كلمات في رثاء العلامة الشيخ محمد نذير حامد (3) وغابت شمس أخرى

 

وغابت شمس أخرى


إنَّها شمس شيخنا العلامة اللغوي النحوي المفسّر المعمَّر، الشيخ محمد نذير حامد. الذي أجاب دعوة ربِّه سبحانه في مدينة حلب، ضحى يوم الأربعاء العاشر من جمادى الأولى من عام أربعين وأربعمائة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. عن عمر ناهز اثنين وتسعين عاما. رحمه الله وأعلى مقامه.
وقد أثارت وفاته في قلبي الأسى، وفي نفسي ذكرياتِ أجملِ سني عمري في رياض الكلتاوية، وفي رحاب مدرستي "دار نهضة العلوم الشرعية" التي جمعتني ساحاتها وحجراتها بتلك الكوكبة النيِّرة الخيِّرة من أساتذتي أهل العلم والفضل الذين نهلتُ من معينَي علومهم وأخلاقهم.
ومنهم أستاذي وشيخي وسيدي الشيخ محمد نذير حامد، رحمه الله.
وكان من واجب الوفاء عليَّ في هذه المناسبة أن أكتب هذه السطور عن شيخي الشيخ نذير وذكرياتي الغنية معه، منوِّها بعلوّ مكانه وجليل شانه، كما كتبتُ من قبل عن مشايخي الذين مضوا قبله، خصوصا في عصر وسائل التواصل العجيبة الذَّلول.
رحم الله الجميع.
إنه شيخنا الذي قرأنا عليه كتاب ابن هشام الأنصاري (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) بأجزائه الثلاثة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة من الدراسة في دار نهضة العلوم الشرعية، التي أسسها في مدينة حلب شيخنا العارف بالله سيدي الشيخ محمد النبهان رضي الله عنه. وجزاه عنا وعن أساتذتنا وتلامذتنا وأهلينا وذوينا وأحبابنا ومحبينا خير ما جزى المحسنين.
وإني لأرجو أن يكون الشيخ نذير قد ترك فيَّ أثرًا طيبا من علمه وخلقه.
كان الشيخ نذير رحمه الله مرجعا نادرًا في مادته.
ولطيفًا هادئا وادعا في طبعه.
ومربيا خبيرًا بمداخل النفوس، كيف يستميلها، أو يقيم مَيلها.
وكان صاحب حياء جمّ، إلى جانب دعابة وملاطفات لذيذات لم تنل من وقاره، بل زادته قربا الى النفوس وحبا في القلوب.
كان بيننا كالوالد الذي يتعامل مع أبنائه بروح الشباب.
وكان إلى ذلك حازمًا إذا تطلب الأمر الحزم.
ولا تجاوز ادواتُ حزمه نظراتٍ عابرات وكلماتٍ معدودات يتحقق بها المراد.
وقلّّما ثم قلَّما احتاج إلى ذلك.
وكان صاحب قلب رقيق والِهٍ بحب مرجعه السيد النبهان. فقد كان من خاصة جماعته، ومن أركان مدرسته.
حدثني أخي الشيخ أحمد ناصر حوت رحمه الله، أن الشيخ نذير رحمه الله، جاء يودع الكلتاوية قبل سفره إلى السعودية، في سَفرته الأولى، فأتى حجرة سيدنا التي فيها قبره المبارك، وأطرق هناك، ثم بكى طويلا، وذرف دمعا غزيرًا وانتحب.
فيا لروعة ولذة وبركة ذلك البكاء!
وليس كل أحد يوفَّقُ إلى إدراك تلك اللذة.
فما كان أعظم شأن الشيخ نذير رحمه الله.!
قضينا السنوات الثلاث الأولى في الكلتاوية نراه عن قرب رؤية البعيد، نراه ذاهبا وآيبا إلى الصفوف العليا، الرابع والخامس والسادس.
ولا أذكر أني كلمته يوما خلال تلك المدة، فقد كان يعطي حصته أو حصتيه في أول الصباح، ثم يغادر المدرسة ليلحق بالمدرسة الحكومية التي كان يدرِّس فيها.
حتى بلغنا الصف الرابع، وبدأنا صحبة الشيخ نذير، على مائدة ابن هشام الأنصاري النحوي في أوضحه.
ومع أن الشيخ كان خريج كلية الشريعة، إلا أنه كان بينه وبين علم النحو وشائج مودة عريقة عميقة عتيقة، تعود إلى مرحلة نعومة أظفاره.
سمعته مرة يحدث عن مرحلة مبكرة من طفولته في أريحا فيقول: كنت آتي لأشتري من بائع "القضامة" على عربة خشبية ذات عجلات. فيقول البائع: لا أبيعك القضامة حتى تعرب لي إعرابة.
ويبدو أن ذلك من ثمرات اهتمام وتوجيه والده الشيخ محمد خير حامد رحمه الله.
فقد كان على ما يبدو من المشتغلين بالعلم.
وقد كنا نتحدث ونحن طلاب في الكلتاوية أن والد الشيخ نذير بصدد تأليف كتاب في السيرة.
وأذكر جيدا أني رأيت الشيخ الوالد مرة في ميمنة مسجد الكلتاوية، وقد بسط بين يديه كراسا كبيرا مخطوطا، يطالع فيه وينقّح.
كان ذلك مخطوط الكتاب الذي يؤلفه في السيرة.
ولست أدري ما إذا كان قد طبعه بعد أم لا.
بدأنا مع الشيخ نذير، في السنة الرابعة في الكلتاوية، مرحلة أخرى في رحلتنا مع علم النحو، بعد أن كنا في السنة الثالثة في نهاية المرحلة الأولى التي أتممنا فيها شرح قطر الندى لابن هشام، مع شيخنا الشيخ محمود فجال رحمه الله.
فانتقلنا من حبر في النحو إلى حبر.
ولعلم النحو شرف ومنزلة عند دارسي علوم الشريعة عموما، وعند أهل الكلتاوية بوجه أخص.
وقد كانت لي ذكريات لا أنساها مع شيخي وتاج رأسي الشيخ نذير، طالما حدثت بها نفسي وشخّصتها في خيالي، عندما لا أجد من أحدثه بها، فأجد فيها منهلا رويّا منعشا يعيد للروح سِنّ شبابها بذكرى أحبابها، لما في تلك الذكريات من روح الدعابة والملاطفة.
وقد اخترتُ أن أعرض على القراء هذه الذكريات مرتبة على السنوات. كل سنة على حدة.
من ذكريات الصف الرابع
1970 - 1971 م
انتهى الشيخ رحمه الله من تقرير الدرس على السبورة، لينتقل - كما هي العادة - إلى قراءة عبارة المصنف.
كان الدرس عن الأفعال الناسخة التي تعمل كان.
ومنها فعل لا يعمل ذلك العمل إلا بشرط تقدم "ما" المصدرية الظرفية. وهو فعل "دام"
وكتاب "أوضح المسالك" كما هو معلوم، يأخذ الشرحُ والتحقيق فيه أكثر الصفحة. فلا يبقى للمتن إلا سطور قليلة في أعلى الصفحة فوق الخط الفاصل.
فانتهينا في القراءة إلى جملة من المتن مقسومة بين صفحتين، على النحو التالي:
في الصفحة الأولى العبارة الآتية:
الثالث: ما يعمل بشرط تقدم "ما" المصدرية الظرفية، وهو دام. نحو (ما...
---
دمت حيا). أي مدة دوامي حيا، وسُمّيتْ "ما" هذه مصدرية....
وهنا وجَّه الشيخ نذير سؤالا لأحد طلاب الصف ممن لم يُكتب لهم الإتمام والتخرج بالمدرسة. فقال له: قول المصنف: لأن ما هذه... أي "ما" يقصد؟
فتلعثم الطالب، لأن "ما" المسؤول عنها قد أصبحت في الصفحة السابقة. ولم يُحِرْ جوابا.
وأعاد عليه السؤال بتوضيح وهدوء. ابني، أين هي "ما" التي يقصدها المؤلف؟
ابني، يقول: لأن ما هذه.. فإلى أين الإشارة في قوله: "هذه"؟
فلم يزد الأمر عند الطالب إلا استعجاما.
وهنا حضرت الشيخَ رُوحُ الدعابة، فقال أحجية - باللهجة العامية - لم أسمعها من غيره من قبل ولا من بعد.
قال وهو يغالب ابتسامته: ابني، "واقفة عالحيط وشاكّة أدنيها، أرنب لا دلّك الله عليها إيش هي؟"
وابتسم الطلاب أو ضحكوا ضحكة مكتومة.
ولم يفلح الطالب في فهم الأحجية، كما لم يفلح قبل في جواب السؤال المتعلق بالدرس.
من ذكريات الصف الخامس
1971 - 1972 م
في استطراد خارج عن الحصة، جعل أستاذنا الشيخ نذير رحمه الله ينفرنا من الاستدانة. وأطنب في ذلك، وإيَّاكم والدَّين. وأن الدَّين همّ، وأن الدين غمّ...
وقد كنتُ أفهم قصده من تلك النصيحة بوضوح كبير.
فقد كان أحد زملائنا في تلك السنة يحب التأنق في مظهره جدا، في عمامته، في نظارته، في ثوبه وجُبّته وخاتمه، وحتى في حذائه.
فكان يستدين ليلبس ويتأنق.
وليس له مورد، إلا ما قد يأتيه من وكالة مؤقتة في إمامة، أو نحوها.
فأراد الشيخ نذير أن يوصل إليه نصيحة المشفق بشكل غير مباشر.
فعرض هذه النصيحة...
وقال في أثناء كلامه: لقد جرّبت الدَّين عندما اشتريت البيت، فكان ثقيلا وهمّا ملازما..... مع أني استدنتُ من أقرب الناس إليّ.
يعني يعني استدنتُ من أمي.
وهنا بدا لي في ملاطفته، فقاطعته قائلا: (ليش أمك طيبة أستاذ؟)
فردّ على الفور - وكأنه حوار مُعَدٌّ مسبقا - فقال: (سْكوتْ ولاك. لسّا أبوي طيب). وضحكنا للإيحاء الذي حمله جوابه.
لأن جوابه أضفى على سؤالي معنى الخِطبة.
ثم دارت الأيام، حتى أوائل التسعينيات الميلادية.
وكنت قد اشتريت بيتا في حلب، منطقة المريديان، وكان شقيقي الشيخ مصطفى منصور، خريج الدفعة الثالثة من الكلتاوية، يشرف على البيت ويتردد إليه.
فأخبرني أخي أن جاري في نفس العمارة، في الدور الأرضي عند مدخل الدرج، هو الشيخ نذير حامد.
فلمّا جاءت إجازة الصيف، زرته في بيته، وذكّرته بما دار بيننا في القصة السابقة، فقال والابتسامة تكسو محيّاه: (شايف كيف إنك كتير غلبة).
ثم تحوّل الشيخ عن ذلك المنزل إلى منزل آخر، وتحولتُ بعده.
ومن ذكريات الصف الخامس مع الأستاذ المحبوب، أنه جرى يوما على هامش الدرس ذكر المستقبل الذي يهتم له الشاب عادة في مثل تلك السنّ.
فقال رحمه الله كلمة ما يزال صداها في أذني، قال: (لَكْ ابني بتصيرووو بتصيرو. بس ديروا بالكن علينا.)
ودارت عجلة السنين، وجمعني مجلس مع بعض الزملاء ممن كانت لهم مخالطة للشيخ في بعض مراحل مغترَبه، فذكر ذلك الزميل - لمناسبةٍ ما - أن الشيخ نذير استدان منه ألف ريال.
وانطوت تلك المعلومة في ثنايا ما قيل في تلك الجلسة كما انطوى غيرها.
لكن وقعها في نفسي كان مختلفا جدا.
لقد نقلتْني حين سمعتها إلى حجرة الصف الخامس في الكلتاوية، والشيخ نذير واقف أمامنا يقول: (بتصيرووو بس ديروا بالكن علينا.) فسبحان من أنطقه آنذاك بكلام وقفتُ على تحقيقه بعد حين.
من ذكريات الصف السادس
1972 - 1973 م
حجرتنا في الصف السادس كانت في الواقع نصف حجرة، لأنهم قطعوها بجدار، وجعلوا نصفها الذي يلي الدرج الشرقي غرفة مراقبة، ونصفها الآخر حجرة الصف السادس، وذلك أن عدد طلاب الصف في تلك السنة كان فقط خمسة عشر طالبا.
فكان عَرض الصف ثلاثة صفوف من الطاولات، وكل صف طوله طاولتان فحسب.
الطاولة الثانية فيه هي الأخيرة.
ومعلوم أن الطاولة الواحدة من تلك الطاولات تتسع لثلاثة طلاب.
فكنتُ أجلس في الطاولة الأخيرة، مع أنه ليس بيني وبين السبورة إلا طاولة واحدة، هي الطاولة الأولى.
أنهى الشيخ نذير تقرير حصة النحو في ذلك الصباح لينطلق بعدها إلى مدرسته الحكومية كالعادة.
وكان قد ثار في ذهني في تلك الأيام إشكال لغوي لا علاقة له بموضوع الحصة، ولم أجد متسعا فيها لأسال الشيخ عنه.
فلمّا خرج من الحصة تبعته مسرعا أقول: أستاذ، عندي سؤال.
فقال - وهو ماش وأنا بإزائه أماشيه - : نعم؟
فجعلت أعرض عليه سؤالي الذي لا أنساه، لأني كلما مررت بالإشارة إليه في كُتب التفسير، وبالأخص منها تفسير القرطبي، وتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور، أتذكر قصة سؤالي للشيخ نذير عنه.
كان سؤالي، أو إشكالي عن أنه هل يصح إعادة ميم الجمع إلى جمعِ غير العاقل؟
وجعلت أعرض عليه السؤال ونحن ماشيان، وعبرنا باب الشبك، ثم انحدر في الدرج الغربي الطويل وأنا بإزائه كظله، فكان يستعيدني السؤال، ويقول: نعم. إي نعم. قصدك كذا؟ ....
واضح أن أستاذي الشيخ نذير كان ذاهلا عن سؤالي، مشغولا بأمر يخطط له على عجل، وقد استغل هذا الانفراد بي لأكون ركنا في هذا المخطط.
عرفتُ كل ذلك حين استوينا على شارع "قبو النجارين" أسفل ذلك الدرج الطويل.
وكانت تلك أول وآخر مرة أغادر فيها المدرسة وحَرَمَ المسجد إلى عمق الشارع بلا إذن من مراقب ولا مدير.
هناك في قبو النجارين وقف الشيخ نذير وقال في هدوئه المعتاد:
(ابني، زميلك فلان الذي يجلس في المقعد الأمامي يضايقني بمنديله الرطب دائما بإفرازات الزكام، والذي يضعه أمامه على الطاولة، ويستعمله بين الحين والحين، ثم يبقيه أمامه مثقلا برطوبات أنفه.
وأنا محرج من تنبيهه.
فإذا كان درس الغد، فأظهِرْ أنك نائم في أثناء الشرح، ليكون ذلك ذريعة لِأُجلِسَكَ في الأمام مكانه في حصتي، ويجلس هو مكانك.
(ولم تكن المناديل الورقية قد راجت وشاعت بعد)
ثم مضى الشيخ نذير إلى غايته، ورجعتُ إلى مدرستي أقفز على الدرج صُعُدا، وقد ذهلتُ عن سؤالي وإشكالي الذي أخرجني هذا المخرج، متحسبا من سؤال أحد المراقبين أين كنت خارج المدرسة؟ أو مِن سؤال مدرس الحصة التالية التي تاخرتُ عنها.
ومرت الساعات الأربع والعشرون، وأنا مهموم بالمهمة التي أسندها إلي الشيخ نذير؟ وهل سأنجح في التنفيذ؟!
وحانت ساعة التنفيذ، ودخل الشيخ نذير الحصة، ودارت عجلة الدرس، وأنا محتار فيما أصنع، فلم يسبق لي تَصَنُّع موقف كهذا، وكنتُ أتابع عينَي الشيخ نذير، لعله يعطي إشارة بدء التنفيذ.
ولكنه ماض في تقرير الدرس من غير أي ملمح في قسمات وجهه أو نظرات عينيه تشير إلى شيء مما كلّفني به، حتى جعل يراودني خاطر أن الشيخ قد نسي.
ثم إني بَعدَ حين من بدء الحصة، خالفتُ بين ذراعَيَّ على الطاولة، ووضعتُ وجهي عليهما كهيئة النائم.
وجعلتْ تمرُّ الثواني ثقيلة طويلة، كأن كل ثانية دقيقة كاملة، والشيخ لم يأبه بحالي، وأنا ما زلت واضعا رأسي على ذراعَيَّ...
هل ما زال الوقت مبكرا ليناديني؟
هل نسي حقا؟
هل أرفع رأسي معلنا فشل المحاولة؟
ثوانٍ ثقيلة حقا.
ثم جاء الفرَج.
وجاءني بشيء من الحزم صوت الشيخ نذير الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر: منصور! نايم؟ نايم مو هيك؟
فرفعتُ رأسي، ومسحت على عينَيّ.
ثم قال: قم لعندي وهات كتابك معك.
فتقدمتُ إليه، في الوقت الذي كان يقول للزميل الذي أمامي: ابني لو سمحت اجلس مكانه، وليجلس مكانك في المقعد الأمامي حتى لا ينام.
ثم توجّه إليّ على مسمع من الزميل فقال: كل حصة نحو بدّي أشوفك قدّامي في هذا المقعد. مفهوم؟
مفهوم أستاذ.
فلمّا كانت حصة النحو في اليوم التالي رأيت الزميل جالسا في المقعد الأول، فقلت: ألم تسمع إلحاح الشيخ نذير عليّ بالجلوس هنا؟
فتحوّل في الحال من غير جدال.
غفر الله له ولي ولأستاذنا العظيم الشأن، الذي أدار كلّ هذا المشهد التمثيلي، حفاظا على شعور الطالب من أن يصل إليه شيء من الأذى، فيما لو خاطبه الشيخ مباشرة بما يحرجه.
فكان رحمه الله يصبر على الأذى حتى لا يؤذي غيره.
رحم الله شيخنا الشيخ نذير حامد، وجزاه الله عنا خير ما جزى العلماء العاملين المعلِّمين، ورفع درجاته في عليين.
وجمعنا به في رحاب سيدنا أبي أحمد في دار البقاء، كما جمعنا قبل في رحابه في دار الفناء.
والحمد لله رب العالمين.

الحلقة السابقة هـــنا