الشيخ محمد نديم فاضل

1355هـ ـ 

1936 م ــ

الشيخ الفاضل الدكتور محمد نديم بن محمد فاضل 

عالم باحث نحوي محقق

ولد الشيخ في مدينة حلب وفي حي عريق من أحيائها القديمة وهو حي (الألمجي) (1) القريب من محلة تراب الغرباء سنة: خمس وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، ونشأ في أسرة ميسورة عرفت بتمسكها بدينها وأخلاقها. 

تعلم قراءة القرآن الكريم ومبادئ العلوم العربية والشرعية في كتاب الحي، ثم درس المرحلة الابتدائية في المدرسة الهاشمية التي غدت تعرف فيما بعد بثانوية أسماء بنت أبي بكر، وتابع دراسة المرحلة الإعدادية في إعدادية سيف الدولة، ثم انتقل في المرحلة الثانوية إلى التجهيز الأولى ـ ثانوية المأمون ـ وحصل منها على الثانوية العامة بفرعها العلمي، لكن حبه للغة العربية وميوله الأدبية دفعته ليتابع دراسته في كلية الآداب فرع اللغة العربية في جامعة دمشق، فانتسب إليها عام: 1959م، وراح ينهل من معين علومها على كبار أساتذتها، أمثال الأستاذ محمد راتب النفاخ، والأستاذ سعيد الأفغاني، والدكتور محمد المبارك، وغيرهم من كبار أعلام الأدب والعربية

واثناء وجوده في دمشق عمل المترجم موظفاً في مجلس تفتيش الدولة. 

ولما تخرج في جامعة دمشق عام: 1964م، عاد الى موطنه حلب، والتحق بالعمل الذي أحب، وهو التدريس ونشر العلم فعين مدرساً لمادة اللغة العربية في محافظة حلب، وتنقل في عدد من ثانوياتها، منها: ثانوية ناحية السفيرة، ثمّ انتقل إلى ثانوية هنانو في مدينة حلب، وفي ثانوية جورج سالم الصناعية، وغيرها من الثانويات. 

وفي عام: 1980م، تعرض المترجم الى المضايقات فتعاقد مع وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، وفيها عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في مدينة جدة فترة، ثم انتقل الى المدينة المنورة مدرساً في ثانوياتها إلى سنة: 1416 هجرية حيث ألغي عقده.

وفي المدينة المنورة، أكب الشيخ المترجم على حلقات العلماء فيها وحضر مجالسهم المباركة، كمجلس شيخنا الشيخ أحمد قلاش الحلبي ، كما حضر على شيخ قراء مصر الشيخ عبد الفتاح المرصفي وقرأ عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وعلى الشيخ سعيد عبد الله الذي سمع منه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم، وأجازه فيه أيضاً، وغيرهم من العلماء الحلبيين، وغير الحلبيين، مع استمراره في البحث والتحقيق والتأليف، فعاد إلى كتاب الجنى الداني في حروف المعاني لأبي بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى: 749هـ)

وكان قد عمل في تحقيقه في سبعنيات القرن المنصرم مع صديقه الدكتور فخر الدين قباوة، فتقدم به الى جامعة القرآن الكريم في السودان، وحصل منها على درجة الماجستير

انصرف المترجم بعدها إلى القرآن الكريم وتفاسيره ليستخرج من آياته البينات التضمينات النحوية فيه، وقد أمضى المترجم في عمله هذا أكثر من خمس وعشرين سنة، في البحث والتحقيق والتمحيص إلى أن اكتمل كتابة الفريد في موضوعه وهو (التضمين النحوي في القرآن)، وتقدم به الى جامعة أم درمان كلية القرآن الكريم، لينال منها درجة الدكتوراه وذلك حوالي عام 2000م.

ولم يرتو شغف المترجم من هذا الموضوع المهم فما زال حفظه الله يبحث ويطالع ويكتب فيه 

وللشيخ بحوث أخرى في النحو واللغة والصوتيات

جميل الوجه، نحيف الجسم، أبيض البشرة، ربعة بين الرجال 

كريم النفس واليد، آلف مألوف، متواضع، شديد الخوف من الله نزيه، عفيف، متواضع، لا يحب الغيبة، ولا يسمح بها في مجلسه يكره المديح والإطراء، فإذا حصل في مجلسه مدح له أو ثناء عليه غضب ونهض، وترك المجلس، يقول عنه صديقه الأستاذ محمد علي كاتبي (عرفت الشيخ منذ أكثر من خمسين عاماً فتعلمت منه طالباً وزاملته في العمل والتدريس، ورافقته في جل مراحل الحياة، فلا والله ما رأيت منه إلا كل خير وفضيلة)

حفظ الله الشيخ المترجم وأمده بالصحة والعافية وأمتع به.

المصادر والمراجع

1. مقابلة شفهية مع المترجم. 

2. مقابلة شفهية مع نجل المترجم الدكتور حسان فاضل 

3. ترجمة خطية أملاها علي الأستاذ محمد علي كاتبي.

1 - الألمجي : حي عريق من أحياء حلب القديمة ، يقع خارج سور باب النصر بين حارة تراب الغرباء وحارة الماوردي و (الألمجي) كلمة تركية معناها: بائع التفاح