الشيخ إبراهيم السلقيني ماباع دينه، عندما باع الآخرون 

من ذاكرة الثورة

 

شهادة حصلت في مكتبه وهو بغنى عن شهادتي

رحم الله شيخنا الفاضل الدكتور إبراهيم السلقيني الذي كان مربيا قبل أن يكون مؤلِّفا له الكثير من الكُتُب وتبوَّأ مناصب عِدَّة. آخرها إفتاء حلب. 

كان رحمه الله غاية في التواضع وما رأيت- شهادة أسأل عنها أمام الله- متواضعا مثله، رافقته مع بعض الأصدقاء الزملاء، ومنهم الأخ د.إبراهيم أحمد الديبو، والدكتور عدنان مامو ...في زيارة إلى تركيا لبضعة أيام قبل بداية الثورة في سياق مؤتمر علمي، كان متواضعا طيب النفس، مزوحا...وكنتُ كثير الاتصال به مستفتيا عن بعض الأمورمع أنه كان مريضا ويُجيب ولايعتذر ويُكثر من القول: (أهلا أهلا أهلا).

زرته رحمه الله قبل وفاته بمدة وفي مكتبه وسألته عما يجري في سوريا وموقف العلماء، فقال ما أذكره بأنَّ وزير الأوقاف الحالي محمد عبد الستار السيد اتَّصل بي وأراد مني أنْ أحضر مع العلماء لقاءًا مع الرئيس، فقال: اعتذرتُ مُتعلِّلا بالمرض، فقال له الوزير بأنَّ السفر في الطائرة، وبأنه ممكن إرسال طائرة خاصة، فألحَّ عليَّ فاعتذرت، ثم تابع قائلا وبعد قليل اتَّصل الدكتور صهيب وقال: أريد أنْ أشرب في بيتك فنجان قهوة، قال: فعرفتُ أن الوزير هو الذي أرسله ، قال: ما استطعتُ أن أرفض طلبه، وحاول الدكتور صهيب إقناعي فتعلَّلتُ بالمرض.

------

عندما توفي رحمه الله تعالى في تاريخ 6/ 9/ 2011 جئنا من مدينة منبج برفقة أخي أحمد إدريس الطعان، وكانت جنازته مشهودة، سدَّت الطريق، وتحوَّلت إلى مظاهرة ضد بشار الأسد، وقام المتظاهرون بتمزيق صور بشار الموجودة على المحلات. وكان بعض الناس على الأسطح وفي شرفات المنازل يسبُّوننا. قبل الوصول إلى المقبرة بخمسين مترا تقريبا وكنا خلف الجنازة وكانت المحال التجارية مُغلقة، تفاجأنا برفع أبواب المحلات وخرج الشبيحة من الطرفين وسمحوا بدخول جنازة الدكتور إلى المقبرة، وعزلوا المظاهرة وانهالوا على الناس بالضرب وبيدهم عُصي من خشب ومن حديد فتفرَّق الناس، وكان من نصيب أخي الدكتور أحمد الطعان ضربة على ساعده الأيمن.

رحم الله أستاذنا الفاضل الدكتور إبراهيم السلقيني وعوَّض الأمة خيرًا.

 

تنظر تعزية رابطة العلماء السوريين بوفاته هنا

ترجمة الشيخ إبراهيم السلقيني هنا