الشيخ مصطفى الغلاييني 

اشتهر الشيخ الغلاييني نحوياً بموسوعته الفريدة (جامع الدروس العربية) لكن القليل من يعلم أن الشيخ كان فقيهاً ضليعا، وخطيباً مصقعا، ومصلحاً نحريراً ينتمي إلى مدرسة الإصلاح والتجديد. 

فقد ولد الشيخ في بيروت عام ١٨٨٦، وتلقى علوم اللغة والدين على يد علمائها.

ثم شد الشيخ الرحال الى مصر، حيث تتلمذ على الشيخ محمد عبده، ومنه تلقى نزعة الإصلاح والتجديد. 

لكن التعليم الازهري القديم لم يرق للشيخ، فكتب في الاهرام مقالات ناقدة لأساليب التعليم هناك، ثم كرَّ عائداً الى لبنان.

وقد كتب كتاباً في الرد على كرومر، ضمّنه كلاماً للشيخ محمد عبده، في زمن السلطان عبد الحميد، وكان مجرد ذكر اسم الشيخ في ذلك الوقت جريمة من الجرائم.

وقد جمع الغلاييني مقالاته في كتاب أريج الزهر، وأهداه الى الشيخ محمد عبده.

ثم اصدر الشيخ جريدة النبراس في لبنان، وكان يموّلها بما تيسَّر له من المال.

وقد تولى الشيخ تدريس اللغة العربية في المكتب السلطاني، ووضع كتابه "جامع الدروس العربية" لهذا الغرض.

ولما قامت الحرب العالمية الأولى انضمَّ الشيخ إلى جيش الدولة العثمانية خطيباً وواعظا، وشارك في غزوة جمال باشا السفاح لسيناء وهزيمته فيها.

ولما قامت الثورة العربية انضمَّ الشيخ الى جيش فيصل، ثم احتل الفرنسيون سوريا فذهب الشيخ الى شرق الاردن.

ثم رجع الشيخ الى لبنان، فتلقى الأمرّين لمعارضته الانتداب الفرنسي، وزُجَّ به في السجون غير مرة، ثم ضاق الفرنسيون به ذرعاً فنفوه الى حيفا.

ثم عاد الشيخ الى مسقط رأسه بعد انتهاء العقوبة، وتولى القضاء الشرعي في بيروت، ونال عضوية مجمع اللغة العربية.

وقد شنَّ الشيخ حملة على دعاة المذهبية، لا سيما من يروّجون لأداء صلاة الظهر بعد الجمعة، بدعوى الاحتياط لأنهم لا يجيزون تعدد الجمعة، وهو من أغرب أقوال الشافعية، وكتب في ذلك مقالات، نشرها له السيد رشيد رضا في المنار.

وفي سنة ١٩٤٤ أسلم الشيخ الروح لباريها بعد معاناته بسرطان الجلد، ودفن في مدينته التي أحب بيروت، رحمه الله.

ومن كتب الشيخ غير ما ذُكر:

ديوان شعر له، وشعره متوسط، يدور حول قضايا الأمة.

عظة الناشئين.

ورجال المعلقات العشر.

ولباب الخيار في سيرة المختار

ونظرات في اللغة والادب، وهو رد على كتاب إبراهيم المنذر.

وأغلب كتب الشيخ متوفر على الشبكة.