الشيخ بشير دحدوح وابنه الشيخ محمد سعيد دحدوح

 

محمد بشير دحدوح

1296-1380هـ

1879-1960م

 

 

الشيخ محمد بشير بن السيد أحمد دحدوح الحنفي الحلبي.

عالم، فقيه، مقرئ، فرضي، صوفي متنسك.

ولد في مدينة حلب في حي (أقيول)، سنة: ست وتسعين ومئتين وألف للهجرة، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم تلاوة وتجويداً في أحد كتاتيب الحي، وما أن شب حتى أخذ يفتش عن علماء حلب الكبار ليحضر مجالسهم، ويأخذ عنهم العلم، فلازم كثيراً من علماء عصره، وأخذ عنهم مختلف العلوم الشرعية والعربية، إلا أنه انقطع إلى العلامة الكبير الشيخ محمد الزرقا، وراح يحضر دروسه في المدرسة (الشعبانية) والمدرسة (العثمانية)، ويأخذ عنه علوم الفقه الحنفي والفرائض والحديث والأصول، وغيرها من العلوم الشرعية، وبرع في الفقه والفرائض والتلاوة والتجويد.

ثم سلك طريق التصوف، فأخذ الطريقة (النقشبندية) على شيخه الشيخ سليم خلف الحمصي، ومن بعده ولده الشيخ محمد أبي النصر، وراح يحضر مجالسه، فكان الذاكر والمرشد أينما حل، في الزاوية أو في المسجد وكانت له خلوات مع الله عز وجل، وقد برع في علوم الصوفية وشرح مفاهيمهم ومصطلحاتهم، على ضوء الكتاب والسنة النبوية المطهرة.

وبعد أن اطمأن إلى ما حصل من العلوم الشرعية، وعلم التلاوة والتجويد والفقه الحنفي والفرائض خاصة، انصرف إلى بذل هذا العلم إلى طلابه وتلامذته الذين كثروا من حوله، ونبه منهم عدد غير قليل منهم ابنه الشيخ محمد سعيد، والشيخ مصطفى قضيماتي، والشيخ محمد سعيد المؤذن، والشيخ مصطفى بيره جكلي وغيرهم.

أفنى الشيخ حياته في بذل العلم، وتعليم القرآن الكريم لأبناء جيله ولمن جاء بعدهم، وقد تخرج به عدد كبير من قراء حلب.

كثير الذكر والعبادة، مع التقوى والزهد بما في أيد الناس، يجري الله على يديه الشفاء لمن يقصده من المرضى ليرقيه بتلاوة القرآن الكريم، والأدعية المأثورة، وقد آتاه الله إلى ذلك صوتاً حسناً شجياً في تلاوة القرآن الكريم، يهفوا إليه قلب كل من استمع إليه.

بقي الشيخ على سمته هذا في الصلاح والعبادة والتقوى، وبذل العلم وإفادة الطلاب، إلى أن وافته المنية، في السابع والعشرين من شهر شعبان المبارك، سنة: ثمانين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة.

وحزنت عليه مدينة حلب، وحمله إخوانه من العلماء، وطلبة العلم وعامة الناس على أكفهم في موكب مهيب، إلى مثواه الأخير في مقبرة (جبل العظام).

 

 

المصادر والمراجع

1- سجلات مديرية الأوقاف بحلب. 

2- مقابلة شفهية مع الشيخ احمد سردار، والشيخ محمد زين العابدين الجذبة، وبعض تلاميذ المترجم.

 

 

 

محمد سعيد دحدوح

1337 ـ 1397هـ

1919 ـ 1977م

 

 

الشيخ محمد سعيد بن الشيخ محمد بشير بن السيد أحمد دحدوح الحنفي الحلبي.

أمين المكتبة الوقفية بحلب، عالم، فقيه، عابد متنسك.

ولد في مدينة حلب، سنة: سبع وثلاثين وثلاثمئة وألف للهجرة، في بيت علم وتقي وصلاح، ونشأ في أحضان والده الشيخ المقرئ محمد بشير دحدوح (1)، الذي رعاه ووجهه إلى طلب العلم، منذ نعومة أظفاره، فحفظ القرآن الكريم على والده، كما أخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية والعربية.

ولما بلغ الرابعة عشرة من عمره، انتسب إلى المدرسة (الخسروية)، وراح ينهل من معينها العذب، فقرأ مختلف العلوم الشرعية والعربية على شيوخها الكبار، وتخرج فيها، سنة: 1385هـ - 1939م مع الدفعة الرابعة عشرة، التي خرجتها المدرسة (الخسروية)(2).

وبعد تخرجه في المدرسة المذكورة، انصرف إلى ميادين العمل، ونشر العلم، فعمل مدرساً للعلوم الشرعية، في عدد من المدارس الشرعية، وآخرها في معهد التعليم الشرعي في المدرسة(الشعبانية)، وأخذ عنه عدد كبير من طلاب العلم، وكان يكتب المقالات العلمية والشرعية، وينظم الأشعار في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام وآل بيته، وينشرها في الصحف والمجلات المحلية، ومجلة (الجامعة الإسلامية) الحلبية خاصة.

كان الشيخ محبا للعلم والمطالعة، مما جعله يحرص على اقتناء الكتب العلمية والشرعية، حتى اجتمعت لديه مكتبة خاصة ضخمة تضم آلاف الكتب في مختلف العلوم، وأصبح واسع المعرفة في شتى العلوم، ولشدة تعلقه بالكتاب عمل أمينا للمكتبة الوقفية مدة طويلة، ثم خلفه عليها الشيخ أحمد السردار.

سلك طريق الصوفية على يد والده، ثم أخذ الطريقة (النقشبندية) على شيخه محمد أبي النصر الحمصي (3)، وقد عرف المترجم بحبه الشديد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام، وقد خصهم بالكثير من أشعاره(4)، حتى اتهم بالتشيع، ولكنه لم يجهر بعقيدته الشيعية في حياته، إلا أنه أوصى أن تكتب على قبره أبيات من الشعر تدل دلالة واضحة على تشيعه، أثبتها إبراهيم نصر الله متولي مشهد النقطة بحلب في كتابه (حلب والتشيع)(5) 

وظل على هذا المنهج في البحث والمطالعة، مع الصبر على قسوة الحياة ، إلى أن وافته المنية، في السابع والعشرين من شهر رمضان، سنة: سبع وتسعين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق للعاشر من أيلول، عام: سبعة وسبعين وتسعمئة وألف للميلاد ـ رحمه الله ـ

 

 

المراجع والمصادر

1. سجلات المدرسة الخسروية (الثانوية الشرعية).

2. سجلات المكتبة الوقفية.

3. مقابلة شفوية مع أستاذنا الشيخ أحمد السردار رحمه الله.

 

 

الحواشي:

( 1) تقدمت ترجمته ص 258.

(2) تخرج مع المترجم في هذه الدفعة، كل من وحسب ترتيب نجاحهم (يوسف الشواف، جميل الحبال، محمد طيفور السبسبي، محمد الحماد، صبحي طبنجات، عبد الرحمن الخياطة، محمود العزيزي، محمد درويش، اسعد الرفاعي، محمد الاجاتي، عبد الوهاب الحمصي السباعي، هاشم عيسى، محمد القاري، سعيد الحدوح، (المترجم)، سامي زين الدين، يوسف كرزة. (سجلات المدرسة الخسروية).

(3) تقدمت ترجمته ص 180.

(4) كان بعض شيوخنا يتهمونه بالتشيع، وبعضهم ينفي عنه هذه التهمة، وأثناء بحثي عن الرجل وقعت على رسالتين بعث بهما إلى مرتضى العسكري عميد كلية أصول الدين في بغداد مؤلف كتاب (خمسون ومئة صحابي مختلق) يثني فيهما على الرجل ومؤلفاته ويطلب منه أن يرسل له المزيد من مؤلفاته، وقد أثبت مؤلف الكتاب الرسالتين في مقدمة الجزء الثاني من كتابه، وقال: من فطاحل العلم الذين راسلوني حول.مؤلفاتي كان فقيد العلم والفضل المغفور له الشيخ محمد سعيد دحدوح عالم حلب.الشهباء أورد هنا رسالتين منه تخليدا.لذكراه، بعد ارسالي الجزء الاول من كتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق ) اليه، تسلمت الرسالة التالية: بسمه تعالى وله الحمد، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله ومن اتبع هداه .اخي في اللّه ووليي فيه تعالى السيد مرتضى العسكري المحترم .

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .

لا ادري أي كلمة وجملة اسطرها مثنيا على جهودك، وما قدمته للباحثين من حقائق، وما كشفته لأبناء المستقبل من أمور طال عليها الأمد، واعتبرت كأنها لا تبديل لكلماتها، والاولـون قـالـوا عـن سـيـف : مـتـروك باتفاق وابن حبان قال : اتهم بالزندقة، وأيضا قال : يروي الـمـوضوعات، ولكن لم يتوصلوا لكشف قناع موضوعاته والكشف عن مختلقاته، حتى جئت أنت أيها الاخ الاديب المحقق فأظهرت للأجيال بعدك وأبناء عصرك صدق قول القائل : كم ترك الأول للآخر, وصـدق قـول أبـي الـعـلاء المعري : (لات بما لم تستطعه الاوائل ) فانت عبدت الطريق، وأنرت السبيل، واشعلت النبراس، ورفعت المنار لكل إنسان يحب البحث وإظهار ما اختلقه الكاذبون وما مرد الناس عليه، واذا سار أبناء المستقبل في البحث والتنقيب حق لنا أن نقول .والـفضل للمتقدم هذا، وإننا نستغرب تعليق محقق ومخرج كتاب المغني في الضعفاء لمحمد بن عثمان الـذهبي الدكتور في علم الحديث من جامعة الازهر، حيث علق على قول الذهبي : اتهم بالزندقة، قال : لـيس ثمة دليل على زندقته، بل الروايات تدل على خلاف ذلك، وكأن الكذب على رسول اللّه (ص ) ولصق التهم والوحشية والخشونة بفتوحات الاسلام ورجاله، شيء ليس بمنكر.

بـارك اللّه عـمـلك , وسهل عليك أتمام وإصدار بقية ما انتجه فكرك، ووصل اليه بحثك وفهمك، وإنا نرى أن كل باحث سوف يعترف بجهودك، ويقر بمجهودك النافع القيم المفيد.

سـلامـنـا الـى الرجال الذين قدموا لنا هذه الهدايا وأعانوكم على طبعها وتوزيعها، والرجاء ارسال ما صدر بعد القسم الاول وارسال الاجزاء الاخر حين صدورها.

اهلي واولادي يرسلون الشكر والسلام والتحايا والاحترام . =

= وفي الختام تقبل سلام اخيكم ومحبكم .

التوقيع .

محمد سعيد دحدوح .سوريا ـ حلب ـ النوحية ـ زقاق المصبنة .في 27 شوال سنة 1394هـ الموافق 11/11/1974م .

هذا نص الرسالة الثانية حرفياً ولم أتدخل فيها إلا بتصحيح الأخطاء الاملائية نقلتها من hlulbait.gigfa.com/books/html/book/al-rejal/sahabi_2/001.htm من صفحات الأنترنت،

والرجل الأن قد لقي وجه ربه وهو وحده يعلم السر وأخفى

(5) شبكة آفاق العقائدية على شبكة الأنترنت