسر المسدي رحمهم الله، فيصل الدروبي حفظه الله واعذروني ان كنت نسيت أحدًأ.

وقبل الظهر يخرج كل إلى مسجده إن كان إماما فيه والذي لا إمامة عنده يصلي في الجامع النوري الكبير حيث وسط البلدة، وهناك ينتظره الكثيرون ليسألوه عن ما يعرض لهم من أمور شرعية.

إن صلة الامة بعلمائها كانت قوية وطيبة وأعتقد أن القليل من أهل حمص من لا شيخ له يرجع إليه في أموره الدينية ويستشيره حتى في أموره الدنيوية.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين