الأستاذ النائب الداعية د. عبد اللطيف عربيات

رئيس مجلس النواب في الأردن.

( 1933- 2019م)

‏ عبد اللطيف عربيات هو سياسي، وبرلماني سابق، تسلم رئاسة مجلس النواب الأردني، لثلاث دورات متتالية، من عام 1990-1993م.

واختير القيادي عربيات عضواً بمجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، منذ عام 1993 -1997، ومنح لقب معالي، رغم عدم تسلمه حقائب وزارية...ودوره في الحركة الإسلامية لا ينكره إلا مكابر، فما هي سيرته ؟ وما هي أبرز منجزاته وأعماله والمناصب التي تقلدها ؟ ....

مولده، ونشأته:

هو النائب الداعية رئيس مجلس النواب د. عبد اللطيف عربيات من مواليد مدينة السلط في حاضرة البلقاء في الأردن 1/ 12/ عام 1933م، ونشأ في عائلة تضمّ 8 إخوة وأخت يعمل بعضهم في الجيش والأمن العام، وأما والده فكان يعمل في الزراعة. 

‏دراسته، ومراحل تعليمه:

درس المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في المترك، وهي أكبر مدرسة في مدينة السلط، تضم طلاب إربد والكرك، وقد أمها الكثير من المعلمين من سورية، ومصر.

ثم حصل على بكالوريوس هندسة زراعية – من جامعة بغداد – في العراق عام 1958م.

ثم حصل على ماجستير تعليم زراعي – من جامعة تكساس –في أمريكا عام 1967م.

ثم حصل على دكتوراه في التعليم المهني – تكساس- في أمريكا عام 1974م.

‏أعماله، ومسؤولياته: 

شغل الراحل الكريم عدة مناصب في حياته:

1- فهو عضو مجلس الأعيان 1993م في الأردن حتى عام 1997م .

2- وأمين عام مجمع اللغة العربية في الأردن .

3- وأمين عام وزارة التربية والتعليم.

4- ومدير عام تربية عمان.

5- كما شغل منصب مدير مشاريع البنك الدولي / التربية.

6- وهو عضو مجلس نواب 1989م .

7- ثم انتخب رئيساً لمجلس النواب في الأردن 1990-1993م .

8- وهو قيادي تاريخي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن .

9-وكان عضواً في اللجنة الملكية للميثاق الوطني التي شكلها الملك حسين بن طلال عام 1990م.

10- كما عينه الملك عبد الله بن الحسين عضواً في اللجنة الملكية للأجندة الوطنية عام 2005م. 

جهوده في خدمة الحركة الإسلامية: 

انتسب عبد اللطيف عربيات إلى كبرى الحركات الإسلامية في وقت مبكر من شبابه، وشارك في المعسكرات والأنشطة الدعوية والثقافية في تلك الفترة، ثم تولى مناصب قيادية في الجماعة، كما جرى انتخاب عربيات في منصب رئيس حزب جبهة العمل الإسلامي، قبل أن يتفرغ للعمل ...الخيري، ويصبح رئيس جمعية العفاف في الأردن.

وفاته:

توفي عبد اللطيف عربيات في مصلاه وقت صلاة الجمعة في مسجد أم العلا في ضاحية الرشيد في عمّان عاصمة الأردن في 21 شعبان / 1440 ه / الموافق 26 / 4/ 2019م..عن عمر ناهز 86 عاماً قضاها في نشر العلم والخير والعفاف والطهر، والعمل السياسي البناء الدؤوب.

فهنيئاً له هذه الخاتمة المباركة في ساعة مباركة، ويوم مبارك.

رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ...

وروى الدكتور بشار الشريف إمام وخطيب مسجد أم العلا التفاصيل التي رافقت وفاة رئيس مجلس النواب الأسبق والقيادي البارز في الحركة الإسلامية الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم في خطية الجمعة.

وقال الشريف: كان -رحمه الله- متعباً لكنه أصرّ على ولده أن يذهب به للمسجد لأداء صلاة الجمعة، ودخل إلى المسجد مستنداً على عصاه، وعلى نجله "أحمد" وتوفي، وهو يصلي تحية المسجد.

وزاد الشريف لقد "وقع على الكرسي أثناء قيامه بصلاة التحية"، ثم "بدأنا بالمناداة الاطباء الموجودين فالتم عليه نحو 6 اطباء كانوا بالمسجد والذين حاولوا انعاشه" إلى ان أتى الدفاع المدني.

وقال الشريف إن الدفاع المدني تأخر في الوصول للمسجد رغم أن المسافة بين مركز دفاع مدني الجامعة والمسجد حوالي دقيقتين، وقد تم استدعاء الدفاع المدني في مرات سابقة وكان يصل بشكل سريع، كما قال أن السيارة التي وصلت لم يكن فيها أي أدوات لإسعاف الدكتور عربيات الذي التف حوله حوالي 7 أطباء، وبذلوا جهدهم لإسعافه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدم وجود المعدات لذلك وفق ما ذكر.

وتمّ رفض تشريح جثة المرحوم من قبل أهله لوجود سيرة مرضية، وصلي عليه ظهر اليوم التالي في مسجد الجامعة، وكان الدفن في مقبرة السلط. وبيت العزاء في ديوان عشيرة العربيات بالسلط.

أصداء الرحيل:

كان د. عبد اللطيف عربيات أحد أساسات الدولة الأردنية. "ومدماك" في بنيانها.

بيديه ساهم في صناعة عمارتها. ليست عمارة الحجارة، بل هناك حيث الرأس.

لهذا كان مفهوماً أن يشغل منصب "جمعية العفاف الخيرية"، الجمعية التي شغلت سنواتها الطويلة في تسهيل "العفاف" لشباب وصبايا الأردن، في الوقت الذي كان الشغل الشاغل لآخرين إفسادهم.

كل ما في سيرة الدكتور عربيات يعبق فخراً: أمين عام مجمع اللغة العربية، دكتوراه في التعليم المهني، أمين عام وزارة التربية والتعليم، سنوات من العمل السياسي الإصلاحي.

سيرة ذاتية ختم بها ما شهد له: مات يوم الجمعة، في صلاة الجمعة، في المسجد، وهو جالس ابن الثمانين ملبياً دعوة "حي على الفلاح"، فلبى.

إن كان ولا بدّ من الموت فبمثل هذه. وإن كان أحد يرغب في أن يوقّع في سيرته الذاتية بخاتمة، فتلك التي كانت للدكتور عربيات.

وكان لوفاته صدى كبير على الصعيد الرسمي والشعبي والإعلامي، فقد نعاه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، في يوم الجمعة حيث قال: رئيس مجلس النواب الأسبق والقيادي البارز في الحركة الإسلامية الدكتور عبد اللطيف عربيات الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم.

وأكد رئيس الوزراء أن الدكتور عربيات كان قامة وطنية وإسلامية كبيرة امتازت بالحكمة والفكر المعتدل المستنير، والتي حظيت باحترام الجميع.

واستذكر السيرة العطرة والخدمات الجليلة التي قدمها المرحوم الدكتور عربيات لوطنه في جميع المواقع التي شغلها في العمل التشريعي والحزبي والتربوي.

وتقدم رئيس الوزراء بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لذوي الفقيد وأسرته ومحبيه على امتداد وطننا الكبير سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يتغمده برحمته الواسعة.

وتسلّم المرحوم الدكتور عبد اللطيف عربيات رئاسة مجلس النواب لثلاث دورات منذ العام 1990 وحتى 1993 وعضواً في مجلس الأعيان منذ 1993 وحتى العام 1997 وعضواً في اللجنة الملكية للميثاق الوطني العام 1990 وعضواً في اللجنة الملكية للأجندة الوطنية العام 2005م .

ونعاه رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، اليوم الجمعة، الدكتور عبد اللطيف عربيات، رئيس مجلس النواب الأسبق. وأشار عبر تغريدة على تويتر: "خيم الحزن على القلوب برحيل الدكتور عربيات، لن ننسى مواقف الراحل الكبير، وهو الذي كان على الدوام صاحب رأي وحكمة يسترشد بها الجميع، وداعاً أيها الفارس النبيل".

ونعت جمعية جماعة الإخوان المسلمين "الأخ الكبير في الحركة الإسلامية والقيادي البارز المرحوم بإذن الله معالي الدكتور عبد اللطيف عربيات".

وقالت في بيان "وإننا إذ نعزي أنفسنا وأبناءه وأهله والوطن جميعاً بفقيد الأمة الكبير والذي كان يشكل صوت العقل والحكمة دوماً في الحركة الإسلامية كاملة فإننا نسأل الله له الرحمة، ورفع المقام، وأن يسجل له حسن الخاتمة.

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون".

ونعاه القيادي الإسلامي سالم الفلاحات، الدكتور عبد اللطيف عربيات، رئيس مجلس النواب الأسبق. وقال الفلاحات: رحمك الله أبا سليمان هدتك السنون والهموم ومصالح الأوطان.

حيرتك الموازنة العاقلة بين الحقائق الصادعة بالمنطق المكشوف، والحكمة في تقدير المصلحة، واختيار أدق التعابير وأكثرها اتزاناً.

كنت تصارح جلاسك بأدق التفاصيل التي لا تبوح بها بالعادة للكافة.

من لا يعرف الصقر يشويه يا أبا سليمان -رحمات الله عليك- .

قلت لي يوماً إن أحدهم أسرّ لك لو صوتت معك الصين في انتخابات ٢٠٠٧م لن تنجح عندما ألزمناك بالترشح، وأنت العاقل الوطني الحكيم.

قلت لي يوماً في انتخابات بلدية في مأدبا قبل عقدين تقريباً، وشكوت إليك التزوير ضد مرشح الإخوان م. زياد الشوابكة لن نشوه الانتخابات أمام العالم من أجل تجاوزات في بلدية.

لم يقدروك، وأنت صاحب المواقف.

لم يسمحوا أن تقابل الملك رغم المحاولات في ٢٠١٥و٢٠١٦م؛ لأنهم يعرفون أنك ستقول قولاً بليغاً.

لم يسمع لك الكثيرون في مواقع مختلفة، وليتهم سمعوا.

غادر صنوك ورفيق دربك إسحق فرحان قبل شهور، وما أدراك ما إسحق علماً وأدباً وذوقاً بالله سلم عليه، وقل له الأمة في المحنة لا زالت تراوح مكانها، ولم تفق عسى الله أن يجعل لنا مخرجاً.

كما نعاه الأستاذ المجاهد عصام العطار، فقال:

في كُلِّ يَوْمٍ على الأحْبابِ مُنْسَكِبٌ .. مِنْ مَدْمَعِ القلبِ يَجْري إثْرَ مُنْسَكِبِ

تَلَقَّيْتُ الآن نَبَأَ وَفاةِ الأخِ الصّالِحِ الصَّديق القائِدِ الإسلامِيِّ والوطنِيِّ الكَبير رَئيس البرلمان الأردني الأسبق الدكتور عبد اللطيف عربيّات في صَلاةِ الجمعَة في مسجد أم العلا في عمّان

غِيابُ الدكتور عبد اللطيف عربيّات خَسارَةٌ كبيرَةٌ أليمَة لأسرتِهِ وإخوانِهِ وأصدِقائِه، وخَسارَةٌ كبيرَةٌ أليمَة لأمَّتِهِ وبلادِهِ في هذِهِ الأيّامِ والظُّروفِ التّاريخِيَّةِ المَصيرِيَّةِ الخَطيرَة التي تحتاجُ صِدْقَ الرِّجال وأمانَةَ الرِّجال وخِبرَةَ الرِّجال وشَجاعَةَ الرِّجال ومقدِرَةَ الرِّجال

رَحِمَكَ اللهُ تعالى يا أخي وصَديقي عبد اللطيف عربيّات، وعَوَّضَ دعوَتَكَ وإخوانَكَ وأمَّتَكَ وبلادَكَ والإسلامَ والمسلِمين عنكَ أحسَنَ العِوَض، وجَعَلَ لأسرَتِكَ الصَّغيرَةِ والكبيرَة وإخوانِكَ وأصدِقائِكَ الصَّبرَ والأجر

لا حولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بالله

وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون

ونعاه الأستاذ الداعية زهير سالم، فقال:

( في ذمة الله ... الداعية المربي الدكتور عبد اللطيف عربيات ...

رحم الله أبا سليمان ..

رحم الله الرجل الذي تتعلم منه الدين والحكمة والسياسة والكياسة ..

توفي الدكتور الداعية (عبد اللطيف عربيات) في مصلاه وقت صلاة الجمعة في عمان / 21 شعبان / 1440 -/ 26 / 4/ 2019م...

اللهم اغفر له، وارحمه، وأعل نزله، واغسله من خطاياه كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس. 

والعزاء لأسرة الفقيد وإخوانه وعشيرته ومحبيه .. 

وإنا على فراقك يا أبا سليمان لمحزنون.

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي.

وتحت عنوان (كلمة في حق عبد اللطيف عربيات) كتب الوزير الأسبق د بسام العموش، وقال:

كنت أسمع عنه بصفته التربوية والحركية، تلاقينا لاحقاً بشكل مكثف يوم أسسنا جبهة العمل الإسلامي، فاشتركنا في مجلس الشورى والمكتب التنفيذي . عرفته رجلاً متزناً بعيد النظر لا يؤمن بالطيش، ويتسع صدره للخلاف.

كان دينه ثابتاً لا يتزعزع ومنه ينطلق لحب بلده. يحمل غيرة محمودة وجرأة، ولا يقبل مزايدة من أحد على حب البلاد ولطالما كان يكرر حبنا لبلدنا ليس حباً مصلحياً. لم يكن يؤمن بالانقسامات والانشقاقات الحركية حيث استوعبها ببُعد نظر ولما ذكر أمامه شيء من ذلك قال: دعوهم فإن كانوا على حق فسينجحون وإلا فقد سبقهم آخرون ذابوا في المجتمع.

ترافقنا على مائدة في بيت دولة طاهر المصري أقامها على شرف جلالة الملك عبد الله الثاني، ويبدو أن الهدف من اللقاء تحميل الراحل عربيات رسالة ملكية شفوية حيث قال الملك، وهو يقسم رغيف الخبز مخاطباً الدكتور عبد اللطيف: ما أخبار جماعتك؟ قال الدكتور: يدعون لك بالخير. قال الملك: كلامك يعجبني لكن معلوماتي تقول إن قبلتهم "قم" !! قال الدكتور: نحن على ما نحن عليه لم نغير ولم نبدل كما كنا مع الراحل الحسين. قال الملك: لا أريد جواباً الآن، ولكن قل لهم: إنْ غيروا فسوف نغير.

هذه هي الرسالة. التفت الملك إليَّ، وقال: أنت تعرف إيران فهل تريد إيران دولة فلسطينية؟ قلت: ولا أردنية . يا جلالة الملك: الأردن مهدد من التكفيريين والتفجيرين وإيران. وحتى نواجه هذه المخاطر فلا بدّ من إحياء التحالف غير المكتوب بين الإخوان والدولة لأن الإخوان ليسوا تكفيريين، ولا يؤيدون السياسة التوسعية لدولة إيران الحالية.

شعرت وأنا أقول ذلك بفرح الدكتور عربيات لأن كلامي ينطلق من شخص خارج التنظيم.

قبل بضعة أشهر وقفنا في الجامعة الأردنية نؤبن الراحل الدكتور اسحاق فرحان وكانت له كلمة، ولي كلمة، وشهدت بما أعرف عن الدكتور إسحق، وقلت: أقول هذا وأنا خارج التنظيم منذ عام 1997 فقاطعني الدكتور عبد اللطيف، وقال: من قال ذلك؟ أبلغك أنك مطالب باشتراكات مالية للتنظيم، فكانت مجاملة لطيفة من رجل لطيف، وأخ كبير ومربٍ فاضل. 

ويوم غادر الإخوان رموزٌ كبارٌ تنظيمياً قال عبد اللطيف: لو غادر الجميع فلن أغادر بل أنا آخر أخ مسلم، ولو لم يبق في الإخوان إلا واحد لكان الواحد أنا.

هذا رجل التربية والمبدأ الذي لم أسمع منه طعناً ولا اتهاماً ولا غمزاً ولا لمزاً . 

كان محل اتفاق وإذا سمع طعناً من قصار النظر دعا إلى إهمالهم، وقال: لا يصح إلا الصحيح.

عاش كبيراً مربياً إصلاحياً، ومات طاهراً مصلياً ضيفاً في بيت ربه الكريم، تحفه الملائكة، ويحيط به المصلون الأطهار، فرحمة الله عليك من رجل ختمت بحسن الختام وعقيدتنا تقول كل إنسان يبعث على الحالة التي مات عليها. 

اللهم اجمعنا به في جنات النعيم.