أحمد حسين كعكو

1353 ـ 1410 هـ

1934 ـ 1990 م

 

الشيخ أحمد بن حسين بن محمد على كعكو الأعزازي الحلبي الشافعي.

عالم عامل، وخطيب واعظ، إمام وخطيب جامع (قسطل حرامي).

ولد الشيخ المترجم له في قرية (كفرة)، التابعة لمنطقة أعزاز شمالي مدينة حلب، سنة: ثلاث وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة، في أسرة قروية بسيطة، وتلقى تعليمه الأولى في كتاب القرية، حيث أتقن فيه قراءة القرآن الكريم، والقراءة والكتابة ومبادئ العلوم العربية والشرعية.

انتقل بعدها إلى مدينة حلب، وانتسب إلى المدرسة (الشعبانية) (معهد العلوم الشرعية)، طالباً للعلم، وهناك التقى خيرة شيوخ حلب حينئذ، وأخذ عنهم مختلف العلوم العربية والشرعية، فأخذ علم النحو عن العلامة الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ محمد سامي البصمجي، ودرس علم الصرف على شيخه الشيخ محمد معدل، على شيخه الشيخ مصطفى مزراب، وأخذ علوم الأدب والبلاغة والشعر والعروض، على شيخه الأديب الشيخ بكري رجب، والشيخ أمين الله عيروض، أما علوم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً، فقد أتقنها على شيخه شيخ القرّاء في حلب العلامة الشيخ محمد نجيب خياطة، والحافظ المتقن الشيخ مصطفى سرميني، والشيخ عمر العنداني، وأخذ علم التفسير على شيخه الشيخ طاهر خير الله، وعلم التوحيد والمنطق على شيخه الشيخ محمد زين العابدين الجذبة، وقرأ الفقه الشافعي على شيخه الشيخ أحمد قلاش، والشيخ محمد الغشيم، ودرس أصول الفقه على شيخه الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ محمد أسعد العبه جي، وأخذ علوم الحديث الشريف ومصطلحه على شيخه العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، وقرأ علم الفرائض على شيخه الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد بلنكو، كما تلقى الشيخ المترجم له في هذه المدرسة علوم الأخلاق والشمائل والحساب والجغرافيا وغيرها من العلوم على أساتذته الكبار، أمثال الشيخ محمد أديب حسون، والشيخ علاء الدين علايا، والشيخ أحمد أبو صالح، والشيخ حامد هلال، والأستاذ محمد نجيب جبل، وغيرهم من العلماء الأجلاء، وتابع الشيخ المترجم دراسته في هذا المعهد المبارك إلى أن تخرج به، سنة: 1377 هـ، الموافقة لعام: 1958 م.

وما أن تخرج المترجم له في هذا المعهد المبارك، حتى انطلق للعمل بما تعلم من خلال عمله في إماماً وخطيباً في عدد من مساجد المدينة، إلى أن استقر في جامع (قسطل الحرامي)، فصرف فيه همه إلى إرشاد الناس وتوعيتهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، من خلال خطبه المنبرية المؤثرة، ودروسه المستمرة وتواصله معهم بشكل دائم، فأحبه أهل حيه، ووثقوا به، وأضحى مستشارهم ومرجعهم في كلّ شؤونهم، وقد استمر الشيخ المترجم في هذا المسجد، زهاء ثلاثين عاماً، فكان المسجد محرابه ومعتكفه ومكتبه، يخلو فيه الساعات الطوال، منصرفاَ إلى العبادة والمطالعة والتأليف، وقد ترك المترجم له أكثر من عشرين كتاباً، بين تأليف وتحقيق وإخراج وتعليق.

فمن كتبه التي ألفها ابتداءً:

1- المواهب السنية في الخطب المنبرية.

2- خطب الجمعة، جمع في هذين الكتابين خطبه التي كان يلقيها كلّ جمعة.

3- محاسن الجود والكرم.

4- الدعاء هو العبادة.

5- منازل الحزب الأعظم.

6- هكذا تكلم الأولياء والصالحون، وهو اختصار لكتاب مدارج السالكين لابن القيم.

7- ربيع الأبرار وسمير الأخيار.

ومن الكتب التي حققها وعلق عليها وعمل على إخراجها وطباعتها:

1- بطل الأبطال.

2- فتح الخلاق في مكارم الأخلاق.

عرف الشيخ المترجم بزهده في الدنيا، وتقواه وورعه وكثرة عبادته، وترفعه عما في أيد الناس، وحبه للخير، وسعيه في شتى أبوابه، فمن عطفه على الضعفاء والفقراء إلى رعايته للأرامل والأيتام والمساكين، إلى الإصلاح بين الناس إلى سعيه في بناء المساجد إلى غير ذلك من أبواب الخير.

جميل الوجه، طويل القامة، حاد النظرة، واسع العينين، أسمر اللون، منور الشيبة، يزين رأسه بعمامة بيضاء، لفت بإحكام فوق (طربوش) أحمر، أستبدله أخر حياته (بطاقية) بيضاء.

ظلّ الشيخ المترجم له على هذه الأخلاق والعادات. إلى أن أدركته المنية يوم الإثنين، الثامن عشر من شهر جمادى الآخرة، سنة: عشر وأربعمئة وألف للهجرة، بعد مرض عضال ألمّ به، فتلقاه صابراً محتسباً، وعمّ الحزن أهله وذوه ومحبوه من أهل حيه وإخوانه من العلماء وطلبة العلم، وشيع بجنازة حافلة حضرها كثير من علماء المدينة، وعلى رأسهم الشيخ محمد أديب حسون، الذي أمّ المشيعين بالصلاة عليه في مسجده ـ جامع قسطل الحرامي ـ وحمل نعشه على أكف المشيعين وأعناقهم، ووري الثرى بين دموع المشيعين وبكائهم في مقبرة (جبل العظام).

وقد رثاه عدد من الشعراء، منهم الأستاذ غياث دحدوح الذي رثاه بقصيدة طويلة نختار منها هذه الأبيات التي ترصد بعض صفاته وأخلاقه:

من للمنابر بعد أحمد يعتلي؟= من بالمكارم بعدك يتجدد؟

أبا حسين الزهدُ أنت والتقى= واللطفُ طبعُك والأنامُ تشهد

أخا الأمانة صادقاً في حبه= لله للدين القويم ترشد

وسموت يا نوراً أضاء طريقنا= نحو الرشاد يصبُّ فيه ويرفدُ

أنت الصبور على المكاره كلِّها= أنت الصبور وللإله تمجّد

كنتَ الخلوقَ والمريدَ إلى العلا= اليسرُ أنت أبو المحاسن حامد

يغني الأيامى والثكالى بعطفه= يصل اليتامى بالنوال ويرفد

تدعو الإله بالهداية والرضا= للمسلمين المؤمنين تسدد

لك جنة الخلد المطِّيّب ريحها= فالجار طه والحبيب محمد

المصادر والمراجع

1- بعض كتب الشيخ المطبوعة.

2- ترجمة خطية تفضل بها نجل المترجم له السيد حسين كعكو.

3- مقابلة شفهية مع شيخنا الشيخ محمد أديب حسون رحمه الله جرت في غرفته في جامع أسامة بن زيد صيف عام 1994 م.