رجال في ذاكرتي : علماء - أدباء - دعاة الدكتور خالد أحمد الشنتوت

على ضفاف نهر العاصي في ريف حماة كانت نشأته ، ليكون كل شيء في هذه الحياه غير المستقرة والموفرة صعب المنال إلا ببذل الجهد بعيداً عن تطلعات الطفولة وأحلامها !؟

هذا حال أكثرأبناء الأرياف ! لاينتظرون حظاً مفاجئاً ، ولاثروة موروثة !؟يرون في العلم الطريق الذي يوصلهم إلى تحقيق الأمنيات ، وبلوغ الغايات !

كانت حماة حاضرتهم ، ولم تزل في نظر الكثيرين منهم مهوى الفؤاد ، ومبلغ المراد ! فنشأ في مدارسها ، وحصل على شهادة تؤهله للتدريس في المدارس الأولية ، ثم التحق بجامعة دمشق / قسم الفلسفة ، لينتقل من بعدها إلى الجزائر عام ١٩٧٤ ، وانتهى عقده بعد خمس سنين ، فعاد إلى سورية ، ولم يطل به البقاء إلا عاماً واحداً ،فانتقل إلى المدينة المنورة عام ١٩٨٤ للعمل مشرفاً طلابياً في مدارسها ... وفي هذه الفترة تعارفنا في منزل الدكتور حسين قاسم النعيمي - رحمه الله تعالى ، فوجدت فيه الناشط على مستوى حياته الخاصة والعامة ، يتابع تحصيله العالي ضمن تخصصه في مجال التربية والتعليم ،ليحصل بعد ذلك على درجة الدكتوراة في التربية عن رسالته (منهج التربية السياسية في المجتمع المسلم )

* * *

جمع بيننا أكثر من أمر : الاهتمام بشؤون الدعوة ، و موضوعات التربية والأدب الإسلامي ! وتوالت تآليفه التي بدأها بكتاب( دور البيت في تربية الطفل المسلم ) ووجد في سلسلة بشر التي صدرت لي في شعر الأطفال عام ١٩٨٣ بغيته ، فاستشهد بأناشيدها في فصل دو النشيد !

ومن خلال خطين متوازيين : التربية والأدب توالى إنتاجه حول السياج الذي يجب أن تحاط به الأسرة المسلمة !

وقد كان لعمله مشرفاً يطلع على مشكلات الأبناء في أخطر مراحل عمرهم ( رهم نوافذ على مايجري في البيوت ، ويظهر منعكساً على سلوكهم ) فقام بدراسات ميدانية للعديد من مشكلات الأسرة ، فكان منها كتبه : ( خطر المربيات غير المسلمات على الطفل المسلم ) محذراً من ترك الأبناء بين أيديهن و ( كيف نحمي أولادنا من رفاق السوء والمخدرات ) ناقلاً تجاربه الميدانية من خلال عمله مشرفاً اجتماعياً غير مكتف بالتحذير فحسب! عارضاً حلولاً مجدية لهذه المشكلة ! وكتابه ( تربية البنات في الأسرة المسلمة ) بإيجادالمحاضن الصالحة في بيت الأهل ثم الزوج ثم المجتمع ) ثم كتابه ( تربية الأطفال في الحديث الشريف ) من خلال المنهج النبوي وإضاءات الحديث الشريف في هذا المجال !! وغيرها من الكتب لينتقل إلى المحيط الأوسع كما في كتابه ( المسلمون والتربية العسكرية ) وقد قدم له المستشار على جريشة مبيناً أن حاجة المسلمين إلى التربية هذه الأيام حاجة ماسة ، ترتفع من مرتبة الحاجيات إلى مرتبة الضروريات ! وأن أنجح الدعوات والحركات في العصر الحديث هي التي اتخذت منهج التربية والتكوين أساساً وقاعدة انطلاق ، وأن التربيةبطريقة الجندية الإسلامية هي أحد أركان التربية الصحيحة .... وفي إطار المجتمع وإبراز دوره كان كتابه ( الانتخابات شهادة وأمانة ) و كتابه ( التربية السياسبة في المجتمع المسلم ) وكتابه ( كيف نربي أبناءنا على الشورى )

---------------------------------

خالد الشنتوت المربي والمهتم بالقضايا التربوية هو نفسه الأديب الذي يسعى من خلال فن القصة إلى إيصال أفكاره ورؤيته وقضيته ، مع مابين الأدب والتربية من وشائج تكاد تتماهى في كثير من الأعمال !!

وقد قرأت له قاصاً فبل أن أقرأ كتبه في التربية ... وبين يدي خمسة أعمال قصصية ، وهي جيعها تتحدث عن تاريخ سوريا بعد استيلاء عساكر حزب البعث على السلطة !؟ نستعرضها من خلال تاريخ وقوع أحداثها ، لامن من خلال نشرها وطبعها :

١- دم سقى الجولان : تتخللها أحداث وقعت قبل ذلك في حماة ، مهدت للنكبة باستخدام الجيش لقهر الشعب !؟

٢- عذراء حماة : عن انتفاضة المدينة في وجه الصلف البعثي الباطني !؟

٣- ميج وميراج ؛ عن حرب ١٩٦٧ والخيانات والتسليم !؟

٤- أطفال في شوارع حماة : عن انتفاضة المدينة عام ١٩٨٢ !!

٥- فتاة بابا عمرو : عن مواجهة الشعب في مدينة حمص للهجمة الباطنية عام ٢٠١١

وإلى جانب هذا التوثيق الأدبي الذي يوثق الأحداث من خلال خمسة أعمال قصصية ، كان كتابه (سورية مزرعة الأسد ) توثيقاً للوقائع والأحداث بتاريخها وتفاصيلها !!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين