الأستاذ الجليل الشيخ محمد سعيد الطنطاوي في ذمة الله

انتقل بعد ظهر يوم الثلاثاء ٢٣/محرم /١٤٤١ الموافق ٢٤/أيلول -سبتمبر-/٢٠١٩ في مدينة جده الأستاذ الجليل الفيزيائي الكيمائي الفقيه النسابة المؤرخ الأديب المربي الداعية مربي الأجيال وناصح العلماء الجريء الحكيم نسيج وحده وفريد أقرانه ومعاصريه من أقامه الله في مقام التجريد وأنموذج الزاهدين وقدوة العابدين من كان يفيض برحيق الحق والحب والرأفة ريا زلالا سلسبيلا

شيخنا وأستاذنا

الشيخ محمد سعيد الطنطاوي رحمه الله

وذلك عن عمر ناهز التاسعة والتسعين وفق التقويم الهجري ..رضي الله عنه وأسكنه أعلى فردوس الجنة ..

في هذا المقام المؤلم 

نكتب هنا للذكرى وتبصرة للأجيال الناهضة وللتاريخ أنه إذا ذكر الوعي الإسلامي والطلابي والتعليمي الجامعي وقبل الجامعي في سورية فمن أبرز رواده محمد سعيد الطتطاوي

وهل ينسى جامع جامعة دمشق ريادته فيه وفي الجامعة وفي سلسلة رسائل مسجد الجامعة ؟!

وإذا ذكر دينمو النشاط الذي لا يعرف الكلل والملل من منتصف أربعينيات القرن العشرين بين الشباب والطلاب فمن أعظم رواده الأوائل وأعلامه سعيد الطنطاوي.

وإذا ذكر عن أحد في زمننا كانت الدنيا لا تساوي عنده أي شيء فنموذج هذا الزهد والقيام في مقام التجرد هو  سعيد الطنطاوي رضي الله عنه.

إنه بلاريب وهو سليل بيت علم وتقى وصلاح من أعظم ثمار شقيقه الاكبر العالم المربي النجيب الأديب فقيه الأدباء وأديب الفقهاء أستاذنا الاستاذ الشيخ علي الطنطاوي رحمهما الله..

أما إذا ذكرت مقارعة ترهات الإلحاد الشيوعي ببراعة بين صفوف الشباب والطلاب فيذكر على رأس الجميع سعيد الطنطاوي رحمه الله 

وإذا ذكر العلم الموسوعي المدهش المتكامل الدقيق العميق فسعيد الطنطاوي نموذجه .

وإذا ذكر الوعي التاريخي والتحقيق الموضوعي فالأستاذ سعيد الطنطاوي سيده.

وإذا ذكر علم معاصر حاز على الكعب المعلى في ضبط الأنساب فمن ابرزهم سعيد الطنطاوي تغشاه ربي برحماته.

وإذا ذكر الورع الإيجابي فسعيد الطنطاوي من أفراد اربابه رحمات ربي عليه.

وإذا بحثت عن جمال العبادة والأستغراق فيها

فحسبك أن ترى سعيد الطنطاوي متبتلا متعبدا مستغرقا..

كذا الصبر

كذا الحلم 

كذا الشجاعة والإقدام في الجهر بالحق مع حكمة بالغة..

وإذا ذكر صدق السعي ودوام بذل الجهد لإصلاح الصف الدعوي والعلمي فبيضة القبان في الأمر كله كان سعيد الطنطاوي رحمه الله.

وإذا اردت ان تشهد أعجوبة من أعاجيب الحفظ المتقن وفنان الإلقاء المجلسي فحسبك أن تقف بين يدي أستاذنا سعيد الطنطاوي ..

نسيج وحده كان 

حتى أنه ما من امرأة تحتمل الزواج بمثله ولذا عاش عزبا طوال عمره رحمه الله.

أمام هذا المصاب الجلل الذي نزل بنا مع فراقه رحمه الله أتوجه بأحر التعازي لأولاد إخوانه وأسرهم ولكل آل الطنطاوي الكرام وآل الخطيب الكرام ،وللسادة العلماء ، وللأساتذة الدعاة في سورية وفي المملكة العربية السعودية وفي العالم الإسلامي كله .

تغمد الله شيخنا محمد سعيد الطنطاوي بواسع رحماته وأسكنه فردوس جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم

لاتحرمنا اجره

اللهم 

لا تفتنا بعده

اللهم 

اغفر لنا وله.

إنا لله وإنا اليه راجعون.