الشيخ محيي الدين الكردي الشيخ الحافظ الجامع المتقن

لمحة عن حياة الشيخ الحافظ الجامع المتقن الفقيه

محيي الدين الكردي أبي الحسن حفظه الله تعالى

1_ اسمه الكامل:

محيي الدين بن حسن بن مرعي بن حسن آغا بن علي الكردي الداري.والداري نسبة إلى دارة في ديار بكر ( تركيا ).

2_ مكان وتاريخ الميلاد:

ولد الشيخ أبو الحسن في دمشق الشّام، في حي الحيواطيّة، حيث دار والده[1] وذلك سنة 1912م.

3_ النشأة:

نشأ في حجر والديه وكان لهما الأثر الكبير في تربيته وخاصة والدته المرأة الصالحة التقية الورعة التي كانت كثيرة القيام والصيام.

أضف إلى ذلك فلقد كانت تسكن إلى جانب بيت والده امرأة صالحة اسمها _ فاطمة بنت علي الحجة[2]_ لم يكن عندها أولاد، فكانت تحبه حباً شديداً، حتى إنه ليقولُ عنها بأنها نفعته كثيراً إذ عندما بلغ من العمر أربع أو خمس سنوات تقريباً، أخذته بيدها إلى الخجا _ وهو بيت لامرأة من أهل الحي تعتني بتربيةِ الأولاد وقتها _ وقد أغرتها بالمالِ الوفير إن هي اهتمت به، فاعتنت به أشد عناية، حتى لقنته القرآن كاملاً من المصحف _حاضراً_ فلما انتهى من ختم القرآن فرحت به فاطمة هذه فرحاً شديداً حتى إنها عملت له مولداً وجمعاً من الناس، وكان عمره وقتئذٍ ست سنوات.

ثم إنها لم تكتف بهذا، فأخذته إلى الكُتّاب فكان أحسن مكتب يقوم على تربيةِ الأولاد ويهتم بهم وبتعليمهم مكتب الشيخ عز الدين العرقسوسي، وكانت أم الشيخ عز الدين صديقة حميمة لفاطمة فأوصتها أن يعتني به، ولما سمع منه تلاوة القرآن سُرَّ به واعتنى به عناية فائقة.

4_ حفظ القرآن الكريم:

بدأ بحفظ القرآن الكريم عند الشيخ عز الدين، وكان عمره 12سنة.ثم لم يجد والده بُداً للظروف التي كانت تمر به إلا أن يأخذه معه إلى العمل فكان يحفظ الصفحة في العمل ثم يذهب بعد ذلك إلى الشيخ عز الدين ليسمّعها له حتى وصل إلى سورة طه. اضطّرته الظروف ليسافر ويعمل في عَمّان، ثم عاد بعدها إلى دمشق وعاد لحفظ القرآن إلى أن انتهى، وكان عمره سبعة عشر عاماً.

5_ مشايخه:

في الوقت الذي كان يحفظ فيه القرآن عند الشيخ عز الدين ـ وكان قد قرأ عليه ختمةً كاملةً بروايةِ حفص وأجازه بها، حتى إنّ الشيخ عز الدين كان معجباً بقراءتهِ كثيراً، وكان يتدارس معه القرآن الكريم، يقول الشيخ: لقد مَرَّت بنا أيام كنا نقرأ في الجلسة الواحدة عشرة أجزاء، وكان في حيّهم جامع الحيواطيّة، وكان إمامه الشيخ رشيد شميس رحمه الله تعالى، حيث أعطاه العوامل في النحو ليحفظها، ولما حفظها بسرعة سُرَّ به الشيخ رشيد كثيراً وقال: إن شاء الله سيخرج من هذا الحي عالم من علماء المسلمين. كما قرأ عليه شيئاً من الفقه الحنفي.

ومن مشايخه:

الشيخ محمّد بركات، كان إماماً في جامع العنّابي في حي باب سريجة، فقرأ عليه أول كتاب عمدة السالك في الفقه الشافعي.

من مشايخه: الشيخ حسني البغّال إمام جامع عز الدين في حي باب سريجة، قرأ عليه كتاب ابن القاسم والأزهرية والقطر وأكثر من نصف شرح ابن عقيل، وحفظ أثناءها متن الغاية والتقريب، ويذكر الشيخ أنه كان معهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى، والشيخ جميل الخوّام رحمه الله تعالى، وبقي في جامع عز الدين حتى توفي الشيخ حسني رحمه الله.

ومن مشايخه: الشيخ العلامة الشافعي الصغير صالح العقاد رحمه الله.وقد قرأ عليه كتاب مغني المحتاج بشرح المنهاج مرتين وكتاب التحرير، وقرأ عليه الورقات في الأصول، وبقي ملازما للشيخ صالح حتى توفي رحمه الله تعالى.

6_ اجتماعه بالشيخ فايز الديرعطاني:

وكان ذلك في درس الشيخ صالح العقاد، حيث كان الشيخ فايز وشيخ آخر اسمه الشيخ عفيف العظمة _ و كان على معرفة قوية بالشيخ فايز_ يحضران الدرس أيضاً، فكان الشيخ عفيف كلما رأى الشيخ أبا الحسن يقول له: ( لازم تقرأ على الشيخ فايز)، وكان للشيخ عفيف مكتبة في البزورية فمرة كان الشيخ أبو الحسن ماراً من جانب مكتبة الشيخ عفيف , فقال له: تعال معي الآن , فأخذه بيده إلى الشيخ فايز، حيث كان له غرفة بالمدرسة الكاملية بالبزورية، وهي غرفة آل الحلواني، وكان عند الشيخ فايز طلاب يقرءون القرآن , فلما انتهوا قال الشيخ عفيف للشيخ فايز: أتيت لك بواحد جديد , فقال الشيخ فايز بلهجة عاميّة: ( لسَّا بتلملم وبتجبلي ) فقال له: اسمع منه، فلما سمع تلاوته سُرَّ به وحدَّد له موعداً للقراءة عليه، فقرأ عليه ختمةً كاملةً برواية حفص وأجازه بها، ثم شجعه الشيخ على جمع القراءات،فجمع عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.

وكان أيضاً الشيخ محمد سكر حفظه الله قد بدأ بحفظ الشاطبية , فبدءا معاً، وكانا يسمعان للشيخ صحيفة أو أكثر بقليل على حسب وقت الشيخ، فكان مرة يبدأ الشيخ محمد سكر ثم يعيد الشيخ أبو الحسن نفس الصفحة، وفي الجلسة الأخرى يبدأ الشيخ أبو الحسن ويعيد الشيخ محمد إلى أن انتهيا من الجمع , وكان قد استغرق الجمع معهما خمس سنوات، وكان الشيخ أبو الحسن قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً أو يزيد.

كما قرأ على الشيخ فايز في هذه الأثناء بعض كتب القراءات والشذور في النحو , ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي الشيخ فايز رحمه الله تعالى.

ومن مشايخه: الشيخ العلامة المربي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى.

اجتماعه به:

في أثناء جمعه للقراءات أسند إليه إمامة جامع الفاخورة في حي قبر عاتكة بالوكالة، وعندما توفي الشيخ أبو عمر النداف رحمه الله تعالى إمام جامع الذهبية _ الإمام الذهبي حالياً _ أُسند إلى الشيخ أبي الحسن بالأصالة الإمامة والخطابة في جامع الذهبية، وفي هذه الأثناء كان الشيخ عبد الكريم الرفاعي يعطي الدروس في بيوت الحي، فلما استلم الشيخ أبو الحسن جامع الذهبية كان الشيخ عبد الكريم يأتي إلى جامع الذهبية ويقرأ العلوم في غرفة المسجد فقرأ عليه الكثير من العلوم: الأصول والفقه والمنطق وعلم التوحيد واللغة العربية وغيرها.

ثم أسند للشيخ عبد الكريم إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت وأخذ يدعو الناس. و لمّا توافد الشباب إلى مسجد زيد، فرَّغ الشيخ عبد الكريم الشيخ أبا الحسن لإقراء القرآن الكريم. وطُبعت بعد ذلك الإجازة في حفظ وتجويد وإتقان القرآن برواية حفص فقط _ وكان لطباعتها دورٌ كبيرٌ في استقطاب الشباب وحفظهم للقرآن الكريم _ ثم بعد ذلك طُبعت إجازة جمع القراءات العشر، وكل ذلك بتوجيه ورأي الشيخ عبد الكريم رحمه الله وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.

وهذه قائمة بأسماء الإخوة الجامعين للقراءات العشر على الشيخ:

1. يوسف بن ديب أبو ديل ـ رحمه الله تعالى ـ 2. أحمد بن طه الزبداني ـ رحمه الله تعالى ـ 3. تميم بن مصطفى عاصم الزعبي 4. الشيخ ياسين بن أحمد كرزون 5. عثمان بن عبد الرحمن كامل 6. عدنان بن غالب الأبيض دمشق ـ رحمه الله تعالى ـ 7. د.أيمن بن بهجت دعدع 8. نعيم بن بشير عرقسوسي 9. د.أيمن بن رشدي سويد 10. درويش بن موفق جانو ـ رحمه الله تعالى ـ 11. راتب بن صبحي علاوي 12. محمد كمال بن بشير قصار 13. أسامة بن ياسين حجازي كيلاني ـ رحمه الله تعالى ـ وهو صهر الشيخ 14. محمد هيثم بن محمد سعيد منيني ـ رحمه الله تعالى ـ 15. عبد المنعم بن أحمد شالاتي 16. سامر بن بهجت الملاح 17. موفق بن محمود عيون دوما18. محمد بن أحمد بو ركاب من الجزائر19. عبد الرحمن بن محمد حسن مارديني 20. أسامة بن محمد خير طباع 21. خالد بن عبد السلام بركات 22. محمد حسام بن إبراهيم سبسبي 23. محمد نزار بن محيي الدين الكردي ابن الشيخ 24. زياد بن محمد حوراني 25. وئام بن رشيد بدر. 

هناك عدد من الأخوات النساء الجامعات للقراءات أيضاً وعددهن سبع نساء.

وهذه قائمة ببعض أسماء الإخوة المجازين في رواية حفص فقط:

1. عبد الفتاح السيد 2. أحمد رباح 3. رضوان عرقسوسي4. محمد غياث الصباغ 5. ناظم الخولي6. رضوان العمري7. ياسين السائق8. محمد هاشم رباح9. طه سكر10. هشام سكر11. زياد حورية12. محمد دروبي13. خير نجيب14. عبد السلام العجمي15. عمر أمغار16. معتز النوري17. عمر شاكر18. منير خربطلي19. منير أبو غيدة20. عماد دهمة21. فياض علي وهبة22. سليم مولود المغربي23. سمير الحلبي24. فايز محضر25. محمد رجب آغا26. ياسر القاري27. أحمد هزيمة28. بشار مكية29. شمس الدين قسومة30. عبد الله حمامي31. بشار مرادني32. ابراهيم علاوي33. رمضان معتم

34. خالد موسى35. محمد بركات36. ياسر العلبي37. نزار الدقر38. فؤاد جباصيني39. خلدون مرزوق الباشا40. أحمد الكردي41. إحسان المصري42. ياسين كردي43. أيمن قاوقجي44. غالب زريق45. معاذ نعمان46. محمد طيب كوكي47. عبد اللطيف طرابلسي48. عادل السنيد49. عبد الرزاق بلهوان50. عبد الرحمن نوفلية51. بشير قسومة 52 . د. ماهر حمامي 

7_ أولاد الشيخ:

للشيخ ستة أولاد ذكور، وهم: حسن رحمه الله، وصلاح الدين، ومحمد أيمن، ومحمد هشام، ومحمد نزار_ كاتب هذه الترجمة_، وبدر الدين.

كما أن للشيخ تسع بنات. وأكثر أصهار الشيخ هم من أهل العلم وحفظة القرآن الكريم وهم: الشيخ درويش نقاشة رحمه الله، والشيخ محمد سعيد كوكي، والشيخ عبد السلام العجمي، والشيخ عمر شاكر، والشيخ أسامة حجازي كيلاني رحمه الله_وهو من أحد المتميزين في إتقان القرآن وجمع القراءات _ والشيخ أحمد الكردي، والشيخ فايز محضر، حفظهم الله تعالى جميعاً.

ومازال الشيخ يُقرئ إلى الآن والحمد لله، وهناك عدد من الاخوة سائرين في جمع القراءات العشر على الشيخ حفظه الله وبارك في حياته وأدام نفعه آمين.

[1] - سُكنى حسن آغا الأصلي في حي الأكراد , وهو ينسب الى عائلة أصلها من دارة تلقب عائلة أبو مرق ,وكان وجيها مضيافا وله مضافة في الحي وكان ثريّاً ,ولما توفي رحمه الله تصرف ولده مرعي وهو وحيد له في ثروته كلها وكانت مالا وفيرا وبأسرع وقت لم يبق شيئا وكانت الجدة (صفية بنت علي الحجة) قد ولدت حسن (والد المترجَم الشيخ محيي الدين) فلما رأت أن زوجها مرعي لم يبق من الثروة شيئا (حتى انه قد باع الدار أيضا رحمه الله تعالى ) ذهبت مع ولدها الرضيع حسن إلى حي الحيواطيّة وسكنت جوار دار أختها فاطمة بنت علي الحجة, وكانت للجدة صفية صنعة يدوية تنفق منها على نفسها وطفلها حسن. وكان زوج أختها جزّارا (بائع لحم) فلما كبر حسن تربى عند صهره اللّحام وتعلم منه هذه الصنعة, فهذا سبب السكنى في حي الحيواطيّة (قبر عاتكة) وفيه نشأ (المترجم الشيخ محيي الدين) وتربى.

[2] - هي أخت جدة المترجم لأبيه وعلي الحجة أصله من زقاق العسكري في حي الميدان, وكانت له بنتان فاطمة وصفية, وكان جمالاً لقوامة الحج زمن سعيد باشا اليوسف باشا الحج أيام تركيا, وكان حسن آغا يلقب أبا مرق مرافقاً لباشا الحج، وعلى أثر ذلك خطب حسن آغا صفية بنت علي الحجة لولده مرعي فأنجبت له حسن والد المترجم الشيخ محيي الدين

نشرت هذه الترجمة بتاريخ 2009 وقد أعيد تنسيقها ونشرها اليوم 15/12/2018