جوهرة دمشق العالم الأديب العم محمد سعيد القاسمي

حفيد علامة الشام الجمال القاسمي

فقدت دمشق في يوم السبت 13 جمادى الأولى 1440 =19/1/2019 أحد رجالاتها الفضلاء، سليل الأسرة العلمية العريقة التي أنجبت جمعاً من العلماء والأدباء ، قال المؤرِّخ المغربيُّ عبد الحفيظ الفاسيُّ عن هذه الأسرة : (بيت شرف وعلم ومجد وفضل ، تَعَدَّد فيهم العُلماء والصُّلحاء والأدباء).

وهذه سطور أوجر من الوجيزة عن هذا الفقيد السعيد بإذن المولى الحميد:

فهو ربيب بيت العلم والفضل محمد سعيد بن محمد ضياء الدين ابن علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي.

ولد في ضحوة الاثنين الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة 1345هـ وفق 23 / 5 / 1927 وانتهى من ثانوية مدرسة التجهيز- مكتب عنبر سابقاً – سنة (1948م) ، وأخذ عن تلميذ جدِّه الشيخ حامد التَّقي الفقه والتفسير حيثُ قرأ عليه تفسير جدِّه (محاسن التأويل) كاملاً قبل أن يُطبع ، بالإضافة إلى حضوره التامّ للمجالس الأسبوعية التي كان يعقدها تلاميذ جدِّه في منزل العائلة القاسميَّة كالشيخ محمد بهجة البيطار ، والشيخ محمد جميل الشطِّي وغيرهما ، كما أنه قبل هذا وذاك يعزو الفضل بعد الله عزَّ وجل إلى عمِّه المحامي ظافر القاسمي ، إذ كان مُوجِّهاً له إلى العلم ،ومرشداً إلى حفظ وقراءة ما يفيد من عيون الشعر والأدب.

وقد تشرَّفت بمعرفة العم محمد سعيد – أسبغ الله عليه مغفرته ورضوانه – في يوم 28 محرم سنة 1418هـ في منزله بمحروسة دمشق ، وتردَّدت إليه من غير عدٍّ ولا حصر ، فقد كان كريم السجايا ، غايةً في الأدب واللُطف وجمال الذَّوق الذي لا يملك من يراه أو يجلس إليه إلا أن يتأدَّب بأدبه ويحاكيه في ذلك ، كما أنَّه رحمه الله تعالى جعل لي مكتبته متَّكأً في بحوثي ودراساتي عن جَدِّه الجمال القاسمي وأسرته القاسمية العريقة ، ورحم الله الشيخ محمد جميل الشطي القائل عن هذه الأسرة:

بنو القاسمي في الشام يا فضل جدهم=وفضل أبيهم من تجلَّتْ كواكِبُهْ

سلام لهم ما الكون ضاء بنورهم=مشارقة يوماً ويوماً مغاربُه