مصاب أليم وفاة الشيخ محمد عارف الراوي

 

فُجعنا يوم الأحد ١٣ من شوال ١٤٤٠بوفاة الأخ الشيخ السيد محمد بن عارف الراوي الرفاعي مدرس الفقه والأصول في الجامعة العراقية، وهو يحاول إنقاذ بنته حنان (١٣ سنة) منْ حريق شبّ في بيتهم بسبب تماس كهربائي في حي المثنى ببغداد فجراً.

والسيد محمد من خيرة مَن عرفت، وقد عرفته منذ عام ١٤١٠ وكان شاباً في نحو الخامسة عشرة من عمره، وأشهد أنه شاب نشأ في طاعة الله، ولم تُعرف له زلة ولا صبوة، وكان موفقا للطاعة، وكان يحب الله ورسوله والصالحين، وله عبادة وأذكار، وكان مأمون الجانب يألفه كل مَن رآه، وكان مقبلاً على شأنه، حريصاً على وقته، مداوماً على الاستزادة من العلم، وله رؤى طيبة، وحال مبارك، وسمت صالح.

وكنا نتواصل عبر الوتس اب، وكانت رسائله تقطر حباً وأدباً ووفاءً، وكانت رسالته الأخيرة يوم الجمعة دعاء لي.

وما قبل الأخيرة هذا السؤال:

(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  شيخي: طُلب مني أن أدرّس السيرة في جامع الجنابي فأي كتاب أدرّس؟).

وكان قد أرسل لي مِن قبل: 

(شيخي:  أيام جميلة هي التي كنتُ أراكم فيها، ولم أكن أعلم أنها منحة وفرصة سريعة العبور، وقد لا تتكرر في هذه الدنيا٠ 

اللهَ أسالُ أن يجمعنا في مستقر رحمته وكل مَنْ نحب.  آمين يا رب العالمين)٠ 

ونسأل الله تعالى أن يتقبله في الشهداء...

فعن جَابِر بن عَتِيكٍ رضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رسُولَ الله صلَّى الله عليْهِ وسَلَّمَ قالَ: 

(ما تَعُدُّونَ الشَّهادَةَ؟  قالُوا: الْقَتْلُ في سبِيلِ الله تعالى. قالَ رسُولُ الله صلَّى الله عليهِ وَسَلَّمَ: الشَّهادَةُ سَبْعٌ سِوى القتلِ في سبيلِ الله: المَطْعُونُ شَهِيدٌ. والغَرِقُ شَهِيدٌ. وصاحِبُ ذَاتِ الجَنْبِ شَهيدٌ. والمَبْطُونُ شَهِيدٌ. *وصاحِبُ الحرِيقِ شَهِيدٌ*. والذي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ. والْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ)*.

رحمه الله ورحم ابنته رحمة واسعة، وأكرم وفادتهما عليه، وحقق حسن ظنهما به.

وكان في عون أسرته وأهله.

وعظم أجرهم فيه وفي ابنته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وإنا على فراقك يا محمد لمحزونون.

------------------

* رواه أحمد (23804) وأبو داود (3111) والنسائي (1846).