محمد عدنان غشيم

1362 ـ 1440 هـ

1942 ـ 2019 م

 

الشيخ محمد عدنان بن الشيخ محمد بن السيد محمد الغشيم، الشافعي الحلبي.

عالم، عامل، باحث، له اشتغال بعلم الحديث والفقه.

ولد في مدينة حلب، حيّ (البلاط التحتاني) سنة: اثنتين وستين وثلاثمئة وألف للهجرة، ونشأ في كنف والده الشيخ محمد الغشيم، الذي أحاطه بعنايته، وعطفه ومحبته، واختار له الطريق الذي اختاره لنفسه، وهو طريق طلب العلم، والدعوة إلى الله، فبعد أن أنهى دراسته الابتدائية، دفع به إلى شيخ قراء حلب، شيخنا الشيخ محمد نجيب خياطة، ليأخذ عنه تلاوة القرآن الكريم وتجويده، ثم انتسب إلى المدرسة (الشعبانية)، وبعد حضوره فيها لفترة قصيرة، صدر قرار بإلغاء هذه المدرسة، وضمها إلى المدرسة (الخسروية) - الثانوية الشرعية - فلم تطب نفس الوالد بأن يتابع ابنه المترجم له دراسته في هذه المدرسة، وأمره بالحضور عليه مع مجموعة من زملائه في مسجده (جامع مقر الأنبياء)، وراح الشيخ الوالد يقرأ عليهم علوم التوحيد، والحديث، والتفسير، والفقه، والسيرة النبوية، ويختار لهم ما يناسبهم من الكتب والمراجع في هذه الفنون، ويقررها لهم، ولما أعيد افتتاح المدرسة (الشعبانية) بمساعي فضيلة شيخنا الشيخ عبد الله سراج الدين، وتحت إشراف (جمعية التعليم الشرعي)، عاد المترجم له ليتابع دراسته فيها، فقرأ علم التلاوة والتجويد والفرائض على شيخيه الشيخ محمد نجيب خياطة، والشيخ محمد سامي البصمجي، وأخذ علم الحديث على شيخه العلامة الشيخ عبد الله سراج الدين، ودرس علم المصطلح على شيخه العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وقرأ الفقه الشافعي على والده الشيخ محمد الغشيم، والنحو وعلوم اللغة العربية على شيخه الشيخ أحمد قلاش، وقرأ السيرة النبوية، والتاريخ وعلم العروض على شيخه الشيخ بكري رجب، وعلوم التربية والتصوف على شيخه الشيخ مصطفى مزراب، وفي الصفوف العليا من هذه المدرسة، درس الشيخ المترجم له علوم القرآن الكريم على شيخه الدكتور الشيخ نور الدين عتر، وتابع الشيخ دراسته في هذه المدرسة المباركة بكل جد واجتهاد، إلى أن تخرج فيها عام 1965 م.

لم يكتف الشيخ المترجم بما حصّل من العلوم في المدرسة الشعبانية، فانصرف إلى حلقات العلماء الثقات، وراح يحضر حلقاتهم ومجالسهم، فحضر مجالس الشيخ محمد شهيد في المدرسة (الإسماعيلية)، والشيخ أحمد قلاش في (جامع قنبر)، وكان للشيخ المترجم له ميل خاص لعلم الحديث الشريف، فحرص على تتبع مجالسه حيثما وجدها، ثم لازم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وقرأ عليه عدداً من كتب الحديث الشريف ومصطلحه، وأفاد منه فائدة كبيرة.

ومع عدم قناعة المترجم له بالإجازات التي يمنحها الشيوخ في أيامنا، و(أنها لا تعبّر عن مكانة الرجل العلمية، إذا لم يكن قد جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيه وهي الآن للبركة، واتصال العلم فقط)، فقد اجتمع بالشيخ محمد ياسين الفاداني في مكة المكرمة، وسمع منه، وحصل على إجازة عامة منه في كتب الحديث الستة، وموطأ الإمام مالك خاصة، وبجميع مروياته ومقروءا ته، كما التقى في مكة أيضاً بالشيخ محمد بالقائد الجزائري التلمساني، وحاوره في بعض مسائل العقيدة، ثم حصل منه على إجازته في الطريقة (الشاذلية) وأذن له في أورادها.

بعد هذا التحصيل العلمي المتميّز، انصرف الشيخ إلى نشر العلم وإفادة الطلاب، فكانت له في بيته مجالس علمية لطلاب العلم الشرعي خاصة، يختار لهم الكتب المفيدة في علم الحديث الشريف ومصطلحه، ويقرؤها لهم مع الشرح والتحليل ليذلل لهم صعابها، ومن الكتب التي قرأها لطلابه أكثر من مرة كتاب (تدريب الراوي)، وكتاب (الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث) لابن كثير، كما كانت له دروس في الفقه، والأصول، والحديث الشريف، ومصطلحه والتوحيد، وأحاديث الأحكام، في جامع أسامة بن زيد.

وللشيخ خطبة الجمعة في جامع (أبشير باشا)، ومن قبله كانت في جامع (شرف)، يحرص فيها على إفادة المصلين بالحكمة والموعظة الحسنة.

مع انشغال المترجم له بمتابعة طلبه للعلم، وبذله لطلابه، فقد ألف بعض الكتب، وكتب عدداً كبيراً من الأبحاث والمقالات الإسلامية، التي تخدم السنة النبوية المطهرة، فمن الكتب التي ألفها:

1- كتاب واحد وأربعون حديثاً في الصفات، جمعها من صحيح الإمام مسلم، ونقل شرحها من الإمام النووي، وخرّج أحاديثها وعلق عليها.

2- تخرج أحاديث مسند الإمام الشافعي (ثلاث مجلدات).

3- تحذير القاري من أضاليل حماد الأنصاري.

ومن الأبحاث والمقالات التي كتبها:

1- آدم أبو البشر، أثبت فيه الشيخ بالأدلة الصحيحة أن لا وجود لأحد قبل آدم عليه السلام.

2- القول المسموع في أنّ ستر الوجه هو المشروع.

3- رجب الفرد تحت المجهر النبوي الشريف.

4- حواء والعطر وحكم الإسلام فيه.

5- حكم الرقص في الإسلام.

6- سلفية آخر زمان.

7- بحث حول المهدي المنتظر.

8- بحث حول صلاة التراويح، وغير ذلك من الأبحاث والمقالات والتحقيقات العلمية المفيدة الماتعة.

جميل الوجه، مهيب الطلعة، منور الشيبة، ممتلئ الجسم، أقرب إلى البدانة.

محب للعلم وطلابه، يفتح منزله لهم في كل وقت، ويتلقاهم بالبشر والسرور، ويقدم لهم كلّ ما يحتاجونه من العلوم وغيرها، مع كرم نفس ويد وتواضع، اعتقاداً منه بقول الإمام الشافعي - رضي الله عنه - (العلم رحم بين أهله). 

ـ المؤلف مع الشيخ عدنان لدى زيارته في بيته صيف عام 2010 م ـ

المصادر والمراجع

1- ترجمة خطية أملاها علي الشيخ المترجم له.

2- مقابلات شفهية متعددة جرت مع المترجم له في بيته صيف عام: 2005 م، ثم تكررت الزيارات بيني وبينه حتى عام: 2011 م.

3- مذكرات المؤلف ومعرفته الشخصية بالمترجم له.