مكانة حمص ومن سكنها من الصحابة (4)

حتى لا أتهم

إخواني رجاء اعذروني 

ليس لأن ني حمصي أذكر مكانة حمص الشام من بين مدن بلاد الشام إنما هو تاريخ ودين وعلم لا يكتم وباعتبار أنى أكتب عن علمائها فاسمحوا لي ان ابتدئ بذكر نبذة بسيطة وقصيرة بل وقديمة عن حمص ومسجدها. 

فحمص الشام المدينة التي حببت لكثير من الصحابة رضي الله عنهم فسكنوها وتوفوا فيها فقد أجمع المحدثون على أنه توفي في حمص خمسمائة من الصحابة رضي الله عنهم بينهم اثنان وسبعون من أهل بدر واهل بدر ثلاثمئة واثنا عشر رجلا يعني مدفون في حمص قريبا من ربع أهل بدر لا وبعض المحدثين والمؤرخين يوصلون رقم من مات بحمص من الصحابة إلى ثمانمائة أما من مر بحمص من الصحابة فهم ألوف اقل رقم انه ثلاثة الاف وهذا ما سمعته بأذني منذ اكثر من ستين سنة من شيخي وشيخ القراء والمحدثين في حمص القارئ الجامع والمحدث الثقة الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله تعالى، ولن اذكر كل شيء عنها فهذا يحتاج إلى كتاب من مجلدات إنما أذكر فقط ما يهمني فيما انشره عن بعض علماء حمص الذين علموني وعاصرتهم منذ حوالي سبعين سنة تقريبا وابدأ بحديث شريف عن فضل حمص الشام رواه الطبراني في الاوسط ورواه غيره كثير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين الفا لا حساب عليهم ولا عذاب مبعثهم ما بين البرث الاحمر وحائط الزيتون منها ) والبرث الاحمر معروف عند الحمصيين بالكثيب الأحمر في باب تدمر ومازال يدفن فيه والحديث ورد من عدة طرق بعضها رجاله رجال الصحيح ولن ازيد هنا شيئا

لكن وقبل أن ابدأ منشوري عن الدروس التي عاصرتها وحضرت أكثرها والتي كانت تقام في المسجد النوري الكبير أبدأ متبركا بأفضل وأشرف وأقدم مدرس في مسجد حمص الا وهو الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه فعن ابي مسلم الخولاني رحمه الله قال: 

دَخَلتُ مسجدَ حِمصَ فإذا فيه نحوٌ مِن ثلاثينَ كَهلًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا فيهم شابٌّ أكحلُ العَينَينِ، بَرَّاقُ الثَّنايا، ساكتٌ، فإذا امتَرى القَومُ في شيءٍ أقبَلوا عليه فسَأَلوه، فقُلتُ لجَليسٍ لي: مَن هذا؟ قال: هذا مُعاذُ بنُ جَبلٍ، فوَقَعَ له في نَفْسي حُبٌّ، فكنتُ معهم حتى تَفرَّقوا، ثُمَّ هَجَّرتُ إلى المسجدِ، فإذا مُعاذُ بنُ جَبلٍ قائمٌ يُصلِّي إلى ساريةٍ، فسَكَتَ لا يُكلِّمُني فصَلَّيتُ، ثُمَّ جَلَستُ فاحتَبَيتُ برِدائي، ثُمَّ جَلَسَ فسَكَتَ لا يُكلِّمُني، وسَكَتُّ لا أُكلِّمُه، ثُمَّ قُلتُ: واللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ، قال: فيمَ تُحِبُّني؟ قال: قُلتُ: في اللهِ تَبارَكَ وتَعالى، فأخَذَ بحُبوَتي فجَرَّني إليه هُنيَّةً، ثُمَّ قال: أبشِرْ إنْ كنتَ صادقًا؛ سَمِعتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: المُتحابُّونَ في جَلالي لهم مَنابرُ مِن نورٍ يَغبِطُهم النَّبيُّونَ والشُّهَداءُ، قال: فخَرَجتُ فلَقيتُ عُبادةَ بنَ الصَّامتِ فقُلتُ: يا أبا الوَليدِ، ألَا أُحدِّثُكَ بما حَدَّثَني مُعاذُ بنُ جَبلٍ في المُتحابِّينَ؟ قال: فأنا أُحدِّثُكَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرفَعُه إلى الرَّبِّ عزَّ وجلَّ، قال: حَقَّتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للمُتزاوِرينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للمُتباذِلينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحبَّتي للمُتواصِلينَ فيَّ.

الله أكبر معاذ بن جبل الشاب الذي توفي وعمره ثمان وثلاثون سنة إضافة إلى ثلاثين كهلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد حمص كلهم يرجعون إلى الصحابي الجليل الشاب معاذ بن جبل في امر دينهم ثم وأيضا وجود عبادة بن الصامت الصحابي الجليل رضي الله عنه والذي توفي عن عمر 72عاما يعني انه من كبار الصحابة رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم وهو موجود في حمص ايضا يحدث الناس في مسجدها وهنا اكتفي بهذا القدر عن حمص ومن سكن فيها لأعود بكم في منشور قادم مكملا مهمتي و متحدثا عن من عايشته من مدرسي هذا المسجد العظيم المسجد النوري الكبير المنسوب بناؤه إلى نور الدين زنكي رحمه الله تعالى، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين