رجل فقدناه: أديب علوان

آل علوان الحمصيين وآل الطرابلسي والزهراوي  وأرحامهم وأصهارهم:  

أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لفقيدكم وأسكنه فراديس جنانه  في هذا اليوم السبت 6 من ربيع ثاني من عام 1442 موافق 21 نوفمبر تشرين ثاني  عام 2020 توفي في المدينة المنورة الأستاذ المربي أديب علوان

آل علوان  : لقد عرفت حمص في القرن الماضي  كثيرا منكم علماء وفقهاء ومربين الشيخ محمد علوان، والشيخ توفيق علوان، ولطفي علوان   وغيرهم رحمهم الله وكان منهم فقيدنا الاستاذ أديب علوان

رحمك الله أبا عبد الوارث

رحمك الله مربي الأجيال

90 عاما مضت منها بالضبط 70عاما في قطاعين قطاع التربية والتعليم وقطاع  البر والخدمات الاجتماعية  

رحمك الله يارجل المواقف والمبادئ

رحمك الله كم هي حمص  فخورة ومدينة لك ولامثالك الذين لم ينحنوا أمام ظالم أو باطل

اعتقد ان رجال التربية لو أحصوا لكنت من أوائلهم  وان رجال التعليم لو ذكروا لكنت في مقدمتهم نعم و بشهادة من يخالفونك الرأي من حزبيين وعلمانيين وشيوعيين  قبل شهادة  من يوافقونك  حزت منهم  على تقدير منصف  تصاحبه  انحناءة لجهودك  العظيمة

70 عاما وأنت رافع الرأس ما دخل مفتش على إدارتك الا وأقر بأن كلمة ممتاز لا تفي بحقك فضلا عن  ان   يسجل عليك مخالفة إدارية أو تربوية او تعليمية

قبل كل شيء حافظت على عقيدة عشرات الآلاف من أبناء مدينة ابن الوليد في المدارس الابتدائية

ولولا ما وجد في سورية من حزبية ضيقة قاتلة وإنكار للمبدأ الحر النزيه  وتفضيل السوقة وارباع المتعلمين لكان ( منصب  وزارة التربية  كلها قليلا في حقك  )

واتمنى اليوم لو تكشف أوراقك وذاتيتك  والتقارير الإدارية  والتربوية والتعليمية التي كتبت  عنك لعرف الناس صدق ما أقوله  وأنني مقصر  بحقك

  أبا عبد الوارث؛ لقد عملت كل هذا بصمت واحتساب  ولو ان بلدا أوروبيا وجدت فيه شخصيتك لنحتوا  لك تمثالا فوق قمم الجبال  

انا اكره المدح الزائد والإطراء المبالغ فيه فضلا عن التألي على الله لكنني  والله أجد أنني  ومن اجل ان تعرف أجيالنا  رجالاتهم وعظماءهم يجب ان اقول عنك  هذا وأكثر  يافخر حمص، بل يافخر التربية والتعليم في سورية الحبيبة

 أبا عبد الوارث ولم تكتف بكونك رجل تربية وتعليم  فقط و نظرا لما حباك الله من طاقات  خيرية دخلت من الباب الواسع  على العمل الخيري عبر جمعية البر والخدمات الاجتماعية في حمص  هذه الجمعية التي عمرها  عشرات السنوات والتي أعطت الكثير  ومازالت تعطي وتعطي  تلك الجمعية التي قضت على التسول في حمص وقراها  تلك المزية وبشهادة عالمية -وانا اعي ما اقول - حيث لم ينافسها أحد في العالم كله (نعم في العالم كله  ) وفي هذا تقرير موثق  والمزية هي  منع التسول والقضاء عليه في محافظة حمص علما ان حمص بلد فقير ماديا و بلد عمال وفقراء   وليس بلدا صناعيا أو تجاريا  لقد كنت أنت  وإخوانك  الدكتور أنيس المصري  وعبد  الجليل كسيبي والبيطار  1 والبيطار 2 ، والشيخ واصل السباعي  والأستاذ عبد الودود الخطيب  وغيرهم وغيرهم رحمهم الله تعالى  وكل هؤلاء كانوا ملتزمين في عملهم الإنساني بما يقوله الشرع عبر شخصيتين  شرعيتين وهما الشيخ أبو السعود عبد السلام (بسمار )والشيخ عبد الغفار الدروبي رحمهما الله تعالى  اللذان كانا يغذيان الجمعية بالطاقة الروحية الهائلة  وبالراي الفقهي السديد

 إنها جمعية ساعدت الفقراء  على اختلاف أديانهم  من مسلمين ونصارى وأقليات  يعرفها الحمصيون

جمعية بنت أكبر مستشفى خاص وخيري في سورية كل ذلك بجهود الاستاذ المرحوم أديب علوان وإخوانه رحمهم الله تعالى.

وأخيرا ولنفس السبب المعروف و الذي هاجر من أجله   عشرة ملايين إنسان من سورية  الحبيبة  هاجر الأستاذ المرحوم  أديب  علوان  وكانت هجرته الى دار هجرة المصطفى صلى  عليه وسلم  حيث أقام فيها عدة سنوات يصلي في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم  قدر استطاعته   ويتلو القرآن الكريم الساعات الطوال في بيته   وفي الأيام الأخيرة كتب الله عليه من المرض المعروف   ما كتبه على كثيرين   فتوفي بسببه في المدينة المنورة وأسأل الله ان يكون قد  نال أجر الشهادة من ناحيتين من ناحية كونه مات في الغربة ( والغريب شهيد اذا مات) ومن ناحية كونه مات بطاعون ( الكورونا) ( والمطعون شهيد إذا مات )

رحمك الله أبا عبد الوارث  وغفر لك وبعثك تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  

اللهم اؤجرنا في مصيبتنا وعوض الأمة خيرا .اللهم بارك في أسباطه وذرياتهم  وأصهاره  وارحامه  وحواشيهم

ومرة أخرى ((إنا لله وإنا إليه راجعون ))

وعظم الله اجركم

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين