محمد بدر الدين أبو صالح

1346 ـ 1401هـ

1927 ـ 1981م

 

 الشيخ محمد بدر الدين بن الشيخ محمد ناجي بن محمود بن محمد أبو صالح.

داعية، واعظ، وخطيب متأدب.

ولد في حي (المشارقة)(3) ، سنة: ست وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة في بيت علم وفضل، فوالده الشيخ محمد ناجي أحد كبار علماء حلب وفضلائها(4)، ونشأ على الصلاح وحب العلم والعلماء، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة الابتدائية، مع ما كان يحصّل من علوم الفقه والعربية على والده، ثم انتسب إلى (الكلية الشرعية) المدرسة (الخسروية)، وفيها التقى جلّ شيوخه أمثال الشيخ أسعد العبجي، والشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد راغب الطباخ، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد السلقيني والشيخ محمد الرشيد، والشيخ محمد سعيد الإدلبي، ووالده الشيخ محمد ناجي أبو صالح(5).

وأخذ على شيوخه هؤلاء علوم القرآن والتفسير والحديث النبوي ومصطلحه والفقه وأصوله والسيرة والتاريخ والتربية والأخلاق والتوحيد بالإضافة إلى علوم العربية وبعض العلوم الكونية.

وما أن تخرج في (الكلية الشرعية)، حتى انطلق إلى ميادين العمل في الدعوة والتعليم، فعمل معلما في منطقة (منبج) و(الباب)، ثم انتقل إلى حلب وكان في هذه المرحلة طالباً منتسباً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وثقلت عليه أعباء الأسرة والعمل في الدعوة والتعليم، فترك الجامعة وهو في السنة الرابعة، لكنه لم ينقطع عن مجالس شيوخه في حلقاتهم.

وفي أواخر الخمسينات من القرن الماضي، انتدب الشيخ إلى مديرية الأوقاف، وأخذ يمارس نشاطه الدعوي من أوسع أبوابه مدرساً وواعظاً في الجامع الأموي الكبير، وفي جامع العبارة، وجامع ميسلون، وخطيباً في جامع أحمد بن حنبل، ومدرسا لعلوم العربية وفن الخطابة في (الثانوية الشرعية) (6)وذاع صيته، وكثر طلابه من طلبة العلم ومن الناس عامة.

هذا بالإضافة سعيه الدائب إلى بناء المساجد في الأحياء المفتقرة إليها وعكوفه على تأليف الكتب والرسائل العلمية، وتحقيق بعض المؤلفات والآثار العلمية فمن مؤلفاته:

1-   المدخل إلى العربية.

2-   رسالة الأحاديث النبوية في رمضان ووظائفه.

3-   مناقب (الإمام الجزولي) رحمه الله.

4-   مناقب سيد الشهداء (حمزة بن عبد المطلب) رضي الله عنه.

5-   رسالة شعب الإيمان.

6-   المختارات من المأثورات والأدعية والأذكار.

7-   وصايا إلى الزوج الغيور والزوجة الوفية.

ومن الآثار التي حققها ونشرها:

1-   (مقامة في المفاخرة والمناظرة بين العلم والجهل)، ويليه (بذل الكرامة لقراء المقامة)، للعلامة سيدي محمد بن عبد الرحمن الحسني الجزائري.

2-   آي السجدة، وحديث قضاء لحاجة، ومن أوراد الشيخ أحمد الحارون

3-   قصيدة الحجرة النبوية الشريفة، للسلطان عبد الحميد خان الأول

4-   قصيدة الحجرة النبوية الشريفة، للإمام عبد الله بن علوي الحداد

5-   قصيدة المواجهة النبوية الشريفة والروضة المطهرة للإمام البغدادي

كان الشيخ كثيرَ الأسفار(7)، ملماً ببعض اللغات كالفرنسية والإنجليزية والفارسية، محباً للعلماء وفياً لشيوخه كثير الذكر لهم، والترحم عليهم حتى أنه كان ينسب نفسه إلى شيخه الدمشقي الشيخ أحمد الحارون(8) رحمه الله ويوقع اسمه(محمد بدر الدين أبو صالح الحاروني).

طيب القلب، محب لطلابه، سريع الغضب إن رأى من أحد مخالفة أو منكراً، لكنه كان سريع الرضا والعفو والسماح، لا يحمل حقداً على أحد ولا يحب الانضمام إلى أي حزب أو جماعة سياسية، وربما اتهم بعض المتحزبين بالمروق أو الكفر.

جميل الوجه، أبيض اللون، أشقر الشعر، مربوع القامة، يرتدي زيّ العلماء، ويزين رأسه بعمامة بيضاء.

في عام: 1980م، غادر موطنه حلب، مهاجراً إلى مكة المكرمة

مؤثراً المجاورة والتفرغ للعلم والعبادة، لكن المقام لم يطل به هناك، حيث تعرض لحادث سير أليم قرب مكة المكرمة، فارق على إثرها الحياة في العاشر من شهر رجب، سنة: إحدى وأربعمائة للهجرة، ودفن في مقبرة (المعلاة) قرب السيدة خديجة ـ رحمها الله ـ.

 

المصادر والمراجع

1-   سجلات الثانوية الشرعية.

2-   سجلات دائرة الإفتاء في مدينة حلب.

3-   كتب الشيخ ومنشوراته.

4-   مذكرات وذكريات المؤلف.

5-   معجم المؤلفين السوريين للأستاذ عبد القادر عياش.

6-   مقابلة شفهية مع نجل المترجم له السيد محمد ناجي أبو صالح.

7-   مقابلة شفهية مع شقيق المترجم له الدكتور محب الدين أحمد أبو صالح.

(3) حي كبير كان عامراً بالسكان، يقع بين حي الكتاب وسوق الهال، وقد دثر هذا الحي، وأقيم مكانه ساحة الرئيس والقصر البلدي، وتقام حاليا المكتبة الوطنية، وفتحت فيه الشوارع العريضة، ولم يبق فيه سوى بعض البيوت، وجامع (البواكب) ومسجد (الشيخ عثمان)، وانظر أحياء حلب وأسواقها، ص 343 وما بعدها.

(4) ستأتي ترجمته ص 446.

(5) انظر ترجمات شيوخه في مكانها من الكتاب.

(6) كان الشيخ أستاذنا في الثانوية الشرعية، وقد قرأنا عليه علوم اللغة العربية وفن الخطابة.

(7) كانت أكثر أسفاره إلى بلاد الحجاز، فقد حجّ أكثر من ثلاثين حجة، وسافر إلى الهند والكويت والأردن وغيرها (مقابلة شفهية مع نجل المترجم السيد ناجي).

(8) صوفي عارف بالله، توفي في دمشق، عام: 1382هـ، وانظر ترجمته في كتاب تاريخ علماء دمشق2/753.