الشيخ محمود العطار العالم العامل الفقيه الأصولي

1284ـ1362

1867ـ1944 

ولادته ونشأته:

ولد في دمشق سنة 1284، وحفظ القرآن الكريم على والده محمد رشيد.

شيوخه:

ثم أخذ عن علماء أجلاء فقرأ أولاً على الشيخ محمد الحطابي النابلسي(ت:1323)، ودرس على الشيخ سليم العطار(1307)، والشيخ بكري العطار(1320)، والشيخ محمد العطار(1307) علوم الحديث والتفسير والآلة ( علم النحو ) كما قرأ على الشيخ محمد الخاني(1316)، وتلقى عن الشيخ عبد الحكيم الأفغاني(1326) الفقه والأصول والتوحيد والتفسير والحديث في سن مبكرة، واستمر عنده طالباً مُجدّاً ثلاثين عاماً، وكان من أخصِّ تلامذته.

ملازمته الشيخ بدر الدين:

ولازم المحدث الشيخ بدر الدين الحسني(1354) في دار الحديث الأشرفية مدة تزيد على أربعين سنة: قرأ خلالها عليه في الحديث وأصوله والبلاغة والنحو والمنطق. وهو من أجلِّ وأعلم تلاميذ الشيخ بدر الدين الحسني.

وزار مصر(1344) وله فيها إجازات وقراءات من أجلِّ علمائها، كالشيخ عبد الرحمن البحراوي، والشيخ سليم البشري شيخ الأزهر، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر، والشيخ أحمد أبو خطوة، والشيخ محمد الأشموني، وله إجازات أيضاً من علماء مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومن علماء الهند.

عُرف الشيخ محمود بغزارة علمه خاصَّة في الفقه والأصول , وكان دؤوباً على العلم والتعليم، صبوراً على تحمُّل المكاره في سبيل ذلك.

غرفته في دار الحديث:

أقام مدة بدار الحديث يُدرِّس، وكانت له غرفة خاصة بجوار غرفة شيخه المحدث الشيخ بدر الدين.

وظائفه ورحلاته:

ثم عُيِّن مفتياً في الطفيلة من أعمال الكرك بالأردن، ثم مدرساً في مدرسة الفلاح بجدة، ثم مدرساً في بومباي بالهند مع زميله الشيخ أمين سويد، ثم مدرساً بالثانوية الشرعية بدمشق، وعُيِّن مدرساً في الجامع الأموي.

وكان يجلس بعد الظهر كل يوم بجوار المنبر ساعة أو أكثر ليجيب عن أسئلة المستفتين.

وقد حضر درسه مرة أحد المتنفذين من الأتراك بجدة , فكتب إلى السلطان يشهد بعلمه فأرسل له ( براءة سلطانية ).

دروسه في كفر سوسه:

كانت له دروس في بلدة كفرسوسة ـ عندما كانت تعتبر بعيدة عن دمشق ـ فكان يأتيه إليها خاصَّةُ طلابه مشياً على الأقدام من دمشق وقراها.

إقامته في بلدة القدم:

وأقام في بلدة القدم جنوبي دمشق مدة طويلة , وتزوج من أهلها , وزوَّج إليهم، وله منهم أسباط، وكان له فيها مجلس للإقراء سُمي مجلس الخميس، ربَّى فيه تلامذة وطلاب علم

ومن أشهر طلابه فيها: عبد القادر بركة، وعبد الجواد خضير، وحسن زكريا، ومحمد علي حامدة.

ظلَّ الشيخ محمود يحمل رسالة العلم ويبثُّه في كل مكان , مخلصاً لوجه الله تعالى طوال حياته , ولم ينقطع عن الدروس إلا قبيل وفاته بأسبوع واحد.

تلاميذه:

وتخرج من بين يديه تلاميذ نبغوا في العلم حتى صاروا علماء دمشق منهم الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، والشيخ محمد سعيد البرهاني، والشيخ تاج الدين الحسني، والشيخ حسن حبنكة الميداني، والشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمهم الله تعالى جميعاً. وأجاز فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ـ رحمه الله تعالى ـ .

وفاته:

توفي الشيخ رحمه الله تعالى في 20 شوال 1362 هجرية , ودفن في مقبرة الباب الصغير بموكب حافل , ورثي بكلمات بليغة كان من أبرزها كلمة للشيخ محمد بهجة البيطار قال فيها: ( رحمك الله أيها الشيخ المحمود، ما من عالم بدمشق إلا أخذ عنك، أو أخذ عمَّن أخذ عنك ).

قال عنه الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني وهو يتحدث عن شيوخ والده في كتابه:«الوالد الداعية المربي»ص51 :«عالم متواضع، خدوم ، نفاع، واسع الاطلاع، قادر على حل مشكلات الكتب.. فقيه حنفي، متمكِّن.. وهو أكثر الشيوخ الذين قرأ أبي عليهم، وقد قرأ عليه عدة كتب، وكان يجلس بين يديه على ركبتيه عدة ساعات يتحمل فيها آلام الجلوس الطويل، وكان لهذا الشيخ همة عالية، ورغبة في الخروج إلى القرى والبساتين ، وكان أبي ـ كما حدثنا ـ يلاحقه حيث يذهب ، من بستان إلى بستان ، ومن قرية إلى قرية وكان ـ رحمه الله تعالى ـ مغرماً بالبساتين والخروج إليها ، وكان يطوف على تلاميذه في القرى فيعلمهم في البساتين ، وكان إذا ذهب إلى بعضهم أقام عندهم يومه ذاك في البساتين ، حتى إذا آذنت الشمس باقتراب الغروب عاد إلى بيته في دمشق ماشياً أو على حمارة لبعض تلاميذه ، ويأكل عند تلاميذه ما تيسر ولو خبزاً وزيتوناً».

وسمعت من شيخنا عبد الرحمن حبنكة ـ رحمه الله تعالى ـ أكثر من مرة : أنه رأى الشيخ محموداً في المنام وأجازه بالرواية عنه.وكان إذا سئل عن الإجازة يقول: أُجِزْتُ بالرؤيا من شيخ أبي الشيخ محمود.

نشرت هذه الترجمة بتاريخ 2009 وأعيد نشرها اليوم 18/12/2018