الشيخ محمد محيي الدين الأصفر رحمه الله في ذمة الله

(1937م-2019م)

 

نعت الأنباء ضحية الأحد بتاريخ الثلاثين من شهر الله المحرم 1441هـ وفاة عالم من علماء الأمة الإسلامية وداعية إسلامي معروف الشيخ محمد محيي الدين الأصفر رحمه الله، 

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته=يوما على آلة حدباء محمول

في هذه اللحظة العصيبة ما لنا إلا أن نستلهم الصبر والسلوان من قول الباري عزوجل {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة : 156] لقد فقدنا أبا حنونا وأستاذا مشفقا ومربيا كريما ومعلما حكيما قلما يأتي الزمان بمثله.

ها أنا افتقد شيخي الجليل و ذاكرتي تأخذني إلى فترة مضى عليها عقدان من الزمن وبالذات إلى نهاية القرن العشرين عام 1999م حينما جئت إلى قطر بعد التخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة الطيبة وقضاء عدة أشهر برفقة سماحة العلامة القاضي الشيخ مجاهد الإسلام القاسمي رحمه الله في مركز البحث والدراسة التابع لمجمع الفقه الإسلامي الهند، جئت إلى دوحة الخير مع عدد من الزملاء، عشنا مع بعض في مجتمع لطيف وحياة أليفة غنية بالمودة والأخوة ، مستأنسا برجالها وشرفائها مصاحبا علماءها وأفاضلها، كنت أتجول في بعض المكتبات الإسلامية ودور النشر والطباعة التي تعنى بنشر وطباعة الكتب الدينية ونوادر التحقيقات والمصادر والمراجع، بحثا عن الضالة التي كنت افتقدتها منذ فترة ،وفي معظم الأحيان كنت أمر مع بعض الإخوة لاسيما الأخ الدكتور محمد حسين خان الندوي على مكتبة الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بقطر أقضي فيها أوقاتا طيبة وأعيش فيها ذكريات جميلة بين نوادر الكتب والمطبوعات؛ إذ ساقني سائق التوفيق الرباني إلى مكتبة دارالإشراق للطباعة والنشر وكان مقرها في ذاك الوقت بفريج كليب، كنا نتردد على المكتبة ونسيح بين محتوياتها العلمية ومطبوعاتها النادرة ومقتنياتها القيمة، نروي بها غليلنا ونغذي بها أرواحنا ونفرح بها صدورنا، وكنا في حنين وشوق إلى أن تقر عيوننا برؤية صاحب الداروالتشرف بلقياه ؛ إذا بمؤظف المكتبة الأخ كامل يبشرنا ببشرى عظيمة ويسدي إلينا معروفا كبيرا لن ننسى فضله ذاك أبدا إلا أن نقول له جزاه الله عنا خير الجزاء، لقدعرّفنا على صاحب المكتبة ومؤسسها الشيخ الجليل والمربي الكبير فضيلة الأستاذ محمد محيي الدين الأصفر رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته جنات الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

كانت من أجمل وأروع اللحظات السعيدة التي عشتها في حياتي لحظة نسجت بالحب والوفاء وصدق القلوب، لحظة تغمرها نفحات إيمانية، وتغطيها ترانيم الفرح والشعور بالشرف، وصدق من قال أن لمعان العين عند رؤية من تعزه وتحبه وتكنّ له أسمى معاني الاحترام والتقدير، هي الأبجدية التي لاتنطقها الشفاه. كانت تلكم لحظة اللقاء بالشيخ المخلص الصادق الوفاء ذي المجد والكرم ، المتحلي بأروع الصفات والسلوكيات التي تميزه بين أقرانه ، ودماثة الخلق ونقاء السريرة، والجمال الداخلي الذي يجذب محبة الآخرين، وترسم شخصيته راقية بأعلى الدرجات، لقد رأينا في شخصه الكريم سمات الحب والأصالة والصبر والرضا، كان متصفا بصفات الدعاة الربانيين من الحكمة والصدق والإخلاص والرحمة والعفو والتواضع الجم والزهد والورع والحلم والتسامح والجدية في العمل وحسن استغلال الوقت.

في أول لقاء في منزله العامر لقد وجدناه مضيافا خدوما كريما، ويحب أن يقضي الله على يديه حاجة الخلق، تعلمنا الكثير الكثير من حسن تربيته وأسلوبه الشائق ، الوقور في الكلام والمخاطبة ، والحوار اللين والنقاش الهادئ الذي يعجب به كل بني آدم . 

الاسشارة في موضوع البحث والدراسة والتحقيق :

كنت أشعر بغاية الفرح والسرور أن استغل هذه الفرصة السانحة ولا أضيع منها دقيقة أو ثانية وأبوح بكل ما يجول في خاطري، وأعرب عن شعوري وإحساسي في الداخل لأنني لا أبالغ إذا قلت إن الإحساس الذي كان يغمرني عند اللقاء بالشيخ وأقول في نفسي كأنني وجدت ضالتي و نلت بغيتي في صورة الشيخ الأصفر رحمه الله، وبالتالي لم أرض أن أفوت علي هذه الفرصة الثمينة، وخلال الحديث معه طرحت عليه بعض الأسئلة حول طرق ووسائل الاستفادة العلمية أثناء إقامتى بالدوحة ، ومدى إمكانية إعداد بعض البحوث، والعمل في مجال البحث والدراسة والتحقيق وكيف يمكن تحقيق ذلك ؟ وأذكر أنني عرضت عليه بحثي المتواضع الذي أعددته حول عنوان " قضايا معاصرة في الحج" لتقديمه في إحدى ندوات مجمع الفقه الإسلامي الهند وقدم له فقيه بلاد الرافدين العلامة البحاثة الشيخ الدكتور محمد محروس المدرس الأعظمي، بغداد العراق. فرحب الشيخ الأصفر بهذا البحث المتواضع وشجعني بكلماته الطيبة ونصائحه القيمة ورغّبنا في مواصلة السيرفي هذه الطريق وحثّنا على الاستمرار فيه، وهكذا تكررت فرص اللقاء بالشيخ سواء بالحضور في منزله أو المشاركة في مجالسه العلمية ودروسه ومحاضراته في مختلف المناسبات، ما هيأ لي الاستفادة منه مباشرة في مختلف الموضوعات خاصة في موضوع كتابة البحوث وإعداد المقالات وفن التحقيق .

تحقيق مخطوطة كتاب "المنثورات في عيون المسائل المهمات" المعروفة بفتاوى الإمام النووي:

إن من فضل الله تعالى علي ومنّه وكرمه أنه وفقني لتحقيق مخطوطة هذا الكتاب العظيم ، والواقع أن الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى يرجع إلى سعادة الشيخ الأصفر رحمه الله الذي نصحني بخدمة هذا السفر العظيم واقترح علي أن أشتغل به كما أنه لم يأل جهدا في تقديم كل المساعدات العلمية والمعنوية في إنجازهذا الكتاب، وقام بالإشراف على هذه الخدمة العلمية بنفسه ومراجعة الكتاب حرفا حرفا ، وإبداء الملاحظات التي ينبغي الاهتمام بها عند التحقيق. وتفضل بكتابة مقدمة ضافية علمية زادت من قيمة الكتاب العلمية والمعرفية، وفعلا كانت كلماته منارة نور للطلبة والباحثين والمشتغلين بالعلوم الإسلامية وخير تشجيع لهم في هذا المجال، وهاهي كلماته النيرة التي أضاءت شمعة في عتمة حياتي، تلك الشمعة التي لم تنطفئ أبدا، وما زلت أشعر حرارتها ولمعانها في شعوري وإحساسي ، وها أنا اقتبس منها مما ختم به رحمه الله مقدمة الكتاب:

" ولهذا فإني نصحت أخي ـ السيد محمد رحمت الله حافظ محمد ناظم الندوي ـ بالاهتمام والعناية بمخطوطة كتاب " المنثورات في عيون المسائل المهمات" المعروفة بفتاوى الإمام النووي، وتحقيقها ودراستها، من بين ما عرضه عليّ من كتب المخطوطات، وتعهَّدت بتقديم المساعدة له قياما بواجب نشر العلم، والاهتمام بطلبة العلم الصبورين الغيورين، الذي يقل بهم الزمان عادة، فقد وجدت لديه الاهتمام والاستعداد والإجادة، وتفرست أن يكون له باع في هذا المضمارإن شاء الله تعالى، ولعل هذه البداية العلمية الجيدة تكون له حافزا على مزيد من العطاء في خدمة هذا الدين" المنثورات في عيون المسائل المهمات" مقدمة ص4-5 وقد حررت المقدمة بتاريخ 26 شوال 1421هـ الموافق 22/1/2001م. ط: المكتب الإسلامي بيروت، دار الإشراق الدوحة قطر.

كل من يتأمل في هذه الكلمات المباركات التي دبجها يراع الشيخ الأصفر رحمه الله يجد فيها كل مقومات صناعة الأجيال وإعداد الرجال ذلك الفن الذي فقدته الأمة الإسلامية، وتلك الروح الوثابة المحبة للعمل والإتقان فيه ، تلك الروح التي انبثقت في شخصه، وقادت الأجيال القادمة لعمل الخير وغرس بذورالحب والعطف ونبذ الكراهية في كافة أشكالها.

لم يقتصر اهتمام الشيخ رحمه الله بمراجعة الكتاب والإشراف على تحقيقه فحسب بل إنه تولى موضوع طباعته ونشره في "المكتب الإسلامي بيروت" ودار نشره العامرة " دار الإشراق" وفعلا تحقق هذا الحلم الذي يحلم به كل باحث وتحققت تلك الأمنية التي يتمناها كل محقق وكاتب وهي أن يرى عمله وجهده النور ويبرز أمام العالم والمكتبات الإسلامية مطبوعا ومنشورا.

التعرف على بعض الناشرين:

حقا يقال أن معرفة الناس الطيبين كنز لايقدر بثمن وثروة لاتعوض، لأن الناس الطيبة معدنهم أصيل وقلوبهم طيبة يعرفون من سيماهم ، يحملون الروح الطموحة والوجدان الأنيق. ومن بركات الشيخ الأصفر رحمه الله أنه هيأ لي فرصة التعرف على مشاهير الناشرين، أذكر منهم على طريق المثال فقط اثنين: 

• الشيخ زهير الشاويش رحمه الله 

لقد تعرفت على الشيخ الشاويش رحمه الله عن كثب وتواصلت معه عبر الهاتف، إلا أنه لم يقدرلي أن اتشرف بزيارته الكريمة في بيروت رغم إلحاح ودعوة من نجله الكريم الأستاذ الفاضل أبي زهير بلال الشاويش حفظه الله تعالى ورعاه ، وكانت من ثمار هذه المعرفة أن الشيخ الشاويش رحمه الله قد أكرمني بكتابة مقدمة قيمة على تحقيقي لـرسالة" الطمأنينة والاعتدال في أركان الصلاة" لشيخ الإسلام ابن تيمية و" معدل الصلاة " للشيخ البركوي"، حررها بأسلوب يترشح منه حبه وصدقه وإخلاصه للعلم والمشتغلين به وشفقته ورأفته وعنايته بهذا العاجز الفقير، ومما جاء فيها : " وقد وجد ولدي وأخي العالم الشيخ محمد رحمت الله بن الحافظ محمد ناظم الندوي هذين المؤلفين، فاستخار الله تعالى، وشرع في تحقيقهما، وردهما إلى أصلهما بعناية فائقة، وقدم لهما بما أبان عن أهميتهما، معتمدا على الصحيح الوارد في دواوين السنة المحمدية المطهرة الواجب اتباعها......

والأخ محقق الرسالتين ينتسب إلى ندوة العلماء التي تخرج منها الداعية الكبير الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي صاحبنا والناشر لعلم ابن تيمية مع غيره من الدعاة، ومن قبله العلامة السلفي مسعود الندوي رحمهما الله، وبارك بندوتهم، وأعانها الله بفضله وكرمه، وحماها مع باقي مدارس المسلمين في مختلف بلاد الله من هجمات أهل الكفر والملحدين وأتباعهم. 

وقد أشرف على عمله أخي القديم الشيخ محمد بن محيي الدين الأصفر الدمشقي ثم القطري، الذي شاركته فترة من الزمن في طلب العلم الشرعي، والعمل الدعوي، ثم في المكتب الإسلامي للطباعة والنشر في بيروت، وفي الشركة المتحدة للتوزيع، التي أنشأناها مع بعض الأخوة من أصحاب المكتبات، فوجدت فيه العالم التقي بعلمه وعمله . والمهذب النقي، وإنك ستجد أثره في هاتين الرسالتين. بارك الله بعلمه وعمله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . بيروت غرة صفر 1434هـ الموافق ٣ نيسان ۲۰۰۳م." الطمأنينية والاعتدال في أركان الصلاة ص7-8 ط: المكتنب الإسلامي بيروت2003م

• الأستاذ محمد علي دولة رحمه الله: 

لقد تعرفت على الأستاذ المربي الداعية محمد علي دولة رحمه الله، صاحب دار القلم بدمشق،عن طريق الشيخ الأصفر في عام 2002م حينما ترجمت كتاب " سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها" للعلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله (1302هـ 1884م ــ 1373هـ 1953م) من الأردية إلى العربية، وعرضت الكتاب على دارالقلم بدمشق وصار هناك تواصل بيني وبين الدار وخلال التواصل اطلع الشيخ محمد علي دولة على علاقتي وصلتي بالشيخ الأصفر رحمهما الله، هنا جاء دور الشيخ الأصفر رحمه الله حيث إنه قام باطلاع الشيخ محمد علي دولة على سيرتي الذاتية، وذكرني عنده بكلمات طيبة وسيرة حسنة، وأنني طالب علم وباحث استطيع القيام بأعمال علمية، وفعلا كان لكلام الشيخ الأصفر أثرا إيجابيا كبيرا في تعزيز الاعتماد والثقة، ثم بدأت هذه العلاقة تزداد يوما فيوما، حتى تشرفت بلقاء الشيخ محمد علي دولة في معرض الكتاب الدولي بالدوحة عام 2002م وناقشنا عدة موضوعات علمية، و طبعت الترجمة العربية لكتاب " سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها" وأعجب بالترجمة والتحقيق وخدمة الكتاب، ثم كلفني الأستاذ محمد علي دولة بترجمة كتاب " محاضرات مدراس" لنفس المؤلف رحمه الله، وبالرغم من أن هذا الكتاب قد ترجم سابقا بقلم الأديب العلامة محمد ناظم الندوي رحمه الله، لكنه ألح علي أن أعيد ترجمته على نفس منوال كتاب "سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها" وأقوم بتحقيقه وتخريج أحاديثه، فلم يسعني إلا أن ألبي على ندائه ، وبحمد الله وعونه طبع الكتاب باسم " الرسالة المحمدية" في حلة وقشيبة ونال إعجاب وقبول الطلبة والباحثين في الأوساط العلمية .

أهم المآثر العلمية للشيخ الأصفر:

كان شيخنا من العلماء والباحثين الذين خلفوا لنا آثارا باقية خالدة ، كان ذا علم وسيع وفهم رفيع، وذهن ثاقب وفكر عميق، كان يتمتع بآفاق واسعة من العلم والمعرفة والثقافة العالية، لقد مات رحمه الله ولكنه حي في قلوب الطلبة،حي بأعماله وإنجازاته لأن البعض يموت ويبقى حيا في قلوب الآخرين، تبقى ذكراه خالدة ، وصحيح أن وفاته ترك لنا صدمة كبرى في أنفسنا لكن شهادة الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام خير تسلية وأعظم عزاء لنا جميعا نحن طلبة العلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" ونرجو من فضل الله أن يكزن الفقيد رحمه الله قد اجتمعت له هذه الأصناف الثلاثة ، فما خلفه رحمه الله للأمة الإسلامية من أعمال علمية وفكرية ودعوية ودينية كلها بمثابة الصدقة الجارية ، والعلم الذي تنتفع به الأجيال بعد الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونحن معاشر طلبة العلم الذين نهلوا من منهله العذب الشلال وارتووا من منبع علمه الفياض وعشنا في ظلاله الوارفة إننا بمثابة أولاده الذين يدعون له بالخير" {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر : 10] لقد خلف لنا الشيخ رحمه الله عددا كبيرا من المؤلفات والتحقيقات ، ومن أهمها:

• تحقيق " أنوار التنزيل وأسرار التأويل، المعروف بتفسير البيضاوي", تأليف الإمام ناصر الدين أبى سعيد عبد الله بن عمرالشيرازى البيضاوى؛ ( حققه ودققه وبيّن الحكم على الأحاديث الواردة فيه الشيخ محيي الدين الأصفر)، طبعة دار المعرفة بيروت عام 2013م وعدد صفحاته 1135.

• تأليف "الموسوعة الفقهية الميسرة " (ط: صندوق الزكاة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية قطر)

والموسوعة تشمل محاسبة الزكاة للشركات وتحديد الوعاء الزكوي وزكاة الديون الاستثمارية وبحث الزامية الزكاة ، بالإضافة إلى توزيع الموسوعة إلى حروف أبجدية تبحث في جانب من الجوانب الفقهية المتعلقة بالزكاة.

• تأليف رسالة " دليلك إلى إخراج زكاة مالك" (سلسلة نحو منهجية معاصرة في التعريف بالإسلام) 

هذا الكتاب يعتبر دليلاً للمسلم، في معرفة أحكام الزكاة في الشريعة الإسلامية بصورة موجزة ( طبعته المكتب الإسلامي و دار الإشراق عام 2000م، عدد صفحاته 88 صفحة.)

• تأليف كتاب " دور المرأة في الحياة الاجتماعية وفق أحكام الشريعة الإسلامية" (طبعته دارابن كثير عام 2012م وعدد صفحاته 128.)

• مراجعة وتنقيح وتحقيق كتاب " الموريسكيون: حياة ومأساة أقلية" ( تاريخ مسلمي الأندلس) 

هذا الكتاب يتحدث عن معاناة العشب الأندلسي المسلم "الموريسكيين" ابتداء من سقوط غرناطة عام 1492م، وحتى طرد بقايا هذا الشعب المنكوب من إسبانيا عام 1608م، ولعل أهم ميزات الكتاب أنه اعتمد الوثائق الإسبانية النصرانية وبعض الوثائق الإسلامية، وعرض بشيء من الموضوعية- من وجهة نظر وطنية- إنصاف أقلية إسبانية عانت بسبب دينها ما عانت ويبدو أن هذا العمل العلمي الموضوعي.. صورة من تأنيب الضمير الإنساني الذي حمله الإسبانيون عبر أجيال، حتى كتب فيه كثيرون من كتابهم وكانوا بين مؤيد للطرد متعصب، متأسف يحاول أن يلتمس الأعذار.. أو يدين الممارسات الظالمة أو يهون منها.

وقد وضع هذا الكتاب عالمان من كبار المتخصصين المعاصرين وهما الإسباني: دومينقير هورتز، والفرنسي: برنارد بنثنت، كتباه باللغة الإسبانية. وترجمه إلى العربية الدكتور عبد العال صالح طه، ونقحه الشيخ محمد محيي الدين الأصفر.( طبعته المكتب الإسلامي و دار الإشراق عام 2000م، عدد صفحاته 88 صفحة.)

• مراجعة وتصحيح كتاب " نهاية السول في خصائص الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم "، تأليف مجد الدين أبي الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن دحية ؛ تحقيق عبد الله عبد القادر الشيخ محمد نور الفادني؛ راجعه وصححه الشيخ محيي الدين الأصفر.( ط: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية دولة قطر)

• تحقيق كتاب " صيد الخاطر" لأبي الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن الجوزي الحنبلي ؛ علق عليه وضبطه الشيخ محمد محيي الدين الأصفر( ط: بيروت، لبنان : دار الإشراق : دار الشروق للنشر و التوزيع)

• تنقيح وتقديم كتاب "حكمة وأسباب تحريم لحم الخنزير في العلم والدين"، تأليف سليمان قوش، تنقيح وتقديم الشيخ محمد محيي الدين الأصفر، ( ط: دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة مصر)

• تأليف رسالة " قل ادعوا الله"(104 صفحة، ط: المكتب الإسلامي ومؤسسة الإشراق عام 1999م)

• تحقيق كتاب " تأويل مختلف الحديث" للإمام أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبه (ط: المكتب الإسلامي، مؤسسة الإشراق 1999م)

الرحيل إلى الآخرة:

بعد عمر حافل بالأعمال الدعوية والإنجازات العلمية والتحقيقية، انتقل الشيخ إلى رحمة الله يوم الأحد الثلاثين من شهر الله المحرم لسنة 1441للهجرة و29 من أيلول لسنة 2019 م عن اثنين وثمانين عاما، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ونحن إذ نعزي أنجال الشيخ الأصفر رحمه الله الأستاذين الكريمين الأخ الفاضل حسن الأصفر و الأخ مصون الأصفرحفظهما الله تعالى ورعاهما، نبتهل إلى المولى عزوجل أن يسبغ على الأسرة الكريمة جميعا نعمه الظاهرة والباطنة ويلهمهم الصبر والسلوان ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين.