مكانة حمص ومن سكنها من الصحابة (5)

وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات....

أتابع معكم منشورات عطر حمص، والآن اليكم المناسبات الدينية والدروس التي أذكرها والتي كانت تعطى خاصة في المسجد النوري الكبير في حمص ولكني ابدأ بالمناسبات الدينية ثم أثني بالدروس الرتيبة التي كانت تعقد في هذا المسجد الكبير وذلك في إطار حديثي عن علماء حمص

اولا المناسبات الدينية:

نعم كثيرة تلك المجالس التي تميز بها هذا المسجد

ابدأ بمجالس المناسبات الدينية وأتذكر وبنشوة ومنذ كنت في سن السابعة يعني اكثر من سبعين عاما انه كانت تعقد في الثاني عشر من شهر ربيع الاول من كل عام بعد صلاة العصر كانت تعقد جلسة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( قراءة السيرة النبوية ) ( ومجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )وهي الجلسة العامة والشعبية، وكانت جلسة مشهودة خاشعة نورانية وصدقوني انني وجميع الحاضرين على كثرتهم كنا نشعر وقت هذا الاحتفال ووقت قراءة السيرة النبوية او(المولد النبوي ) من قبل الحاج خالد ماضي وفرقته يرحمهم الله كنا نشعر بنشوة ونورانية خاصة وحضرة مباركة وسرور لا يعبر عنه ولا نشعر فيه بغير هذا الزمان والمكان حيث كان المسجد على اتساعه يغص بالناس كيف لا وهو مجلس قراءة للسيرة النبوية العطرة في ذكرى يوم مولده وبدون اية مخالفات شرعية او بدع لا اختلاط بين النساء والرجال بل لا نساء فيه اصلا المهم أصدقكم انه لا بدعة فيه ولا مخالفة للشرع البتة فقط هو مجلس لسماع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مختصر وهو مجلس صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء واخيرا توزيع الملبس الابيض (الحلوى) على الناس وخصوصا على الأطفال الذين كانوا يفرحون كل الفرح بهذه المناسبة الطيبة ولا أنسى وبنشوة رش ماء الزهر على رؤوس الحاضرين في آخر الاحتفال وهنا أترحم على الشهيد النقشبندي الشيخ إسماعيل السباعي رحمه الله رحمة واسعة ونور ضريحه وأعلى درجاته فهو بامتياز شيخ ماء الزهر وشيخ ماء الورد وشيخ اطيب الروائح في حمص وكان يحضر هذه المناسبة مع الجمهور الكبير اغلب علماء وصالحي حمص وللعلم فالمولد الرسمي الذي كان يحضره المسؤولون الرسميون والذي كان يعقد في مسجد الصحابي الجليل سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه لكن بعد صلاة الظهر من هذا اليوم الا ان الرسميات والشكليات التي ترافق حضور المسؤولين عادة كانت تؤثر سلبا على نورانية هذا المجلس.

وكان يعقد كذلك في المسجد النوري الكبير مجلس ثاني وهو مجلس الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج قراءة أحاديث وقصة الإسراء والمعراج الصحيحة بعد صلاة المغرب ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من كل عام وكان الذي يقرؤها الشيخ رضا الجمالي يرحمه الله ثم يلقي كلمة بعدها والدعاء وكانت ليلة سنوية طيبة ومباركة

ومن جملة ما أذكره عن هذا المسجد ان الشيخ الشهيد البربور المنشد ابو عبد الله رحمه الله تعالى كان يأتي احيانا من أريحا ويقيم حفلا انشاديا مشهودا ومتميزا في هذا المسجد يقيمه لوحده وبدن فرقة بحيث يجعل الحاضرين كلهم فرقته يرددون معه ولا انسى بعض كلماته ومنها

وعلى اليرموك تراتيل من آي الذكر وتنزيل 

ولا انسى ايضا

ولقد يسرنا القرآن للذكر فاين مرتله 

بصوت لا كالأصوات صدقوني أنى كنت أشعر أن المسجد كله ينشد مع المنشدين رحمك الله يا ضيف حمص ابو عبد الله البربور وجزاك الله خيرا فلقد كانت لك بصمة طيبة على حمص وأهلها.

وقد كان حفله يقام بعد درس الشيخ الداعية محمد علي مشعل رحمه الله، والذي كان يقام احيانا بعد صلاة المغرب من يوم الخميس وكثيرون ممن يقرؤون منشوري هذا قد حضروا هذا الدرس وحضروا المنشد الشيخ البربور رحمه الله واترك لهم التعليق على منشوري هذا

بإذنه تعالى

يتبع الدروس الرتيبة التي كانت تقام في المسجد النوري الكبير ومشايخها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين