على ضفاف نهر العاصي في ريف حماة كانت نشأته ، ليكون كل شيء في هذه الحياه غير المستقرة والموفرة صعب المنال إلا ببذل الجهد بعيداً عن تطلعات الطفولة وأحلامها !؟
هذا حال أكثرأبناء الأرياف ! لاينتظرون حظاً مفاجئاً ، ولاثروة موروثة !؟يرون في العلم الطريق الذي يوصلهم إلى تحقيق الأمنيات ، وبلوغ الغايات !
كانت حماة حاضرتهم ، ولم تزل في نظر الكثيرين منهم مهوى الفؤاد ، ومبلغ المراد ! فنشأ في مدارسها ، وحصل على شهادة تؤهله للتدريس في المدارس الأولية ، ثم التحق بجامعة دمشق / قسم الفلسفة ، لينتقل من بعدها إلى الجزائر عام ١٩٧٤ ، وانتهى عقده بعد خمس سنين ، فعاد إلى سورية ، ولم يطل به البقاء إلا عاماً واحداً ،فانتقل إلى المدينة المنورة عام ١٩٨٤ للعمل مشرفاً طلابياً في مدارسها ... وفي هذه الفترة تعارفنا في منزل الدكتور حسين قاسم النعيمي - رحمه الله تعالى ، فوجدت فيه الناشط على مستوى حياته الخاصة والعامة ، يتابع تحصيله العالي ضمن تخصصه في مجال التربية والتعليم ،ليحصل بعد ذلك على درجة الدكتوراة في التربية عن رسالته (منهج التربية السياسية في المجتمع المسلم )
* * *
جمع بيننا أكثر من أمر : الاهتمام بشؤون الدعوة ، و موضوعات التربية والأدب الإسلامي ! وتوالت تآليفه التي بدأها بكتاب( دور البيت في تربية الطفل المسلم ) ووجد في سلسلة بشر التي صدرت لي في شعر الأطفال عام ١٩٨٣ بغيته ، فاستشهد بأناشيدها في فصل دو النشيد !
ومن خلال خطين متوازيين : التربية والأدب توالى إنتاجه حول السياج الذي يجب أن تحاط به الأسرة المسلمة !
وقد كان لعمله مشرفاً يطلع على مشكلات الأبناء في أخطر مراحل عمرهم ( رهم نوافذ على مايجري في البيوت ، ويظهر منعكساً على سلوكهم ) فقام بدراسات ميدانية للعديد من مشكلات الأسرة ، فكان منها كتبه : ( خطر المربيات غير المسلمات على الطفل المسلم ) محذراً من ترك الأبناء بين أيديهن و ( كيف نحمي أولادنا من رفاق السوء والمخدرات ) ناقلاً تجاربه الميدانية من خلال عمله مشرفاً اجتماعياً غير مكتف بالتحذير فحسب! عارضاً حلولاً مجدية لهذه المشكلة ! وكتابه ( تربية البنات في الأسرة المسلمة ) بإيجادالمحاضن الصالحة في بيت الأهل ثم الزوج ثم المجتمع ) ثم كتابه ( تربية الأطفال في الحديث الشريف ) من خلال المنهج النبوي وإضاءات الحديث الشريف في هذا المجال !! وغيرها من الكتب لينتقل إلى المحيط الأوسع كما في كتابه ( المسلمون والتربية العسكرية ) وقد قدم له المستشار على جريشة مبيناً أن حاجة المسلمين إلى التربية هذه الأيام حاجة ماسة ، ترتفع من مرتبة الحاجيات إلى مرتبة الضروريات ! وأن أنجح الدعوات والحركات في العصر الحديث هي التي اتخذت منهج التربية والتكوين أساساً وقاعدة انطلاق ، وأن التربيةبطريقة الجندية الإسلامية هي أحد أركان التربية الصحيحة .... وفي إطار المجتمع وإبراز دوره كان كتابه ( الانتخابات شهادة وأمانة ) و كتابه ( التربية السياسبة في المجتمع المسلم ) وكتابه ( كيف نربي أبناءنا على الشورى )
---------------------------------
خالد الشنتوت المربي والمهتم بالقضايا التربوية هو نفسه الأديب الذي يسعى من خلال فن القصة إلى إيصال أفكاره ورؤيته وقضيته ، مع مابين الأدب والتربية من وشائج تكاد تتماهى في كثير من الأعمال !!
وقد قرأت له قاصاً فبل أن أقرأ كتبه في التربية ... وبين يدي خمسة أعمال قصصية ، وهي جيعها تتحدث عن تاريخ سوريا بعد استيلاء عساكر حزب البعث على السلطة !؟ نستعرضها من خلال تاريخ وقوع أحداثها ، لامن من خلال نشرها وطبعها :
١- دم سقى الجولان : تتخللها أحداث وقعت قبل ذلك في حماة ، مهدت للنكبة باستخدام الجيش لقهر الشعب !؟
٢- عذراء حماة : عن انتفاضة المدينة في وجه الصلف البعثي الباطني !؟
٣- ميج وميراج ؛ عن حرب ١٩٦٧ والخيانات والتسليم !؟
٤- أطفال في شوارع حماة : عن انتفاضة المدينة عام ١٩٨٢ !!
٥- فتاة بابا عمرو : عن مواجهة الشعب في مدينة حمص للهجمة الباطنية عام ٢٠١١
وإلى جانب هذا التوثيق الأدبي الذي يوثق الأحداث من خلال خمسة أعمال قصصية ، كان كتابه (سورية مزرعة الأسد ) توثيقاً للوقائع والأحداث بتاريخها وتفاصيلها !!
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في الصالحين، له أيادي بيضاء في نشر الوعي الديني والصحوة الإسلامية بالجنوب الجزائري في مدينة ورقلة أواخر السبعينيات من القرن الماضي، حيث تخرج على يديه ثلة من الاساتذة الذين صنعوا أمجاد العمل الإسلامي في ورقلة ومتليلي وغرداية.
يرجى تسجيل الدخول