ذكرى مرور ٤٦ عاما على وفاة العلامة المربي الشيخ عبد الكريم الرفاعي

في  28 شباط "فبراير" من عام 1973م توفي في دمشق العلّامة المربّي عبد الكريم الرّفاعي.

تربّى رحمه الله وتتلمذ على يد المحدّث الأكبر الشيخ بدر الدّين الحسني والشّيخ علي الدّقر رحمهما الله تعالى.

شكّل الشيخ عبد الكريم الرِفاعي رحمه الله حالةً فذّة ونقلةً نوعيّة وتطوّرًا مفصليًّا في العمل المسجدي والدعوي في دمشق فإليه تُنسبُ النّهضة المسجدية فيها؛ فبعد أن تولّى الإمامة والخطابة والتدريس في جامع زيد بن ثابت حوّل المسجد إلى مركزٍ لتعليم القرآن وعلوم الشريعة واللّغة العربيّة بطريقةٍ منهجيّة، ونشر تلاميذه في مساجد دمشق وريفها ليغدو جامع زيد بن ثابت مقرًّا تتبع له عشرات المساجد والخطباء والدّعاة والمدرّسين.

وقد كانَ الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى ذا نظرةٍ ثاقبةٍ فيتخيّرُ المتميّزين لدراسة علوم الشريعة والدّعوة،

وقد كان قريبًا من الشّباب يحبّهم ويحبّونه وتتعلّق به قلوبهم وأرواحهم لما فيه من لطف المعشر وتواضعٍ صادقٍ ورهافةِ حسّ ودماثةِ خُلق وشعورٍ بآلامهم واحتياجاتهم.

في مقبرةِ باب الصغير في دمشق يرقد الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى وقد خلّف من ورائه آلافَ الأبناء والتلاميذ الذين يحملون القرآن الكريم في صدورهم، فمنهم الدّعاة ومنهم الخطباء ومنهم المجاهدون على ثرى سورية ومنهم الشهداء الذين رووا بدمهم طريق الحريّة ومنهم المهاجرون بدينهم في أصقاع الأرض.

وفي ذكرى وفاة الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله يصدق فيه قول شوقي:

يا خادمَ الإسلامِ، أجرُ مجاهدٍ

في الله من خُلْدٍ ومِنْ رِضْوان

إن كان للأخلاق ركنٌ قائمٌ

في هذه الدنيا، فأنت الباني

يدعو إلى العلم الشريفِ، وعنده

أَن العلومَ دعائمُ العُمران

يُزجونَ نَعشَكَ في السَناءِ وَفي السَنا

فَكَأَنَّما في نَعشِكَ القَمَرانِ