أئمة وخطباء المسجد النوري الكبير الذين عاصرتهم (6)

والحديث موصول عن حمص واحة العلماء:

وعدتكم أن أذكر لكم عمن عاصرتهم من أئمة وخطباء المسجد النوري الكبير

وذلك في سياق الحديث عن قرب العلماء من الأمة.

اتذكر من أئمة هذا المسجد الشيخ عبد الكريم اتماز السباعي رحمه الله صاحب التلاوة الخاشعة في الصلاة والمشية التي عليها السكون والوقار

كان الشيخ رجل تربية وتعليم وكان أستاذا قديرا وناجحا

وقد ذكرته مرة بشكل موسع في أحد منشوراتي.

ومن ائمة المسجد النوري الكبير: الشيخ محمود مندو ابو كامل الحافظ الجامع للقراءات، وكان حنفي المذهب، وكان له محل تجاري في بداية سوق التجار وهو وأخواه من حفاظ كتاب الله عز وجل رحمهم الله عز وجل.

ومنهم الشيخ عبد الله شركس رحمه الله ذلك الرجل الذي يعلوه الوقار والهيبة وكان ملتزما بالسنة أيما التزام، وكان إذا سلم عليه أحد والمؤذن يؤذن يؤخر رد السلام عليه حتى ينتهي الأذان، وحتى ينتهي هو من إجابة المؤذن.

ومن الائمة: الشيخ محمود السباعي أبو هشام رحمه الله، وكان استاذي في الفقه الشافعي في الإعدادية الشرعية.

ومنهم الشيخ نجم الدين الأبرش أبو عبد الكافي رحمه الله صلى الفجر إماما لمدة طويلة، ومنهم الشيخ أحمد كولكو رحمه الله تعالى.

وأما خطباء المسجد النوري الكبير فأتذكر منهم الشيخ نصوح بن الشيخ حسني السباعي، والشيخ رضا الجمالي رحمهما الله تعالى، كانا يتناوبان الخطابة يخطب هذا مرة وهذا مرة.

وكل واحد منهما سليل أسرة عريقة في العلم فآباؤهما واجدادهما من العلماء الحمصيين الأعلام.

واذكر من آخر الخطباء: الشيخ وحيد بحلاق رحمه الله، والشيخ وحيد غنيٌّ عن التعريف عرفه الناس بغزارة علمه وصفائه وقلبه الطيب وصوته العذب وأشعاره التي تعتبر منهلا لكل محب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ما تميز به الشيخ وحيد: علمه بالمواريث حيث برع فيه براعة تامة حتى الف فيه كتابا وتميز كذلك بالعلم بفن الاصوات والمقامات والطبقات الصوتية، وكان مدرسة في هذا الفن واما عن كرمه فحدث ولا حرج رحمك الله أبا صالح ورحم شيخك الشيخ محمد المعيني رحمه الله الذي اعتنى بك من أول حياتك وحتى وفاتك .

إخواني: ربما تتذكرون أسماء أخرى لأئمة هذا المسجد ذلك لأن ي اضطررت للبعد عن حمص أربعين عاما، وقد خطب على منبر هذا المسجد آخرون لكنهم كانوا ضيوفا على هذا المنبر وليسوا رتيبين.

حفظ الله الأمة وعلماءها ووعاظها وخطباءها وكل من فيه خير لهذه الأمة انه ولي ذلك والقادر عليه

إخواني: ذكرت هؤلاء الأعلام في معرض قرب العلماء من الأمة وهنا أكمل هذه الناحية لأقول إن المسجد النوري الكبير كان مجمعا للعلماء فإنك إذا صليت فيه فرضا فلا بد أن ترى فيه كثيرا من علماء حمص كالشيخ عبد القادر الخوجه

والشيخ طيب الاتاسي يصلي فيه فرض الظهر، والشيخ عبدالفتاح المسدي كذلك تجده فجرا وظهرا ، والشيخ محمد طاهر الرئيس، والشيخ ابو السعود عبد السلام بسمار، والشيخ محمد مندو، والشيخ عبد الجليل المراد، والشيخ بدر الدين الأتاسي والشيخ محمد جنيد، وأخيه الشيخ محمود وغيرهم كثير.

وبالمناسبة فإن مركز جمعية العلماء، انتقل من مسجد القاسمي إلى الجامع النوري الكبير حيث كانت لقاءات العلماء واجتماعاتهم تتم في مكتب جمعيتهم في ذلك المسجد العظيم.

واخيرا كنت إذا صليت في هذا المسجد صلاة من الصلوات الخمس تشعر أن المسجد ليس كغيره من المساجد، حيث كان ملتقى الحمصيين في كل وقت.

وأما صلاة الجمعة فيه فإنها محبَّبة جدا إلى قلوب الحمصيين، لذلك كنت ترى الجماهير من المصلين يقصدون الصلاة فيه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين