فاطمة محمد سعيد المسعود - عالمة فاضلة
فاطمة محمد سعيد المسعود

بقلم: إبراهيم الخوجة الحلبي

انتقلت إلى رحمة الله تبارك وتعالى العالمة الفاضلة المربية أم يحي فاطمة الزهراء
ابنة الشيخ محمد سعيد المسعود مفتي مدينة الباب رحمه الله وزوجة الشيخ العالم الفاضل محمد زكريا المسعود في صباح يوم الثلاثاء الواقع في 28/ربيع الأنور/1430 الموافق 24/3/2009م عن عمر يناهز السابعة والستين عاماً.
ولدت الفقيدة رحمها الله وتعالى في مدينة الباب عام 1942م، وقد عاشت في كنف أسرة عرفت بالعلم والصلاح فأبوها الشيخ محمد سعيد المسعود، وجدها العالم المربي الجليل الشيخ محمد المسعود، وعمها الشيخ العلامة الشيخ محمد علي المسعود، وأخوها الشيخ أبو السعد محمد المسعود.
أنجبت رحمها الله تعالى ثلاثة ذكور كلهم من طلاب العلم الشرعي، وأربعة من الإناث، فقد كانت تحثّ أبناءها على تعلم العلم الشرعي والتخلق بالأخلاق النبوية الفاضلة ، وقد حصل كل أبنائها على إجازات في العلوم الشرعية.
فأم يحيى رحمها الله حفيدة شيخ فاضل ومربي كبير، وأبوها عالم فاضل وكذلك عمها وزوجها وأبناؤها وأصهارها كذلك كلهم طلاب علم فضلاء، وأختها زوجة الشيخ عبد الله المسعود حفظه الله، وهي عالمة فاضلة مربية تخرجت في كلية الشريعة جامعة دمشق.
درست أم يحي رحمها الله الابتدائية في مدارس الباب، وتابعت دراستها في الثانوية الشرعية في حلب، ثم التحقت بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وبعد أن تخرجت تشرفت بخدمة الدعوة والتدريس في ثانويات الباب لمدة طويلة، وخرجت لعارض صحي وتفرغت لتعليم العلوم الشرعية للنساء في جامع الفوارسي، وكانت لها مجالس خاصة في منزلها لتدريس طالبات العلم خاصة.
وكانت رحمها الله عاشقة ومحبة للقرآن الكريم وأقرأت الكثير من نساء البلدة وريفها، وكانت فقيهة حنفية ومفسرة لكتاب الله عز وجل.
تتلمذت رحمها الله على يد شيخها وجدها الشيخ محمد المسعود وعلى يد والدها الشيخ محمد سعيد المسعود وعلى عمها الشيخ محمد علي رحمهم الله جميعا.
حضرت الكثير من دروس الشيخ المربي أديب حسون رحمه الله أثناء إقامتها مع زوجها في حي أقيول في مدينة حلب.
وفي آخر حياتها ألمَّ بها المرض العضال إلى أن توفاها الله عز وجل.
وقبل وفاتها بدقائق قليلة قالت لابنتها يا بنية: أحضري ورقة وقلماً ثم أمرتها أن تكتب وصيتها، ومما أوصت به أن يخصص تعويضها من التربية للإنفاق على المسجد الذي بناه زوجها الشيخ زكريا قرب مزرعته في ضاحية قريبة من مدينة الباب.
رحمها الله تعالى ، وأجزل لها الأجر والثواب .