رجل صالح فقدناه المربي الأستاذ محمد الأصفر، رحمه الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا).

رحمك الله يا أخي أبا الحسن، وأعلى مقامك، وتقبلك في عباده الصالحين.

رحمك الله يا أخي وصديقي وزميلي ورفيق عمري..

لقد كنت صادق الوعد، نقي القلب، زكي النفس.. لم تغيرك تقلبات الأيام وصروف الدهر.. لم تُفسدك الشدائد.. ولم تبطرك النعمة.

لقد كنت راضياً مرضياً.. لم يعرف قلبك الغل، ولا تسرب الحسد والحقد لنفسك، حتى لمن أساء إليك.. كنت كريماً شجاعاً، مؤثراً على نفسك، دائم التوكل على الله، في العسر واليسر، موقناً بمواعيده.

كنت مضرب المثل في الشهامة والنخوة والنجدة، بعيداً عن حظوظ النفس والتطلع إلى الظهور، شأن الكثير من أقرانك.

كنت شديد الطيبة، لدرجة قد يأخذها بعضهم عليك.. وكان الكثير من أصحاب الأغراض والأهواء يستخدمونها كمدخل لبلوغ ما يريدون منك من مواقف، ومع ذلك لم تهتز مواقفك الطيبة ولو بموقف واحد، لكن للحق أقول: كنتَ إذا نُبهت أسرعت في الانتباه واليقظة.

لقد عشت راضياً مرضياً.. من أبر الناس بوالديك.. عشت مبتسماً في الأحوال كلها.. في الشدة والرخاء، والصحة وشدة المرض.. لم تُفارقك الابتسامة حتى في سكرات الموت..

رحمك الله رحمة واسعة، وتغمدك برحمته، التي وسعت كل شيء.

فلله ما أعطى، وله ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل..

ونسأل الله تعالى أن يلهمنا الصبر والاحتساب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: فإنا لله وإنا إليه راجعون.