هذا والدي

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، والعلماء العاملين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: 

فقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بكتب التراجم والطبقات، وأرّخوا لنا حياة علماء أفذاذ أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الدين بدءاً من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حياة الصحابة والتابعين والعلماء المجتهدين، والصالحين والعارفين إلى يومنا هذا ... ومن هنا فقد خطر على البال كتابة ترجمة مختصرة لسيدي الوالد الشيخ علي الخلف حفظه الله براً به ووفاء له، فأقول وبالله التوفيق:

اسمه ونسبه ومولده:

هو علي بن حمدو بن علي الخلف التادفي مولداً الحلبي مسكناً الحنفي مذهباً، الأشعري معتقداً، الشاذلي مشرباً، ويصل نسبه من جهة جدته لأبيه (وهي من آل البعاج) إلى سيدنا الحسين رضي الله عنه. 

ولد في مدينة تادف بريف حلب الشرقي في عام 1367هـ الموافق 1948م، -(وهي مدينة الشيخ أحمد الزرقا رحمه الله ومزرعته ما تزال فيها)- لأب يعمل في التجارة، وأم صالحة.

نشأته:

نشأ يتيماً في كفالة جدته لأبيه؛ لأن أباه ما لبث أن توفي بعد زواجه بفترة يسيرة وهو جنين في بطن أمه، فولد وحيداً يتيم الأب، وبعد سنة تقريباً من ولادته تزوجت أمه فأصبح يتيم الأب والأم وهو طفل لم يجاوز السنة من عمره.

عاش سيدي الوالد حفظه الله في كفالة جدته لأبيه (المرأة الصالحة الحسيبة النسيبة) فرعته أفضل رعاية، وعلمته القرآن في كتاب الحي فختم القرآن كاملاً (نظراً) مع إتقان التلاوة والتجويد وهو في السادسة من عمره لم يدخل المدرسة بعد.

طلبه للعلم:

أتم تعليمه الابتدائي والإعدادي بتفوق ثم دار المعلمين لمدة أربع سنوات وتخرج فيها عام 1968م، وعين معلماً في ناحية عفرين من ريف حلب، ثم مديراً للمدرسة.

في هذه الأثناء وبالتحديد في عام 1970م تعرف سيدي الوالد على الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله (صاحب كتاب حقائق عن التصوف) وكان والد في تلك الفترة لم يسلك في طلب العلم، فشجعه الشيخ على طلب العلم، ودخل كلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1979م.

أسرته وأولاده:

تزوج سيدي الوالد في عمر العشرين من والدتي نجاح بنت أحمد أطرش حفظها الله تعالى، ولم تكمل الوالدة تعليمها بسبب الزواج لكنها تلقت العلم على يد سيدي الوالد وخاصة الفقه، حتى أصبحت تفتي النساء وتعلمهن، وحفظت القرآن كاملاً عن ظهر قلب بالروايات العشرة ولديها إجازة في ذلك عن طريق الشيخ ديب شهيد رحمه الله. وحفظ على يدها مجموعة من النساء وأجازتهم أيضاً، وممن أجازتهم في رواية حفص ولدها عبد الكريم (كاتب هذه الترجمة).

وأنجب سيدي الوالد منها أحد عشر ولداً ستة من الذكور وخمسة من الإناث، توفي أكبرهم عبد الحميد في المملكة العربية السعودية فبقي عنده عشرة أولاد خمسة من الذكور ومثلهم من الإناث وهم بالترتيب: الذكور (عبد القادر، محمد، أحمد، عبد الكريم، الفاتح) والإناث (فاطمة الزهراء، عائشة، أسماء، خديجة، صفية). وعنده الآن ما يقارب (25) حفيداً. 

شيوخه:

1-الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله وكان يحضر دروسه في التزكية والأخلاق في جامع العادلية 

2- الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رحمه الله، وكان يواظب على دروسه في الجامع الكبير، وجامع الحموي، وجامع بانقوسا في حلب وزاره زيارة خاصة في المدرسة الشعبانية.

3-الشيخ محمد السلقيني (والد مفتي حلب) الدكتور إبراهيم سلقيني رحمهما الله تعالى، وقرأ على الشيخ محمد كتاب الاختيار في الفقه الحنفي.

4-الشيخ أحمد مهدي خضر رحمه الله تعالى، وقرأ عليه مع مجموعة من الطلاب حاشية ابن عابدين في الفقه الحنفي.

5-الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، حضر دروسه في علوم الحديث في المدرسة الخسروية.

6-الشيخ أحمد البيانوني رحمه الله تعالى، كان يحضر دروسه في جامع أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.

7-الشيخ محمد النبهان رحمه الله تعالى، وقد زاره مرات عديدة ولمس سيدي الوالد من إكرام الشيخ النبهان وتواضعه ما جعله يحبه ويتعلق به.

8-الشيخ عادل حمصي رحمه الله تعالى، قرأ عليه القرآن مع التجويد.

9-الشيخ عبد الله الحبشي قرأ عليه القرآن مع التجويد في المملكة العربية السعودية، وغيرهم.

الأعمال التي تولاها:

1-مدرساً ومديراً في المرحلة الابتدائية في ناحية عفرين بريف حلب.

2-مدرساً في مديرية التربية بحلب لمادة التربية الإسلامية قرابة 23 عاماً.

3-مدرساً للعلوم الشرعية في المملكة العربية السعودية لمدة سبع سنوات تقريباً.

4-إماماً وخطيباً في جامع سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه بحلب لمدة ثلاثون عاماً.

5-مفتياً في حلب المحررة مع الشيخ عمار بكران تابعاً لرابطة العلماء السوريين لمدة سنتين.

6-كما عمل في الدعوة على الجبهات منذ بداية الثورة حتى عام 2016.

أهم مؤلفاته:

1-كتاب الأحاديث النبوية (أربعون حديثاً صحيحاً للناشئة) طبع في مصر.

2-كتاب أجمل ما قرأت عن حياة العظماء (وأصله خطب جمعة جمعت في هذا الكتاب) وهو مطبوع في دار طيبة الدمشقية.

3-كتاب معجزات الرسول الأعظم للمقريزي، اعتنى به وقدم له، وهو مطبوع في دار طيبة الدمشقية أيضاً.

4-كتاب (الحج والعمرة) لم يطبع.

5-كتاب (من قصص الدعاء) وهو مؤلف لطيف لكنه لم يطبع أيضاً.

وختاماً: اسأل الله سبحانه وتعالى أن يمتعنا بحياة سيدي الوالد ، وأن يرزقنا بره، إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين.